أكد أمين العلاقات الدولية في المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج د. ربحي حلوم، أن التطبيع العربي والتعاون الأمني بين السلطة والاحتلال الاسرائيلي ساهما في تغول الأخير على شعبنا ومقدساته.
وقال حلوم، وهو عضو المجلسين الثوري والوطني سابقًا: "إن المطبعين هم من فتحوا الباب لـ (إسرائيل) وعلى رأسهم السلطة الفلسطينية القائمة والمنخرطة حتى أذنيها في الخيانة، للتغول على شعبنا ومقدساته".
وأضاف: "إن موقف السلطة للأسف الشديد هو أحد أبرز الحوافز التي تشجع الاحتلال على مواصلة جرائمه بحق شعبنا".
حماية الاحتلال
وأبدى حلوم استغرابه الشديد من موقف السلطة وأجهزتها الأمنية المتفرج عند اجتياح أو دخول جيش الاحتلال مدن وبلدات فلسطينية، وتوجيه بنادقها إلى المقاومين بدلًا من توجيهها ضد الاحتلال، مضيفًا: "والأكثر من ذلك ينسقون معهم ويزودونهم بالمعلومات عن مكان المقاومين".
وتابع أن السلطة منخرطة حتى النخاع في خدمة الاحتلال وتقديم المعلومات له، ولا يغرنك البيانات الكاذبة التي تصدرها وتدعو من خلالها للتصدي للاحتلال.
ورأى حلوم أن السلطة مجندة لحماية الاحتلال من المقاومة وتسهيل مخططاته، فمنذ توقيع اتفاق "أوسلو" وحتى اللحظة تمكن الاحتلال من توسيع رقعة سيطرته من الأرض الفلسطينية حتى وصل إلى 87 % من أراضي الضفة الغربية و92% من مجموع مساحة فلسطين، وزاد عدد المستوطنين إلى حد غير مسبوق، وما زال، متسائلًا: "أي سلطة هذه؟!".
ورأى أن السلطة قادرة على الخروج من هذه الحالة من خلال إعلانها إنهاء "أوسلو" وفتح الباب لمقاومة الاحتلال بدلًا من مصادرة البندقية وعسكرة الانتفاضة، متسائلًا: "لماذا تحتل (إسرائيل) أرضنا بالسلاح ويحظر علينا من السلطة حمل السلاح لاسترداد أرضنا!".
وأردف أن الشرائع الدولية أقرت حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال بالمقاومة بكل الوسائل وعلى رأسها السلاح، فكيف يصل تخاذل السلطة وتواطؤها وتنسيقها مع العدو لمنع حمل السلاح؟ متابعًا: "فهي تحمل السلاح ضد شعبها وليس دفاعًا عنه، وأين هم حين يدخل جنود الاحتلال للقرى والبلدات الفلسطينية ويقتلون شبابنا وأبناءنا على مرأى أعينهم".
وأمضى: مرارًا تكشف السلطة عن دورها الوظيفي في خدمة الاحتلال لأنها وجدت من أجل تلك الغاية والقيام بهذا الدور.
تعاون أمني
ووصف حلوم، التعاون الأمني مع الاحتلال بالخيانة والطعنة في ظهر الأمة وأجيالها وتاريخ أبنائها وأجدادها، مضيفًا: المطبعون شجعوا الاحتلال على ممارساته الإجرامية بحق شعبنا ولولاهم لما تجرأ الاحتلال علينا".
واعتبر حلوم أن تبادل الزيارات مع الاحتلال وإقامة علاقات تطبيعية معه يحفزه على التمادي بجرائمه بحق شعبنا، واستباحة المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وأضاف متسائلًا: "أين الأمة العربية والإسلامية من ذلك؟! أي أمة عربية هذه التي وصل بها الذل والمهانة إلى هذا الحد أن يحتفلوا بقيام كيان الاحتلال على مقدساتهم وأرض آبائهم وأجدادهم، "ففلسطين ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي للأمة العربية والإسلامية".
مواقف دولية
وعن موقف الأمتين العربية والإسلامية تجاه ما يتعرض له شعبنا ومقدساته، قال حلوم: "العالم ينظر بمقدار ما يرى، فالأمة العربية والإسلامية تقف مع الشعب الفلسطيني دفاعًا عن مقدسات الأمة.
وأضاف أمين العلاقات الدولية: أن المواقف العربية والإسلامية الرسمية منها لم ترقَ لمستوى الحدث بحق الأماكن المقدسة والمصلين، لافتًا إلى أن الجماهير في العالمين العربي والإسلامي انتفضت في الشارع ولا تزال لمواجهة الجرائم الوحشية الإسرائيلية في مقدساتنا.
وتابع: كان على الأنظمة المنخرطة بعلاقات تطبيعية مع الاحتلال أن تغلق سفارة (إسرائيل) وتقطع اتصالاتها معها، إن كانت جادة في مواجهة الاحتلال، أما البقاء على إصدار بيانات تنديد وشجب فهذا لا يباع للشعب الفلسطيني ولا يقنع شعوبها وشوارعها في عواصمها فقلة من الدول اتخذت بعض المواقف في محاولة منها لرفع العتب عنها.