من خلال متابعة الحدث اليومي لما يجري في أروقة المسجد الأقصى، يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
1ـ بادر العدو الإسرائيلي إلى تفريغ المسجد الأقصى من المعتكفين، واعتقل المئات منهم، واستخدم الإرهاب الجسدي والنفسي ضدهم، وفرض قانون منع البقاء في باحات المسجد الأقصى على آلاف الشباب المقدسيين.
2ـ تعمد العدو الإسرائيلي منع آلاف المصلين من سكان الضفة الغربية وفلسطينيي الـ 48 من الوصول إلى المسجد الأقصى، وحال بينهم وبين تشكيل قاعدة جماهيرية قوية هادرة وقادرة على التصدي للمتطرفين اليهود.
3ـ تواصلت الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى طوال فترة الأعياد اليهودية، ولم يهتز للقيادة الإسرائيلية جفن، في تنفيذ المخطط العدواني؛ رغم بيانات الشجب والإدانة والاستنكار التي ضجت بها وسائل الإعلام العربية.
4ـ تمكن آلاف الصهاينة من اقتحام المسجد الأقصى على مدار خمسة أيام، نجحوا خلالها في تثبيت التقسيم الزماني للمسجد الأقصى، فصار الزمن من السابعة صباحاً وحتى العاشرة والنصف زمن السيطرة اليهودية على المكان الإسلامي المقدس.
5ـ اعتماد الصهاينة أسلوب التسلل في الوصول إلى الهدف، وعدم اتخاذ خطوات سريعة غير محسوبة العواقب، في كل ما يتعلق بالمزاعم الدينية.
6ـ غياب الموقف الرسمي العربي، فلم يعقد اجتماع لجامعة الدول العربية، ولم تقطع الدول العربية علاقتها مع دولة الصهاينة، ولم يتم طرد أي سفير من الدول العربية، ولم يتم سحب أي سفير عربي من تل أبيب، وقد تم تحديد موعد لاجتماع بعض العرب يوم الخميس، بعد انتهاء فترة الاقتحامات، وبعد عودة الهدوء.
7ـ عدم التفاعل الجماهيري العربي والإسلامي مع أحداث المسجد الأقصى، وباستثناء بعض المسيرات والحشود الشعبية في الأردن، مع بعض الدعاء في الكويت وبعض البلاد، دون ذلك؛ لم تسجل تحركات جماهيرية مرعبة للأعداء.
8ـ استخدام الصهاينة للخدع الإعلامية في إدارة الصراع حول المسجد الأقصى، ففي الوقت الذي أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن عدم السماح بتقديم القرابين في المسجد الأقصى، وفرت الحماية لآلاف المتطرفين للاقتحام اليومي الآمن للمسجد الأقصى، وفي الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة الإسرائيلية أنها ستغلق الحرم القدسي أمام اليهود بدءاً من يوم الجمعة، كانت تعرف أن يوم الجمعة هو نهاية الأعياد اليهودية، ونهاية موسم الاقتحامات لهذه الفترة من السنة.
9ـ غياب قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عن الصراع الدائر في القدس، والاكتفاء ببيانات الشجب الصادرة عن الناطق باسم الرئاسة، والإدانة الصادرة عن رئيس الحكومة، وقد تجسد الغياب الفعلي مع إلغاء الموعد الذي تم تحديده مسبقاً لعقد اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة، واللجنة المركزية لحركة فتح، وبذلك غاب التهديد بوضع قرارات المجلس المركزي على الطاولة.
10ـ اكتفاء القائمة العربية المشتركة بتعليق عملها في الحكومة الإسرائيلية، رغم كل ما يجري في القدس من تدنيس للمقدسات الإسلامية، وهي القائمة التي تتدعي أنها تمثل التوجه الإٍسلامي داخل فلسطينيي 48.
11ـ بدء الحراك الأمريكي لتهدئة الأوضاع، والإعلان عن زيارات سياسية وأمنية لمسؤولين أمريكيين للمنطقة، إضافة إلى اتصال وزير الخارجية الأمريكية مع عباس، وتأكيده ضرورة التفتيش عن حل سياسي، والعمل على تحسين الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني، ومحاولة إرضاء الشعب الفلسطيني من خلال بيان يدعو إلى وقف الاعتداءات الصهيونية على المقدسات، ووقف الاستيطان.
12ـ ضمن هذا المشهد، تبرق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة برسائلها المربكة والمرعبة للحسابات الإسرائيلية، فيد المقاومة على الزناد، وعين المقاومة تراقب الأحداث، وقد تحمل الأيام القادمة مفاجآت لم تخطر على بال الأعداء.