حمل خطاب قائد حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار في ذكرى يوم القدس العالمي رسائل قوة تعبر عن روح المقاومة الوطنية، وأرسل إنذارًا ساخنًا وتحذيرًا عاجلًا لقادة الاحتلال أرسى بها معادلة ردع للاحتلال مفادها أن سيف القدس لم يغمد وأن العدوان على القدس سيواجه بدفاع متعدّد الجبهات ودلالات الرقم 1111 التي حملت رسالة ردع في طياتها عدد الرشقة الأولى من صواريخ المقاومة ضد الاحتلال، والإشارة إلى أن استمرار استفزاز الاحتلال لمشاعر المسلمين في المسجد سيقود لحرب دينية، فمثّل بذلك درعًا للقدس، ومن هذا المبدأ فإن القدس حاضرة في محور الصراع والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني، وهو ما تابعته المقاومة الفلسطينية خلال شهر رمضان في أحداث القدس وإرسال رسائل لا تحتمل التأخير بأن خطوطها الحمراء ذروة سنامها المسجد الأقصى، وهو ما خلق حالة ردع متقدمة في وجدان قادة الاحتلال تمثل في منع المجرمين الصهاينة والإرهابي بن غفير وأتباعه من دخول المسجد، لتظهر بذلك عزة المقاومة الفلسطينية وما وصلت إليه من قوة ردع.
وكذلك حملت كلمة القائد السنوار الموجهة لرئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس دعوة للانسحاب من الكنيست الصهيوني، وهي رسالة قوة تحمل إدراكًا عميقًا للمجتمع الصهيوني، وهو ما أشار إليه رئيس مجلس الأمن القومي السابق مئير بن شباط "أن السنوار متنبه جدًا لما يحدث في الجانب الإسرائيلي، ويحلل كل كلمة تخرج من السياسيين، ويتفهم معضلاتهم، ويضع تحليلاته وأفكاره الخاصة بناءً على ذلك.
ونجحت المقاومة الفلسطينية بأن تكون الارتكاز الحقيقي في معادلة مواجهة الاحتلال وجرائمه، وكان لكتائب القسام وإخوانهم في غرفة العمليات المشتركة دور طليعي وأساسي في ذلك الانتصار، وأن تحظى القدس بأهمية كبيرة لدى محور المقاومة وشعوبها بعد أن تركزت مهمة محور المقاومة في ربط الخطوط الجهادية الرافضة للاحتلال والمراكز الثورية الإسلامية بعضها ببعض، وبالعادة يتم تسمية المحور لأنه النقطة التي تتقاطع بها المراكز، فكانت القدس هي المحور لأنها النقطة التي تجتمع بها مراكز المقاومة الإسلامية المختلفة في لبنان وسوريا والعراق وإيران واليمن وكل من سار في درب الدفاع عن قضية الإسلام المحورية وهي القدس وحمايتها من إجرام الصهاينة ومنعهم من تدنيس المسجد الأقصى.
وبات مطلوبًا اليوم مزيدٌ من الوحدة الوطنية لمواجهة الاحتلال وجرائمه وكسر الحصار الظالم عن قطاع غزة وأن نعمل معا لأجل معركة التحرير التي باتت قريبة بعد أن أضاءت معركة سيف القدس الطريق بما حققته من انتصار ما زالت تجلياته بعيدة المدى، كما نستنتج من الأحداث توسع الإطار الثوري لقضية القدس وازدياد الالتفاف الإسلامي حول هذه المدينة المقدسة التي تعد أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فامتدت في وجدان وعقيدة الأمة كصراع بين الحق والباطل بجذورها التاريخية، فمنذ احتلالها وما زالت التضحيات عميقة ومستمرة في مواجهة الاحتلال والتطبيع، وإن رفع رايات المقاومة في ساحات المسجد الأقصى مثّل تحريراً معنوياً للمسجد الأقصى ومقدمة لمعركة وعد الآخرة التي باتت قريبة.