تنتشر آلام الظهر بين الناس بشكل كبير، فكيف يمكن الوقاية من "داء العصر" هذا؟ يرى خبير ألماني أن طريقة النوم تلعب دوراً كبيراً في الوقاية من آلام الظهر ولديه خمس نصائح لنوم صحي!
"أخ! ظهري يؤلمني!"، عبارة نسمعها كثيراً ممن حولنا، خصوصاً خلال جائحة كورونا. وقد أظهر استطلاع أجراه موقع "ستاتيستا" الإحصائي الألماني عام 2021 أن 63% من الذين شملهم الاستطلاع عانوا من آلام في الظهر أو المفاصل. كما أن الإجازات المرضية للموظفين بسبب آلام الظهر آخذة في الارتفاع.
وقد أكد رئيس مجلس إدارة شركة "داك" الألمانية للتأمين الصحي، أندرياس شتروم أنه "خلال وباء كورونا، أصبحت أمراض الظهر أكثر أهمية"، وذلك في مقابلة مع صحيفة "تاغس شبيغل".
إذن، ماذا يمكن أن يفعل المرء ليقي نفسه من آلام الظهر؟ يقول رولاند ليبشر- براخت، الخبير الألماني في معالجة الآلام، إن طريقة النوم الصحية تلعب دوراً كبيراً في الوقاية من آلام الظهر، ولديه خمس نصائح لذلك، كما نقلت عنه مجلة "فرويندن" الألمانية.
أولاً: النوم على الظهر
يقول ليبشر- براخت إن الكثيرين من الناس يقضون كل يومهم وأجسامهم في وضعيات ثابتة، مثل الجلوس، حيث يكون الجزء العلوي من الجسم منحنياً للأمام، على الأريكة وفي السيارة وحتى أثناء الاسترخاء! وهذا ما يؤدي، بحسب الخبير، إلى أن تصبح العضلات الموجودة في الجزء الأمامي من الجسم غير مرنة، فضلاً عن تراكم التوتر المضاد في العضلات الخلفية، ما يسبب آلاماً في الظهر.
ولذلك ينصح الخبير بالاستلقاء على الظهر أثناء النوم، بشكل مستقيم ودون ثني الساقين، لأن ذلك يمنح عضلاتنا الفرصة لتخفيف التوتر، على حد تعبيره.
ثانياً: عدم تغيير وضعية النوم
يؤكد ليبشر- براخت على ضرورة المحافظة على وضعية الاستلقاء على الظهر وينصح بعدم النوم على أحد الجانبين. وبسبب صعوبة ذلك لكثيرين، ينصح الخبير بوضع وسائد على يمين ويسار الرأس واستخدامها كنوع من الحواجز. فإذا استيقظ المرء ليلاً لأن رأسه ارتطم بالوسائد، يمكنه الانتباه والاستلقاء على الظهر مرة أخرى.
ثالثاً: النوم بدون وسادة
رغم أن الوسادة الكبيرة الناعمة تبدو مريحة أثناء النوم، إلا أن ليبشر- براخت يؤكد أن الوسائد تسبب الضغط على فقرات الرقبة، وتتسبب في التواء العمود الفقري الرقبي. وإذا كنت لا تستطيع تخيل النوم بدون وسادة، بحسب الخبير، يمكنك البدء بذلك خطوة بخطوة، وذلك بالنوم على وسادة منخفضة نسبياً ثم تركها بعد بضعة أسابيع!
رابعاً: النوم على سرير صلب
رغم أن النوم في سرير ناعم يبدو وكأنه حلم جميل، إلا أن السرير الصلب "صحيّ بشكل أكبر" للجسم، كما يرى ليبشر- براخت، ويعلل ذلك بأنه "طبيعي بشكل أكبر ويدعم وضعية النوم على الظهر".
وقد يشعر المرء في البداية بالإرهاق وآلام العضلات، كما يقول الخبير، لكنه ذلك "أمر جيد"، على حد تعبيره، لأن "التوتر في العضلات يبدأ بالزوال".
خامساً: تناول عشاء صحي:
قبل الذهاب إلى الفراش، يُنصح بتجنب الأطعمة الدهنية والوجبات الثقيلة، فالأطعمة الدهنية والسعرات الحرارية العالية وكذلك المشروبات المحتوية على الكافيين تسبب ضغطاً للجسم أثناء الهضم، وهذا قد يؤرق النوم، بحسب ليبشر- براخت.
وينصح الخبير بالتركيز على وجبات صحية في الفطور والغداء وتناول عشاء خفيف في وقت مبكر من المساء، بالإضافة إلى شرب شاي مهدئ مع اللافندر أو الليمون قبل النوم. هذا يسمح للجسم بإنتاج ما يكفي من هرمون النوم "الميلاتونين". وهذا بدوره يساعدك على النوم جيداً.