كان حضورا متنوعا يرسم لوحة وطنية فلسطينية تعزز الاصطفاف الوثيق خلف قيادة المقاومة؛ فكان العلماء والمشايخ والإخوة المسيحيون يتصدرون المشهد، وكان لقادة الفصائل ونواب التشريعي ورجال الأعمال والاقتصاد ورجال الإصلاح حضور واضح، وكان لحضور قيادات في فصائل المقاومة ببزاتهم العسكرية تأكيد على الصورة الوطنية الكاملة لخطاب الأخ يحيى السنوار.
الأخ أبو إبراهيم اعتمد في خطابه على الصورة حتى تبقى عالقة في الأذهان عندما تحدث عن تدنيس جنود صهاينة المسجد القبلي، وقال إن هذه الصورة يجب ألا تتكرر لأنه بتكرارها ستكون حرب دينية، هذه القوة في التهديد تنم عن ثقة وإيمان وفهم لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني.
وهنا لم يناشد السنوار المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان ولم يتباكَ على ما يجري في القدس ولكنه أطلق تهديدا فريدا من نوعه في توقيت شديد الحساسية - ليس فقط بالنسبة لكيان الاحتلال - وإنما للعالم أجمع؛ في ظل الحرب العالمية التي تتمركز حتى الآن في أوكرانيا.
زمن الخوف والوهن ولَّى، فالمقاومة الفلسطينية ومعها محور القدس باتت أكثر تماسكا وقوة وفهما لما يجري في دهاليز السياسة.
عندما يتحدث السنوار عن عمل دؤوب ومستمر من أجل تدشينِ منفذ بحري لغزة بالتنسيق مع محور القدس فهذا يعني أننا دخلنا في مرحلة جديدة عنوانها التحدي والقوة بكل أشكالها، وأن مصطلحات المناشدات والدعوات للأمم المتحدة وغيرها من المنظمات قد انتهت بلا رجعة.
أما بالنسبة للرشقة الصاروخية 1111 وحسب علمي أن قيادة حماس قد أبلغت بها جهات عربية فور انتهاء معركة سيف القدس والتي مر عليها عام، فتخيلوا كيف سيكون مدى وقوة هذه الرشقة بعد هذا العام.
أما تسميتها بـ (أبو عمار) فهذا تأكيد على أن حماس تقاتل بسيف الكل الفلسطيني وهي داعم أساسي لمشروع المقاومة في فلسطين.
خلاصة القول: علينا جميعا أن نتجهز لما هو قادم، وكلمات أبو أبراهيم يجب أن تكون لنا نبراسا للمرحلة القريبة المقبلة.