فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

تقرير "كرموسة".. مشروع ينشل نساء مهمشات من براثن الفقر

...
تصوير/ ياسر فتحي
خانيونس/ غزة – فاطمة الزهراء العويني:

في منطقة "بطن السمين" في مدينة خانيونس يتحول مطبخ جمعية "البراعم التنموية" إلى خلية نحل منذ الساعة السابعة صباحاً، تجتمع فيه عدد من النساء لإنتاج المأكولات التقليدية وتغليفها وتوزيعها في الأسواق، تحت شعار "مطبخ كرموسة"، الذي منح فرص عمل لعدد منهن ومكن أسرهن اقتصاديًا.

فالعاملة في المطبخ منذ نحو أربع سنوات، نسرين اربيع تقول إن العمل في "كرموسة" نشلها قليلاً من الوضع الاقتصادي بالغ السوء الذي كانت تعيشه وأفراد أسرتها السبعة في ظل تعطل زوجها عن العمل.

وتشير إلى أن زوجها يعمل عامل بناء بالمياومة من حينٍ لآخر، وهو ما لا يكفي لسد متطلبات الأسرة ودفع إيجار المنزل وفواتيره، "فما أن اتصلت عليّ إحدى السيدات تعرض العمل معها في مطبخ كرموسة كوني معروفة بمهارتي في الطبخ سارعت للعمل معهم والحمد لله اليوم أستطيع تلبية متطلبات منزلي ولو بالحد الأدنى".

ورغم قلة العائد المادي "300 شيقل" إلا أن اربيع استطاعت شراء الأجهزة الكهربائية الأساسية التي أرادت الحصول عليها منذ مدة طويلة في إثر تهالك ما لديها، فحصلت على ثلاجة وغسالة لمنزلها بالتقسيط.

تقول: "أخرجني المطبخ من حالة الكآبة التي كنتُ أعيشها، وآمل أن يتوسع العمل ويزيد دخلي ويفتح المشروع فرص عمل لنساء أخريات".

وتضيف أن كثيرًا من النساء تسترهن جدران منازلهن، هن بأمسّ الحاجة للمتطلبات الأساسية للحياة، "فأتمنى أن يتطور المطبخ إلى مصنع ويلبي حاجات نساء أخريات مهمشات مثلي".

متنفس معيشي

ولا يختلف الحال كثيرا عند العاملة بالمطبخ منذ قرابة أربعة سنوات أيضاً السيدة وردة صقر، فهي تعيل أسرتها المكونة من ستة أفراد إثر تعطل زوجها عن العمل، "لقد بدأتُ العمل هنا من خلال مشروع تدريبي خضعتُ له في 2017م وتم اختياري للعمل في المطبخ".

وتبين أن نفسيتها تحسنت بعد العمل في المطبخ إذْ استطاعت أن تلبي جزءاً من احتياجات أبنائها ومصاريف بيتها.

فيما مثّل المشروع أيضاً بارقة أمل للسيدة عايدية البيوك التي التحقت بمطبخ "كرموسة" منذ قرابة عام.

وتساهم البيوك في إعالة أفراد أسرتها الستة بينما يعمل زوجها في أعمال متفرقة لا تغطي عائدها المصاريف اليومية للأسرة.

و"الصدفة" هي التي ألحقت البيوك بالمشروع، ففي أثناء مرورها بالقرب من الجمعية لاحظت وجود نساء يقمن بالطهي فطلبت من المنسقة أن تشغلها.

وتضيف: "أخذت مني بياناتي ووعدتني بأن تتصل عليّ في أقرب وقت، والحمد لله ها أنا أعمل هنا وتحسن وضعي المادي واستطعت تأثيث منزلي ببعض احتياجاته الأساسية، فقد جاءني العمل بعد فترة حرجة بسبب تعطل زوجي لفترة طويلة عن العمل".

وتعرب عن أملها في أن يكبر المشروع ويزداد دخل العاملات فيه، وأنْ يستوعب في الوقت نفسه نساء أخريات ممن يعانين أوضاعاً معيشية صعبة مثلهن.

دعم المهمشات

بدورها، توضح المنسقة الإعلامية لمطبخ "كرموسة" أسماء الأخرس أن المطبخ هو نتاج لمشروع تدريبي لستين سيدة استمر لمدة ستة أشهر في عام 2017م فتم اختيار خمسة منهن يعانين ظروفًا اقتصادية للعمل ضمن المطبخ، وفي أوقات الضغط يتم الاستعانة بعشر نساء أخريات.

وتقول: "في المواسم كشهر رمضان والأعياد نستعين بعشرين سيدة أخرى، فيهدف المشروع لتعزيز ودعم النساء المهمشات من ذوات الدخل المحدود في منطقة "بطن السمين" في خانيونس".

وتلفت إلى أن المنتجات التي يتم إنتاجها بشكل دوري وضخها في الأسواق هي "المفتول" و"المعجنات" و"رولات المسخن" بينما يضاف لها في رمضان "الكبة" و"السمبوسك"، وفي الأعياد "الكعك والمعمول والبسكويت، وغيرها من الحلويات.

أوقات العمل

ويعتمد "مطبخ كرموسة" في العمل على نقاط بيع دائمة تتوفر فيها منتجاته بجانب تلبية طلبات الزبائن الذين يتواصلون عبر صفحة المطبخ على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الهاتف، "حيث يمكن تسليم المفتول مطهوًا إلى جانب اللحم أو الدجاج".

ويبدأ العمل يومياً في المطبخ منذ السابعة صباحاً وحتى الواحدة ظهراً بعد أنْ تكون الأخرس قد جدولت طلبات المواطنين التي تستقبلها قبلها بيوم أو مبكراً في صباح اليوم نفسه، معربة عن رضاها عن الإقبال على منتجات المطبخ التي يتم تسويق قرابة أربعة أطنان منها شهريا في الأيام العادية بينما يصل التسويق إلى عشرة أطنان في شهر رمضان.

وتبين أنّ الجمعية توفر المواد الخام للنساء العاملات في المطبخ بينما العائد المادي يُوزع عليهن لقاء عملهن، وتبين أنه يتم الاستعانة بنساء جدد كل ستة شهور إلى جانب العاملات الأساسيات، لمنح فرصة العمل لأكبر عدد ممكن من النساء.

وقاد انعدام فرص التنمية الاقتصادية في قطاع غزة منذ أكثر من عقد ونصف، وارتفاع نسبة البطالة لنحو 45%، والفقر إلى 54%، السيدات إلى البحث عن مشاريع اقتصادية صغيرة تعتمد على مهاراتهن في الطبخ والحياكة؛ للحد من تأثير الضائقة الاقتصادية على أسرهن.