أكدت فصائل وهيئات فلسطينية أن شعبنا الفلسطيني لن يسمح بتنفيذ مخطط "ذبح القرابين" في الأقصى مهما كان الثمن.
كما حذرت هيئات عربية وإسلامية الاحتلال الإسرائيلي من القيام بممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى باعتباره مكان عبادة خالصًا للمسلمين.
وكانت أعلنت (جماعات الهيكل) المزعوم نيتها إدخال "قربان الفصح" إلى الأقصى، ونشرت إعلاناً بمكافأة مالية لمن يتمكن من إدخاله إلى المسجد الجمعة القادم 14 رمضان.
ونشرت هذه الجماعات على مختلف منصاتها إعلاناً يدعو المستوطنين إلى المبادرة الفردية لتقديم "قربان الفصح" في المسجد الأقصى، واعدة من يتمكن من ذلك بمكافأة مالية.
وزعمت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، أمس، أن جماعات المستوطنين (لا تنوي ذبح القرابين) داخل المسجد الأقصى، كما نقلت مصادر عبرية عن شرطة الاحتلال ادعاءها أنها قررت إبعاد المسؤول عن نشر دعوات تقديم القرابين في باحات الأقصى عن البلدة القديمة في القدس، حتى منتصف مايو/ أيّار المقبل.
وأكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس أن شعبنا لن يسمح بتنفيذ مخطط (ذبح القرابين) في الأقصى مهما كان الثمن، مشيرة إلى أن ذلك يمثل تصعيدا خطيرا يتجاوز كل الخطوط الحُمر، كما أنه اعتداء مباشر على عقيدة ومشاعر شعبنا وأمتنا في هذا الشهر الفضيل.
وقالت حماس: "إنَّ جماهير شعبنا الفلسطيني بكل مكوّناته؛ أهلنا المرابطين في القدس، والثائرين في عموم الضفة الغربية المحتلة، والصامدين في قطاع غزّة، والداخل المحتل، وفي الشتات، لن يسمحوا بتنفيذ هذا المخطط الإجرامي، وسيقفون بكلّ قوّة وبسالة لإحباطه، والتصدّي له".
وجددت دعوتها إلى أبناء شعبنا، من أجل شد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، وأن يكونوا على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأقصى والمقدسات، والوقوف سداً منيعا كالبنيان المرصوص، ردعا للمتطرفين وكبحا لجماحهم، وانتصاراً وحماية للقدس والأقصى، فدونَهما يُبذل الغالي والنفيس، وترخص الدماء والأرواح والأنفس.
ودعت الدول العربية والإسلامية إلى التحرّك العاجل، ومنع هذا الانتهاك الخطير لحرمة الأقصى ومشاعر المسلمين قاطبة، والتداعي لتحمّل المسؤولية التاريخية في حماية القدس والمسجد الأقصى، ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة تصعيد وإرهاب الاحتلال الصهيوني الذي يستهدف قبلة المسلمين الأولى.
عواقب غير متوقعة
وحذّر عضو المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران، الاحتلال الإسرائيلي من عواقب وخيمة وغير متوقعة حال سمح لمستوطنيه بتنفيذ مخطط "ذبح القرابين" في باحات المسجد الأقصى.
وأضاف بدران، في تصريحات لقناة الجزيرة مباشر، أن عمليات المقاومة الأخيرة أثبتت أن الاحتلال الإسرائيلي يعيش حالة من الارتباك والعجز الأمني.
وتابع: "لن تكون هناك حدود لتحرك الحركة والفصائل حال تعرض القدس والأقصى للاعتداء من الاحتلال".
وشدد على أن "أي اعتداء على مقدساتنا سيكون بمنزلة اللعب بالنار، وسلوك الاحتلال هو ما سيحدد رد فعل الفصائل".
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس هارون ناصر الدين، إن إعلان الاحتلال التراجع عن السماح للمستوطنين بذبح القرابين في المسجد الأقصى لا يعني شيئا، في ظل استمرار الاعتداءات.
وأكد ناصر الدين في تصريح نشر أمس، أن المقاومة تراقب تطورات الميدان، مبيناً أن الشعب الفلسطيني اعتاد مراوغات الاحتلال.
وشدد القيادي في حماس، على أن الاحتلال الإسرائيلي يلعب بالنار إذا نفذ مخطط ذبح القرابين في المسجد الأقصى.
وشدد ناصر الدين على أن الاحتلال مسؤول عن أي استفزاز يقوم به مستوطنوه في "الأقصى".
وقال:" المسجد الأقصى خط أحمر لن يقبل شعبنا ومقاومته وفي مقدمتها كتائب القسام المساس به بأي شكل من الأشكال".
وشدد على أهمية الوحدة ورص الصفوف في سبيل حماية القدس والمقدسات، داعيا أبناء الشعب الفلسطيني للنفير للرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان الكريم.
ونبه ناصر الدين إلى أن محاولات تدنيس المستوطنين للأقصى بذبح القرابين قد تمتد لأسبوع، بداية من بعد غد الجمعة.
تطور خطير
من جهته، قال عضو القيادة السياسية لحركة "حماس"، سامي أبو زهري: إن الاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة، والتهديد المستمر للمسجد الأقصى والتهديد بذبح القرابين يوم غدٍ الجمعة في ساحاته، وإقامة الصلاة اليهودية داخله، تعد تطورا خطيرا لا يمكن أن يسلم به الشعب الفلسطيني.
