ازداد قلق الإسرائيليين وخوفهم على حياتهم، حين طالبهم رئيس وزرائهم نفتالي بينيت بحمل السلاح، رسالة حمل السلاح هذه لم تعزز ثقة الإسرائيليين بأنفسهم، بل انعكست عليهم خوفاً ورعباً، وهذا ما أكدته الأحداث المتلاحقة، حين ظهر فلسطيني واحد، يحمل مسدساً، مع عدة طلقات، فإذا بالإسرائيليين في مدينة تل أبيب يتراكضون هنا وهناك بشكل مهين، وإذا بالملايين منهم يغلقون الأبواب على أنفسهم، طلباً للأمن والسلامة.
لقد تمكن فلسطيني واحد يحمل مسدساً من تجريد الشخصية الإسرائيلية من ثوب القوة الزائف، وكشف عن شخصية اليهودي الذي يفتش عن حياته، ويخاف من المواجهة بشكل مباشر، فلسطيني واحد يحمل مسدساً قدم للعالم صورة عن حجم الظلم الواقع على الشعب الفلسطيني، والذي شكل حافزاً لرعد حازم، ليهاجم الإسرائيليين داخل مدنهم المحصنة.
البطولة الفلسطينية التي يجسدها الفلسطينيون هذه الأيام ليست جديدة، إنها بطولة شعب تمتد لمئة عام، حين وقف الفلسطينيون بصدورهم في وجه الاستعمار البريطاني في ثورة 1920، وحتى ثورة البراق وثورة 36، وما تلاها من مواجهات وصدامات مع العدو وحتى انتفاضة الأقصى، وما تلي ذلك من مواجهات لم تتوقف حتى يومنا هذا، مواجهات مثّل فيها الشباب الفلسطيني نموذجاً للبطولة، ونقطة توافق بين الكل الفلسطيني على طريق مواجهة الاحتلال.
الهزيمة المعنوية التي لحقت بالمجتمع الإسرائيلي، من جراء الهجمات الفدائية المتتالية، ستدفع الجيش الإسرائيلي مدعوماً من الأجهزة الأمنية ليمارس الإرهاب بأبشع صورة ضد المدنيين، في محاولة يائسة لتصدير حالة الخوف من تل أبيب إلى جنين ونابلس ورام الله، وهذا ما أكده رئيس الوزراء بينيت، حين أعطى للجيش والأجهزة الأمنية كامل الحرية للتحرك دون حدود، في رسالة تهديد تحمل الكثير من الإشارات عن استعداد العدو لاقتراف المجازر ضد المدنيين في الضفة الغربية.
الأيام القادمة قد تحمل الكثير من المفاجآت، فعلى الصعيد الفلسطيني؛ فالشباب المقاوم يحضّر نفسه لمفاجأة عدوه، داخل المدن التي ظن العدو أنها آمنة، وداخل مدن الضفة الغربية التي باتت محصنة بالمقاومين المؤمنين بحقهم في الدفاع عن وطنهم، وهناك المفاجآت على الصعيد الإسرائيلي الذي يتحفز لاقتراف المزيد من المجازر ضد المدنيين، وهذا الذي يفرض على الشعب الفلسطيني بكافة أطيافه، وفي كل مواقع وجوده، أن يكون مستعداً، وألا يسمح للعدو بأن يستفرد بجبهة واحدة، فالمعركة واحدة، والعدو واحد، والمستقبل الفلسطيني واحد.