ضربت عملية القدس التي نفذت صباح الجمعة، وأدت إلى مقتل شرطيي احتلال في عدة اتجاهات، وكان لها انعكاسات ودلالات عدة، لعل كان من أبرزها السبعة التالية:
1-أكدت أن القدس والمسجد الأقصى مع حالة التراجع الفلسطيني والعربي والإسلامي المؤسفة أيقونة وعنوان دائم، وخط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأنه دفاعًا عنهما ومن حيث لا يحتسب الاحتلال، ولا الفلسطينيون أنفسهم يهيئ لهما الله من يحميهما ويذود عنهما، لتكون الأرواح رخيصة في سبيلهما، ولأجل الدفاع عنهما وحمايتهما.
2- تلقت منظومة الاحتلال الأمنية ضربة قاسية وموجعة، واخترقها بكل سهولة ويسر شبان صغار السن، لم يتخرجوا في كليات حربية أو عسكرية، بل تخرجوا في مدرسة حب المسجد الأقصى، وهو ما يثبت هشاشة وضعف هذه المنظومة الأمنية التي قد يجري فيها عمليات طرد وتسريح بعد الإخفاق الكبير.
3- أثبتت أن الجيش الذي لا يقهر نمر من ورق، وظاهرة صوتية فقط، وإلا فكيف تصطاد قوات النخبة من مسافة صفر بهذه السهولة؟!، وهو ما أقر به "جلعاد أراد" وزير الأمن الداخلي "الإسرائيلي"، أن عملية القدس المحتلة داخل باحات المسجد الأقصى خطيرة جدًّا وتجاوزت الخطوط الحمراء.
4-أسرلة فلسطينيي الـ48 ثبت فشلها، ومنظومة القيم والمبادئ لديهم ثبت أنها قوية ومتجذرة وأقوى من منظومة الاحتلال، وإلا فكيف يخرج منهم شبان صغار السن يقومون بعمل تعجز التنظيمات القوية عنه، في ظل استنفار أمني كبير جدًّا للاحتلال يراقب كل شيء وكل حركة؟!
5-أكدت العملية أنه ما دام يوجد احتلال توجد مقاومة، وأن المقاومة خيار الشعب الفلسطيني، ولو لم يوجد احتلال لما وقعت العملية، وهذا يتحمله "نتنياهو"، وهو المسئول عن مواصلة سفك الدماء، كونه مصر على المضي في احتلاله، وعدم إعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه وإقامة دولته كبقية دول وشعوب العالم.
6-أثبتت العملية أن جيل الشباب الصاعد لديه القدرة على ضرب الاحتلال في عمقه وقلبه، وأن التخطيط الفردي قد يوجع أحيانًا كيانًا بأكمله، وأن هذا الجيل لا يثنيه القتل أو السجن عن القيام بما يراه واجبه، وهذا بسبب الاحتلال رد فعل على الظلم الذي يمارسه بحق الشعب الفلسطيني ساعة بساعة.
7-حركت إجراءات الاحتلال بإغلاق المسجد الأقصى أول مرة العالم الإسلامي، فالأردن احتجت وتركيا والمغرب تظاهرتا، والاحتجاجات تتوالى، ليحقق الاحتلال بغطرسته وتبجحه عودة القضية الفلسطينية إلى مركزيتها، وإن كان ببطء، ويأمل الفلسطينيون أكثر من ذلك.