أسفر نجاح ثلاثة شبان فلسطينيين في تنفيذ عملية ألحقت خسائر بشرية في صفوف قوات الاحتلال بمدينة القدس، الجمعة الماضية، عن اندلاع سجال حاد رافقه تبادل للاتهامات في صفوف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، على خلفية ما رافق العملية من فشل استخباري لجهازي مخابرات و شرطة الاحتلال، وفق التقديرات الإسرائيلية.
وقالت صحيفة "هآرتس" العبرية الصادرة الأحد 16-7-2017 ، إن القائد السابق لشرطة الاحتلال في الضفة الغربية، شلومي ميخائيل، وجّه اتهامات شديدة اللهجة لجهاز المخابرات العام "شاباك"، ردّ فيها المسؤولية عن تنفيذ عملية القدس ونجاحها إلى ما قال إنه "فشل استخباري للشاباك".
وقال الضابط الإسرائيلي المتقاعد "مرّة أخرى لا يتحمل جهاز الشاباك الإسرائيلي مسؤوليته، ويحاول الاختباء خلف جهاز الشرطة لتغطية فشله، وبدلاً منه الشرطة الإسرائيلية هي من تتعرض للنقد والاتهامات بالتقصير، كما حدث عند اختطاف المستوطنين الثلاثة في منطقة الخليل في صيف 2014".
وزعم أن عملية القدس التي نفذّها ثلاثة شبان فلسطينيين من مدينة أم الفحم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48م ، ليست فردية، مدعياً أن منفذيها "شبكة منظمة تلقوا مساعدة من جهات أخرى قبيل تنفيذ العملية، وكان من المفترض تلقيهم مساعدة أيضاً بعد تنفيذها"، حسب تقديره.
واعتبر أن انعدام أية معلومات استخبارية عن عملية بحجم عملية القدس يعبّر عن "فشل كبير جداً" في عمل "شاباك".
كما حمّل ميخائيل المستوى السياسي الإسرائيلي المسؤولية عن العملية، بسبب عدم تنفيذ قرارات تركيب كاميرات للمراقبة في ساحات المسجد الأقصى وبوابات إلكترونية على مداخله.
ونفذ ثلاثة شبان فلسطينيون من بلدة "أم الفحم" شمال فلسطين المحتلة، الجمعة الماضية، عملية إطلاق نار قرب "باب الأسباط" (أحد أبواب المسجد الأقصى) من نقطة صفر، ما أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين اثنين وجرح عدد آخر، واستشهاد منفذي العملية الثلاثة.
وعلى إثر ذلك أغلقت قوات الاحتلال أبواب المسجد الأقصى بشكل كامل أمام المصلين، ومنعت أداء صلاة الجمعة، وهي المرة الثانية التي يتم فيها إغلاق الأقصى بشكل كامل؛ حيث أن المرة الأولى التي تم فيها ذلك ومُنع الفلسطينيون من أداء صلاة الجمعة فيه كانت في اليوم التالي لإقدام الأسترالي مايكل روهان على إحراق المسجد نهاية آب/ أغسطس من عام 1969.