فلسطين أون لاين

لعلها بداية النهاية لحكومة بينيت-لابيد

تعيش الحلبة السياسية والحزبية الإسرائيلية حالة من "الهزة الأرضية" التي لم تنتهِ تردداتها بعد، لكن من الواضح أن التقاعد الدراماتيكي لعضو الكنيست "عيديت سيلمان" يبشر ببداية النهاية لحكومة بينيت- لابيد، لأن هذه الخطوة تنذر بمستوى عالٍ من الخطر، خاصة وأن استقالتها لا تترك مجالًا كبيرًا للمناورة أمام الائتلاف الحكومي القائم، الذي يمر بالفعل في حالة متعثرة.

قبل استباق الأحداث والتبعات المترتبة على هذه الخطوة، يجدر الإشارة إلى أن الائتلاف الهش من الأساس سيحول دون إمكانية تمرير قوانين أساسية، أو حتى إقرار الميزانية المقبلة للدولة، بدلاً من اللجوء للانتخابات المبكرة، خاصة وأن الطريق إلى كل السيناريوهات المتوقعة ستكون من خلال لغة الأرقام، وتتمثل بحل الكنيست، لأن المعارضة المتوثبة في هذه اللحظات بحاجة إلى إصبع واحد فقط لتعبئة الأغلبية التي ستؤدي للدعوة لإجراء الانتخابات، وصولا لتشكيل حكومة بديلة برئاسة نتنياهو.

ليس سراً أن المعارضة الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو تبذل جهودا حثيثة لتوفير واحد أو اثنين من أعضاء الكنيست "الهاربين" من شبكة الأمان البرلمانية الخاصة بالائتلاف، سواء من حزب "أمل جديد"، أو "أزرق-أبيض"، ولعل الأمر ينسحب أيضاً على باقي مكونات الحكومة المهتزة، لاسيما في ضوء ما يمارسه حزب الليكود والأحزاب الدينية المتطرفة من ضغوط شديدة على الأعضاء القريبين منهم للانضمام إلى ائتلاف بديل عن الذي يقوده نفتالي بينيت. 

ظهر لافتا، ولعله ليس من قبيل المصادفة، بروز دعوات في صفوف المعارضة الإسرائيلية لإجراء تقييم حول هوية الشخصية الأفضل والأكثر حظًا لتشكيل حكومة بديلة على الفور، ولعل الرسالة موجهة إلى كل من نتنياهو وبيني غانتس، رغم أن هناك من الناحية النظرية، ولكن بشكل ضعيف وغير معقول، سيناريو ثالث وهو أنه بعد تقاعد "سيلمان"، سيحاول التحالف توسيع شبكة أمانه البرلمانية بضم بعض أجزاء من المعارضة، مثل القائمة المشتركة أو الفصائل الدينية المتطرفة.

مع العلم أن هؤلاء الشركاء المحتملين يثيرون معارضة قوية بين بعض أعضاء الائتلاف الحالي، ففي حين يرفض "أمل جديد" بزعامة غدعون ساعر انخراط القائمة المشتركة للحكومة، فإن حزب "يسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان يهددون باستخدام حق النقض ضد وجود المتدينين في الحكومة. 

الخلاصة أن استقالة سيلمان بثت الحياة من جديد في خطط الليكود ونتنياهو للتحرك بشكل جيد، والعثور على طرف خيط يوصل الحكومة الحالية الى دكة الاحتياط، مما يعني أن نشهد في قادم الأيام موجة من الهجمات، وزيادة الضغوط على حزب "يمينا" الذي يقوده بينيت، على اعتبار أن الجهد الرئيسي في الليكود هو العثور على منشق آخر من بين أعضاء الائتلاف، كي يغلق الباب على استمرار وجود الحكومة من الأساس، مما يؤكد أن استقالة "سيلمان" هي مجرد البداية لما هو قادم!