أغاظت تصريحات رئيس القائمة المشتركة في الكنيست الإسرائيلي، أيمن عودة، الصهاينة بجميع أطيافهم، فخطاب أيمن عودة إلى ملايين الفلسطينيين من باب العمود، شكل استفزازاً غير مسبوق لأعداء فلسطين، فباب العمود بحد ذاته محط أطماع اليهود الإسرائيليين، والوجود الفلسطيني في هذا المكان يفسد على المتطرفين أطماعهم، فإذا أضيفت إلى قداسة المكان اللغة الوطنية التي تحدث بها أيمن عودة، رئيس القائمة المشتركة، وهي لغة عربية معبأة بالانتماء لفلسطين ومقدساتها الإسلامية، وتفضح الأكذوبة الإسرائيلية عن التعايش بين العرب واليهود، وعن المساواة في الخدمات التي تقدمها قوات الأمن لجميع المواطنين.
لقد أوجع أيمن عودة الصهاينة حين ناشد الشباب العربي في فلسطين المحتلة عام 48، أن يرموا السلاح الإسرائيلي في وجه أصحابه، فمكان العربي ليس بجانب الإسرائيلي، ولن يكون جزءًا من الجريمة والإساءة لشعبنا، كما قال عودة: مكاننا مع الحق والعدل، ومع شعبنا الذي يناضل ضد الاحتلال، فنحن جزء أصيل من الشعب العربي الفلسطيني، واجبنا عدم الخدمة لا في الجيش، ولا في جهاز الشرطة، ولا مع قوات الأمن، لأنها صهيونية.
تصريحات أيمن عودة جاءت بعد أكثر من 74 سنة من التعايش الإجباري بين الضحية والجلاد، وجاءت لتفضح الأكذوبة عن السلام الذي وثقته القذائف الإسرائيلية جراحاً نازفة على الجسد الفلسطيني، وجاءت التصريحات لتقول لقيادة منظمة التحرير، لا يخدعنكم الحديث عن الاتفاقيات والمفاوضات والتسهيلات، فنحن الذين نحمل الجنسية الإسرائيلية منذ سنوات، لم نتساوَ بالحقوق، ولم ننتزع حريتنا، فكيف بحالكم أنتم الذين تعيشون تحت الحكم العسكري الإسرائيلي الذي يحتل الأرض؟
فلسطين تسترد هويتها مع تصريح رئيس القائمة المشتركة أيمن عودة، فالتصريح عكس التلاحم بين الفلسطينيين الذين يقيمون على مجمل الأرض الفلسطينية، وفي التصريح إعلان وحدة بين 1.8 مليون عربي فلسطيني يعيشون في فلسطين المحتلة عام 48، مع أكثر من 2.4 مليون يعيشون في غزة، مع 3.5 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية، هذه الوحدة الفلسطينية فرضتها العدوانية الإسرائيلية، التي لم تميز بين عربي فلسطيني هنا أو هناك. فالعربي الطيب بالنسبة للصهاينة هو العربي الميت.
وحدة حال الفلسطينيين في أماكن وجودهم على أرض فلسطين مرعبة للصهاينة، ولا سيما في هذه المرحلة التي شارك فيها فلسطينيو عام 48، في عمليات المقاومة في الخضيرة وبئر السبع، مقاومة فلسطينية فضحت أكذوبة التعايش، وفضحت العقلية الإسرائيلية، فراح نشطاء اليمين الإسرائيلي يطالبون باعتقال عودة بتهمة التحريض، وطالب البعض بإقالته من الكنيست، وكتب نفتالي بينيت على حسابه في تويتر: فخورون بالجنود العرب في قوات الجيش والشرطة وجميع قوات الأمن، الذين يحرسوننا في هذه الأيام الصعبة.
الحراسة، هذا هو الدور المطلوب من العرب، وهكذا يريدنا الصهاينة، حراسًا للحدود، وعمالًا في المستوطنات، وخدمًا في البيوت، وعمال نظافة في الشوارع، دون سيطرة على الأرض، ودون حقوق سياسة، ودون امتلاك للموارد، وفي هذه العنصرية والفوقية رد صادم على كل أولئك المطالبين بدولة ثنائية القومية!