حالة من السخط وعدم الرضا تسود أوساط المقدسيين، بسبب القرارات التي اتخذها كيان الاحتلال بحقهم، بعد وقوع عملية إطلاق النار الجمعة الماضية، التي استغلها الاحتلال لإخراج المسلمين جميعًا من داخل المسجد، إضافة إلى إغلاق المحال التجارية كافة في المدينة القديمة، وتركيب عدد من البوابات الإلكترونية على أبواب الأقصى.
وكان ثلاثة فلسطينيين نفذوا عملية إطلاق نار صباح الجمعة الماضية، وأدت إلى مقتل جنديين إسرائيليين، واستشهاد الفلسطينيين الثلاثة.
ولا يزال يرفض المقدسيون الخضوع للتفتيش الأمني الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي قبل دخولهم إلى المسجد الأقصى، وذلك بإجبارهم على المرور عبر بوابات إلكترونية نصبها الاحتلال أمام عدد من أبواب المسجد الأقصى.
قرارات تعسفية
المرابطة أم طارق الهشلمون أكدت أن الاحتلال الإسرائيلي منع على مدار الأيام القليلة الماضية الحركة في مدينة القدس، لافتةً إلى أن المدينة تخلو من أي حراك للمواطنين، وأيضًا الحركة التجارية.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": "الاحتلال الإسرائيلي وجد العملية الاستشهادية الأخيرة ذريعة لإغلاق الأقصى، وتركيب بوابات إلكترونية"، مبينةً أن هذه الإجراءات ما هي إلا البداية في سلسلة من الإجراءات العقابية ضد أهالي القدس.
وأضافت الهشلمون: "أهالي القدس واعون للمخططات التي يعتزم الاحتلال الإسرائيلي تنفيذها بحق مدينة القدس والمسجد الأقصى"، مشددةً على أن المقدسيين مستعدون للوقوف بوجه هذه المخططات، وإن كانوا وحدهم دون أي دعم.
وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أصبح منزعجًا جدًّا من المقاومة الشرسة التي يقوم بها أهالي القدس ضده، إضافة إلى انتشار الوازع الديني، والوعي الإعلامي بين الكثير من شباب المدينة.
وذكرت الهشلمون أن المرأة المقدسية تشارك في مقاومة الاحتلال كمشاركة الرجل، قائلة: "لا يوجد فرق بينهما، ولا يوجد حلال أو حرام فيما يخص المقاومة ومواجهة سياسات الاحتلال ضد المدينة المقدسة".
وبينت أن الاحتلال الإسرائيلي يعاقب كل من يفتح محله التجاري، ويفرض عليه غرامة مالية كبيرة تتجاوز آلاف الشواكل، مؤكدة أن هذا الإغلاق أشل حركة المدينة بشكل كامل، وأوقف الحراك التجاري فيها.
ولفتت الهشلمون إلى أن الاحتلال يرفض دخول أصحاب المحال التجارية في المدينة القديمة من الذين يعيشون خارجها، مستدركة: "كل هذا يحدث أمام صمت عربي حكومي كامل، وحراك شعبي باهت من الشعوب العربية".
رفض للبوابات الإلكترونية
من جهتها أعربت المقدسية خديجة خويص عن رفضها لما قام به الاحتلال الإسرائيلي من تركيب لبوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى، مبينة أن هذا القرار يمس بمكانة المسجد الأقصى وقيمته الإسلامية، ويمنع كثيرًا من المصلين من الوصول إليه تحت حجج واهية.
وقالت في حديث لـ"فلسطين": "إن الاحتلال الإسرائيلي سمح للمصلين بالدخول إلى الأقصى، ولكن عبر المرور من البوابات الإلكترونية، وهو ما يرفضه الجميع في القدس"، لافتةً إلى أن الرفض يأتي من المستويات جميعًا من المواطنين المقدسيين ومن العاملين في المسجد الأقصى.
وأكدت خويص أن المقدسيين يريدون الدخول إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه، دون الدخول عبر البوابات الإلكترونية التي وضعها الاحتلال للتضييق على المصلين، مشددةً على أن أهالي القدس جميعًا مجمعون على هذا القرار.