فلسطين أون لاين

تقرير عملية "إلعاد".. صفعة أمنية حملت عدة رسائل للاحتلال ومتطرفيه

...
عملية "إلعاد" - أرشيف
غزة/ محمد أبو شحمة:

بعد ساعات من اقتحام المتطرفين اليهود باحات المسجد الأقصى، جاء الرد الفلسطيني سريعًا بعملية بطولية داخل مستوطنة "إلعاد" المقامة على أراضي بلدة "المزيرعة" المهجرة قرب (تل أبيب) أول من أمس.

وحملت عملية "إلعاد" دلالات ورسائل سياسية عدة؛ أبرزها أنها جاءت في منطقة يستوطن فيها اليهود المتطرفون "الحريديم" المعروفون بمواصلتهم اقتحام باحات المسجد الأقصى.

وتركت عملية "إلعاد" التي قتل فيها 3 مستوطنين وأصيب 4 آخرون حالةً من الخلافات داخل أروقة دولة الاحتلال وإرباكًا شديدًا وتبادلًا للاتهامات حول ضعف الحكومة برئاسة نفتالي بينيت أمام تلك العمليات، إضافة إلى سماحه للمستوطنين باقتحام باحات الأقصى.

واعتبر المحلل السياسي ربيع أبو حطب عملية "إلعاد" من أكثر العمليات أهميةً، ليس من ناحية الزمان والمكان أو حتى شخصية وخلفية المنفذين، إنما كونها جاءت بعد خطاب تعبوي ووطني مهم لرئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة يحيى السنوار.

وأضاف أبو حطب في حديث لصحيفة "فلسطين" أنّ العملية جاءت بعدما خاطب السنوار شباب الضفة الغربية والداخل المحتل بالتحرك بما لديهم من إمكانيات وعدم انتظار القرار من أحد، وهنا تبرز أهمية العملية بأنّ قرار وتوجيهات قائد حماس جاءت تأكيدًا وترسيخًا لوحدة الهدف والمصير للشعب الفلسطيني في كلّ أماكن تواجده.

وتظهر العملية، حسب أبو حطب، الوحدة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال، وتحويل جميع ساحات فلسطين إلى مواجهة وساحة اشتباك معه.

ويرى أنّ استمرار العمليات في الداخل المحتل من الممكن أن يؤثّر سلبًا على دافعية المتطرفين تجاه اقتحام باحات المسجد الأقصى، ويُغيّر المعادلة في اقتحامه.

العمليات تواصل التطور

من جانبه، أكد المحلل السياسي أحمد المغربي أنّ عملية "إلعاد" أثبتت أنّ العمليات الفدائية انطلاقًا من الضفة الغربية تواصل تقدمها وتطورها، حيث إنها تجاوزت كثيرًا من العقبات التي قيّدت العمل المقاوم هناك وأبرزها التنسيق الأمني الذي تنتهجه السلطة مع الاحتلال، وضرب خلايا المقاومة واغتيال كثير من المطاردين، وإقامة جدار الفصل العنصري.

ولفت المغربي في حديثه لـ"فلسطين إلى أنّ هناك علاقة مباشرة بين التصعيد المستمر في القدس والعمليات في الداخل المحتل، لذلك طالما أنّ حكومة الاحتلال لا تزال تسمح للمستوطنين واليمين المتطرف باقتحام المسجد الأقصى واستفزاز مشاعر الفلسطينيين فإن ذلك سيؤدي حتمًا إلى استمرار العمليات، فالقدس والأقصى المحرك والدافع للشباب الفلسطيني للانتقام.

وأشار إلى أنّ العملية جاءت في ظل إجماع شعبي على القضايا الوطنية الكبرى وعلى رأسها القدس، وفي ظل الالتفاف الشعبي الواسع حول خيار المقاومة، كون كثير من العمليات تتم بشكل فردي، وكذا حالة الرضى والتأييد الواضح من الجمهور الفلسطيني لهذه العمليات.

وبيّن أنّ العملية كشفت ضعف أجهزة أمن دولة الاحتلال وهشاشة الوضع الأمني في الداخل المحتل التي ظهرت بعجزها في التعامل وقت حدوث العمليات وانسحاب منفذّيها في كثير من الأحيان، وكذلك عجز حكومة الاحتلال وعدم قدرتها على مواجهة هذه العمليات أو الرد عليها.

خط أحمر

ولاقت عملية "إلعاد" فرحة عارمة في الشارع الفلسطيني الذي اعتبرها تأكيدًا على أنّ المسجد الأقصى خط أحمر.

وغرّد نشطاء أنّ عملية "إلعاد" جاءت بمثابة صفعة من المستضعفين على جباه المستكبرين، وغرّد آخرون أنّ أجمل عبارة ممكن تسمعها: "انسحب المنفذان بسلام".

ونوه المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد إلى وجود ارتباك في وسائل الإعلام العبرية حول العملية البطولية في (تل أبيب) التي شكّلت ضربة قوية لكيان الاحتلال.

وأضاف أبو عواد أنّ مؤشرات العملية البطولية تُدلّل أنّ من نفّذها يعرف المكان جيّدًا، فهي عملية نوعية وضخمة وسط عجز الاحتلال.

وأشار المدون والمتابع للشأن الإسرائيلي محمد دراغمة إلى أنّ عمليات المقاومة الأخيرة تحمل رسائل، وخاصة عملية "إلعاد" التي جاءت في يوم "الاستقلال" للاحتلال الموافق لنكبة الشعب الفلسطيني.

وقال الكاتب رضوان الأخرس: إنّ الرعب مستمر في (تل أبيب).. مستوطنون قضوا ليلتهم في الملاجئ خوفًا من مُنفّذَي عملية "إلعاد"، فالاحتلال لم ينجح في الوصول إليهما.

واعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور العملية البطولية في (تل أبيب) انتكاسة لأجهزة الاحتلال التي انتشرت في الضفة الغربية والداخل المحتل، وإعلانها المسبق عن رفع مستوى التأهب الأمني.

وذكر منصور أنّ الاحتلال محبط من استمرار العمليات البطولية وعاجز عن مواجهة المقاومة، وأنّ أجهزة أمنه تعيش في حيرة، والجمهور الإسرائيلي بات ناقمًا على حكومته بعد هذه العمليات البطولية، مؤكدًا أنّ المقاربة الأمنية لدى الاحتلال فشلت، وأنه بات يعرف أنّ الاعتداءات بحقّ المسجد الأقصى يجب أن تتوقف، لأنها السبب الرئيس في استمرار العمليات.