أصيب مواطن عربي من دولة شقيقة بقنابل الغاز الإسرائيلي وهو متواجد في الأقصى المبارك، ونسأل الله له الشفاء والعافية. البعض يقول إنه دخل إلى فلسطين بشكل غير قانوني "تهريب"، وأنا هنا أتحدث عمن يزور فلسطين بشكل طبيعي من أشقائنا العرب والمسلمين لزيارة المسجد الأقصى، فزيارتهم تعد شكلًا من أشكال التطبيع مع المحتل الإسرائيلي الذي حرّمه علماء المسلمين إلا على الفلسطينيين في الخارج، فهؤلاء يجوز لهم زيارة فلسطين سواء لزيارة الأقصى أو لزيارة ذويهم أو لأي سبب كان.
القصد أن الزيارة في حد ذاتها لا تجوز شرعا بشكل عام، ولكن هناك فرق بين من قصد الزيارة من أجل المرابطة في المسجد الأقصى ودعم المقدسيين والقضية الفلسطينية كما فعل المواطن العربي الذي أصيب في القدس أو كما فعل الطباخ الشهير، فرق بينهم وبين من كان هدفه التطبيع المحض مع العدو كما يفعل بعض الإماراتيين والخليجيين الذين يزورون فلسطين ويلتقون بالإسرائيليين ويلتقطون الصور التذكارية معهم بل ويتبادلون الهدايا، فأصحاب النوايا الحسنة مطبعون وإن لم يقصدوا ذلك وضررهم أقل، ولكن الصنف الآخر مطبعون ومعادون للقضية الفلسطينية وهؤلاء تطبيعهم خيانة واضحة لا جدال فيها.
وكما يوجد فرق بين تطبيع المواطنين هناك فرق بين تطبيع الأنظمة، وهم ليسوا سواء إلا إذا ثبت عكس ذلك، فالأنظمة العربية يفترض أنها معادية لدولة الاحتلال وتطبيعها خيانة لا تغتفر، أما نظام تركيا على سبيل المثال فهو مختلف كليًّا، ولا أقول ذلك دفاعًا عن النظام التركي، ولكن هناك اتفاقات سابقة لتولي من يحكمون تركيا حاليا، ولا يمكنهم الانقلاب عليها مرة واحدة، ومع ذلك وجدنا تراجعا كبيرا في العلاقات الاسرائيلية التركية، ووجدنا سياسة جديدة تتبعها تركيا أردوغان مع الكيان الاسرائيلي، ولذلك لا يمكننا تشبيه علاقة تركيا مع المحتل بعلاقة دول خليجية، فشتان شتان بين من يرتمي بأحضان المحتل بدون سبب وبين من يتعامل معهم بندية تامة وأحيانا باستعلاء ومحكوم باتفاقات سابقة ومن الصعب التنصل منها، نحن نرفض بعض الخطوات التي تقوم بها تركيا مثل استقبال رئيس الكيان الاسرائيلي ولكننا لا نلقى بمحاسنها كلها جانبا من أجل خطوات لم نستوعبها أولا ندري إلى أين ستؤدي وخاصة أن قادة الكيان يصرحون بأنهم لا يأمنون جانب تركيا حتى اللحظة رغم كل ما يصدر عن القيادة التركية من تصريحات، ولذلك لا يجوز وضع الجميع في سلة واحدة دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف المحيطة.