فلسطين أون لاين

جنين تجدد قمة الوعي الفلسطيني

لا تعقيب على عملية (رعد فتحي حازم) في ديزنكوف في (تل أبيب) التي وقعت أمس الخميس في السابع من إبريل ٢٠٢٢م والتي أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة (13) مستوطنا، من تعقيب والد الشهيد بإذن الله العقيد (فتحي حازم) حيث قال للجمهور الذي احتشد بباب بيته معجبًا ببطولة رعد: "سترون النصر في جيلكم. في عهدكم. في السنوات المقبلة. في الأيام المقبلة، وسترى عيونكم التغيير، وستنالون حريتكم واستقلالكم، والنصر بإذن الله.. كان رعد مصليا صائما بارا بوالديه، متخصصا في مجال الكمبيوتر والتقنيات، وكان لطيفا ودودا معينا للآخرين.. ابني قدم نفسه شهيدا ليس من أجل التسهيلات المزعومة، فهو كشعبنا يبحث عن الحرية والاستقلال.. شعبنا يبحث عن أقصاه والصلاة في رحابه، والحرية لأطفاله، ولقمة عيش كريمة، لا تصريح مغمس بالذل".

مثل هذا الأب يستحق مثل هذا الابن البار من ناحية، والوطني المضحي من ناحية أخرى. لسان الوعي في مستوياته العليا هو من نطق بكلمات الأب، وهو لسان الوعي الذي قذف برصاصات الحق في قلب ديزنكوف بقلب الأسد الذي لا يخاف المحتل ولا أجهزته الأمنية. يجدر بجنين أن تفتخر بهذا الوعي الذي جسد قمة الوطنية الفلسطينية قولا وعملا، في تلاقح بين الأجيال يلفت نظر كل من يحاول استشراف مستقبل فلسطين المحتلة، ودور الأجيال الصاعدة.

لقد أجمع الشعب الفلسطيني بكل مكوناته الفصائلية والاجتماعية والفردية على الترحيب بالعمل البطولي الفدائي الذي قام به رعد حازم في قلب تل أبيب ردا على جرائم الاحتلال ضد أطفال فلسطين، وضد شعب فلسطين، ولم يشذ عن هذا الإجماع الوطني إلا صوت واحد استنكر عمل رعد، هذا الصوت استمرأ الحياة على فتات موائد الاحتلال، ويبحث عن التسهيلات والمال، ولا يبحث عن الوطن، ولا عن المقدسات، ويسمي ذلته واقعية، يفرضها على مجموعة من المنتفعين ممن حوله، ممن ينتسبون كذبا لفتح، بينما فتح الحقيقية يمثلها فتحي حازم وأمثاله ممن يبحثون عن الوطن وعن الحرية.

يبدو أنه قد آن الأوان للتغيير كما قال والد الشهيد، وأول هذا التغيير قد يكون في فلسطين، بعلو صوت الوطن، على صوت المتنكر له، وعلو راية الحرية على راية الذلة، وعلو قيادة وطنية على قيادة متخاذلة فرطت بحقوق شعب كامل، وتستنكر عمل الأفراد لحقوقهم، وتقف بدون خجل في وجه ما يجمع عليه الشعب الفلسطيني. القيادة لمن يمثل الوطن، ولمن يمثل الحرية، ولمن يمثل الأغلبية، فهل تشهد قمة الهرم التغيير الذي نوه له والد الشهيد في كلمته لشباب جنين؟!