ساحة حرب في كل أرجاء الضفة الغربية، حرب يخوضها العدو الإسرائيلي بكل أنواع الفتك والترويع والإرهاب، ويتصدى فيها المواطنون للعدوان بكل ما توفر لديهم من وسائل مقاومة، في الوقت الذي غابت الرئاسة الفلسطينية عن الميدان، وغاب رئيس الوزراء، واختفى مجلس الوزراء، ولا وجود للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، ولا حضور للمجلس المركزي، وتوارت عن التصريحات اللجنة المركزية لحركة فتح، وتدثر تحت الأغطية عشرات آلاف الضباط وجنود الأجهزة الأمنية.
الضفة الغربية تعيش أجواء الحرب التي يشنها العدو الإسرائيلي في كل يوم وليلة، حرب تشهد القتل المتعمد، والجراح الغائرة، والهدم المتواصل للبيوت، والاعتقال الذي لا ينتهي، وكأن أهل الضفة الغربية أيتام بلا أبٍ أو أمٍ، حتى كانت حصيلة الاعتقال لفجر الأربعاء فقط، قائمة طويلة من المواطنين الفلسطينيين، أذكر أسماءهم كدليل على الظلم الذي ينصب على سكان الضفة، وللتأكيد على التوزيع الجغرافي للمعتقلين، وشاهد على أن كل سكان الضفة يعيشون أجواء الحرب والمواجهات:
1. المحرر عاصم جمال أبو الهيجا- مخيم جنين
2. يزن مرعي- مخيم جنين
3. ياسر أبو الرب- قباطية جنوب جنين
4. المحرر علاء حنايشة- قباطية
5. المحرر علي أبو الرب- قباطية
6. عصام جودت ريان- بيت دقو شمال غرب القدس
7. المحرر رياض أبو صفية- بيت سيرا غرب رام الله
8. عمار حمايل- بيتا جنوب نابلس
9. براء حمايل- بيتا
10. محمد زهير أبو حفيظة- علار قرب طولكرم
11. وليد أبو تركي- خربة قلقس قرب الخليل
12. محمد وليد أبو تركي- خربة قلقس
13. المحرر محمد غيظان- قبيا غرب رام الله
14. عبد العزيز غيظان- قبيا
15ـ عوض محمد غيظان قبيا غرب رام الله
16ـ نضال أمين خازم، مخيم جنين.
17ـ ياسر أبو الرب، من قباطيا
18ـ والأسيران المحرر علاء حنايشة، من قباطية
ولأن المقال لا يسمح باستعراض ونشر عشرات الاعتداءات التي مارسها المستوطنون الصهاينة ضد المواطنين من شمال الضفة الغربية وحتى جنوبها، فاكتفي بذكر شهداء الضفة الغربية الذين ارتقوا في غضون 48 ساعة فقط، وهم:
حمد محمد لطفي مساد (21 عاما) من بلدة برقين، أحمد عويدات من أريحا
ومن مفارقات الواقع الفلسطيني أن شباب جنين ومخيمها، حين كانوا يخوضون معركة البطولة ضد الاحتلال؛ كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية تطلق النار على المواطنين في نابلس، وفق ما أفادت مصادر محلية، أنّ اشتباكاً مسلحاً عنيفاً اندلع بين مسلحين وأجهزة الأمن الفلسطينية في دوار مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، وهذا الاشتباك اللئيم يتعارض مع الموقف الوطني، الذي يقضي بان تكون المواجهة بين أجهزة الأمن الفلسطينية والعدو الإسرائيلي.
هذا هو حال الضفة الغربية في يوم واحد، حالٌ غريق يرفض أن يموت في بحر الاحتلال، ويحاول بكل قوة أن يتنفس الحرية، وذلك ما يفرض على عشرات آلاف الضباط والجنود في الأجهزة الأمنية أن يكونوا جزءاً من مقاومة المحتل، لا أن يكونوا العصا التي يلهب بها المحتل ظهر بني جلدتهم.