وشدد، في تصريح صحفي أن خيارات الشعب الفلسطيني في المقاومة مفتوحة لمواجهة هذا التصعيد غير المسبوق.
ورأى أبو زهري أن هناك تطورات استثنائية تتعلق بالقضية الفلسطينية، سواء فيما يتعلق بارتفاع وتيرة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني ومقدساته، وارتفاع جاهزية الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا العدوان.
وشدد القيادي في حماس، أن العدوان على أهل جنين، ومحاولة اقتحام المخيم، وحصاره منذ عدة أيام، وهدم البيوت، يأتي ضمن العدوان المستمر الذي لن يفلح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن المقاومة والشعب الفلسطيني سيواجهون هذا العدوان بكل صلابة.
وحذرت رابطة علماء فلسطين من مخططات المستوطنون من اقتحام حرمة المسجد الاقصى في شهر رمضان المبارك لأداء طقوسهم الدينية المعلنة في عيدهم المزعوم "عيد الفصح".
وقالت الرابطة في تصريح إن ما تسمى "جماعات المعبد" تسعى هذا العام إلى ذبح "قربان المعبد" في المسجد الأقصى، وتهريب دم "القربان" لداخل المسجد الأقصى ونثره في صحن الصخرة، وأداء الصلوات التلمودية، وإدخال فطير العيد للأقصى، ودخول طبقة "الكهنة" بلباس "التوبة" الأبيض لتكريس قيادتهم للطقوس التوراتية في الأقصى باعتباره مركزاً للعبادة التوراتية اليهودية.
وأشارت إلى أن الحاخامات تزعم أن ما يسمى "قربان الفصح" هو الشكل الأساس من العبادة التي اندثرت بـاندثار الهيكل، وأن إحياء القربان يرمز إلى إحياء الهيكل المزعوم والتعامل مع الأقصى باعتباره هيكلاً.
فيما شدد عضو هيئة الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية الأب مانويل مسلم، أمس، على أن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتدنيس المسجد الأقصى المبارك ولن يسلم مفاتيح المسجد للاحتلال الإسرائيلي.
وقال مسلم في بيان: "سنموت كلنا شرفاء أقوياء رافعي الرأس حول الأقصى والقيامة ولن نسلّم مفاتيح الأقصى والقيامة للصهاينة".
وأضاف أن أهم درس نستقيه من صلابة القدس والأقصى هي أن القوة في الشعب إذا أراد الحياة والقدس والأقصى.
ونوه إلى أن "وصول الصهاينة إلى هدفهم وهو الأقصى المبارك والصلاة في ربوعه وثرثرات تقديم قربان الفصح اليهودي في ساحاته يعني مراوغتهم للسيطرة عليه واستملاكه أو هدمه لبناء هيكلهم المزعوم مكانه".
إدانة عربية وإسلامية
وأدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية دعوات المتطرفين المُحرِّضة على تكثيف اقتحامات المسجد الأقصى المُبارك، محذرة من السماح لهم بالقيام بممارسات تنتهك حرمة المسجد الأقصى المبارك باعتباره مكان عبادة خالص للمسلمين.
وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول ضرورة احترام الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، ووقف جميع الإجراءات التي تُعيق إمكانية وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المُبارك، خصوصا خلال شهر رمضان المبارك، مُؤكدا أن اقتحامات المتطرفين وتصرفاتهم الاستفزازية تعد انتهاكا للوضع التاريخي والقانوني القائم، وللقانون الدولي.
وأكّد أن جميع الإجراءات الإسرائيلية الرامية إلى تقييد حق المسيحيين في الوصول الحرّ وغير المُقيد إلى كنيسة القيامة لممارسة شعائرهم الدينية مرفوضةٌ ومدانة.
كما أدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، العدوان الإسرائيلي الخطير على أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والمحافظات الفلسطينية، خاصة ما تتعرض له جنين منذ أيام باستهداف إسرائيلي مركز ومشدد.
وأضافت الأمانة العامة في بيان، أن حملات التنكيل والملاحقة ضد الفلسطينيين والاستفزازات المستمرة لمشاعر المسلمين في شهر رمضان المبارك، وما تتعرض له جنين من عدوان واستهداف، يعد أمرا بالغ الخطورة.
وحذرت من خطورة هذا الوضع، محملة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات هذه الحرب المفتوحة على الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها القدس، وفقا للالتزامات المنصوص عليه في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1948 الخاصة بمسؤوليات القوة القائمة بالاحتلال.
وحذرت منظمة التعاون الإسلامي، من التهديدات التي أطلقتها مجموعات المستوطنين المتطرفين بذبح قرابين داخل باحات المسجد الأقصى المبارك.
وأدانت المنظمة في بيان لها، إقدام عشرات المستوطنين على اقتحام الأقصى المبارك وتأدية طقوس تلمودية فيه، بدعم وحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة أن هذا التصعيد الخطير يشكل تحديًا سافرا لمشاعر الأمة الإسلامية جمعاء، وانتهاكا صارخا للقرارات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وحمّل الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه، (إسرائيل) المسؤولية الكاملة عن التبعات المحتملة لاستمرار عمليات القتل لأبناء الشعب الفلسطيني بدم بارد، والانتهاكات المتواصلة لحرمة المقدسات التي من شأنها أن تغذّي الصراع الديني والتطرف وعدم الاستقرار في المنطقة.