فلسطين أون لاين

​الأب حاضرٌ غائب.. والأبناء يعانون النتائج

...
غزة - خاص "فلسطين"

سيدةٌ تعاني في بيتها بسبب شخصية زوجها، أرسلت تسأل عن الحل عبر "فلسطين"، تقول: "أنا سيدة متزوجة، وأم لثلاثة أطفال، ومشكلتي أن زوجي غير متعاون، وكسول، وجاف الإحساس، بعد عودته من العمل، يضيع معظم وقته في استخدام الإنترنت ومشاهدة التلفاز، ويبقى على هذا الحال إلى أن ينام، وأشعر أني وحيدة، وأن كل عبء البيت وتربية الأولاد والترفيه عنهم مسؤولية تقع على عاتقي بمفردي، فالأولاد شخصيتهم انطوائية، ولا يتكلمون مع الآخرين، ولا يطلبون الخروج من البيت، وأنا أشعر أن كل ذلك بسبب والدهم، فماذا أفعل لأصلح حال بيتي؟".

*يجيب عن هذا السؤال رئيس قسم الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في الادارة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة إسماعيل أبو ركاب:

ما وصفتِ من الشكوى أيتها الأخت الكريمة أمر يتكرر مع زوجات وأمهات أخريات، حيث تشعر الواحدة منهن بعدم وقوف زوجها إلى جانبها في أمور البيت والأسرة والأولاد، فهو الحاضر الغائب في حياتهن، ولا شك أن لهذا الأمر آثارا سلبية على كل من الأبناء والزوجة، والزوج نفسه.

النتائج السلبية لهذه الحالة تطال الأبناء، نظرا لعدم وجود فرصة أمامهم للتقرب من أبيهم، والأصل أن يكون للأب دور في تربيتهم وصياغة سلوكهم وقيمهم ونظرتهم لأنفسهم وللناس وللحياة بشكل عام، وبعض الآثار أصبحت واضحة عند أبنائك، وأنت محقة كثيرًا في الربط بين سلوكهم وبين غياب أبيهم عنهم.

أما الزوجة، فآثار شبه غياب زوجها عنها تتمثل في شعورها بالوحدة، وثقل مهمة تربية الأبناء ورعاية الأسرة، وترتيب الأمور المنزلية، وغيرها، أما الزوج، فإنه في الغالب سيعاني من علاقته بأبنائه نتيجة غيابه الطويل عنهم، وسيعاني أيضا في التعامل مع زوجته بسبب عدم تقديم الرعاية الكافية لها، ومن تدهور الظروف العامة للأسرة بسبب ضعف مساهمته في رعاية هذه الأسرة.

ويقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه..."، فالذي يحدد مستقبل المولود ليس فقط الأم أو الأب، ولكنه قال "فأبواه"، أي لا بد من مشاركة الأبوين في رعاية الأولاد وتربيتهم.

لذلك لا بد من تركيز عملك الآن مع الزوج، في محاولة جديدة لدعوته لأخذ دوره في رعاية أولادكما، وفي رعايتك، فربما هذه هي الخطوة الأولى المطلوبة لتصحيح الحال، سواء بأن تحدثيه بشكل مباشر، أو عن طريق وسيط قريب لكِ ممن يحترمه.

وعند الحديث مع الزوج حاولي ألّا تذكري له سلبياته، وركّزي على الأمور الإيجابية التي تريدين منه فعلها، ولتكن الأمور بالتدريج، ولا يكون التغيير دفعة واحدة، لأن هذا يشوشه ويجعله لا يدري من أين يبدأ.

واحرصي على شكره على كل أمر جيّد يقوم به، مهما كان صغيرًا، وستلاحظين مع مرور بعض الوقت أنه أصبح أقرب وأقرب من أطفاله، ومنك أيضًا، والسرّ في حصول هذا التحسّن هو شكرك له على كل أمر إيجابي يفعله.