فلسطين أون لاين

تقرير أحمد الأطرش.. محرر أمضى عمره في مواجهة الاحتلال حتى الشهادة

...
أحمد الأطرش (أرشيف)
الخليل-غزة/ أدهم الشريف:

"قضى حياته في العمل الوطني واختار طريق الشهادة والقدس.." هكذا تحدث يونس الأطرش عن حياة نجله أحمد الذي قضى برصاص قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة.

ومارس جنود جيش الاحتلال، أول من أمس، سلسلة أفعال استفزازية في شارع الشلالة بالخليل، وأثاروا غضب المواطنين بإطلاق قنابل الغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، ما أدى إلى اندلاع مواجهات في المنطقة التي تعد نقطة تماس بين المتظاهرين الفلسطينيين وجنود الاحتلال.

ووسط حالة من الغضب والحزن الشديدين استقبلت عائلة الأطرش نبأ استشهاد أحمد البالغ (28 عامًا).

وحسبما أفاد والده، فإن أحمد قضى من عمره 9 سنوات أسيرًا في سجون الاحتلال نتيجة عمله وانتمائه الوطني، ووصف نجله بـ"شهيد الوحدة الوطنية".

ويشير محمد الأطرش شقيق الشهيد، إلى أن أحمد اعتقل أكثر من 8 مرات لدى الاحتلال، واستمرت أطول مدة اعتقال منذ سنة 2014 حتى 2020 قضاها كاملة.

وبيَّن محمد لصحيفة "فلسطين" أن الاعتقال الأطول لشقيقه جاء بعد إطلاق سراحه من سجون أجهزة أمن السلطة على خلفية استخدامه "المولوتوف" في مواجهة الاحتلال، وزج به على إثر ذلك عشرات الأيام في سجون "الوقائي".

وما إن أفرج عنه، حتى جاءت قوات الاحتلال واعتقلته ولم تكن من قبل تعلم من كان يستهدف دورياتها في الخليل بـ"المولوتوف"، ليحكم عليه الاحتلال 6 سنوات دفعة واحدة.

وأشار إلى أنه بعد إطلاق سراحه من سجون الاحتلال كانت العائلة تخطط لزواجه، وقد تعلم مهنة الحلاقة، لكنه في نفس الوقت كان دائمًا يقول لهم إنه يرى في منامه صديقه الشهيد إسلام عبيدو، من الخليل، وهو أحد شهداء عمليات الطعن في الضفة الغربية، واستشهد بتاريخ 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015.

وذكر أن شقيقه تمتع بشخصية قوية وجرأة عالية في المواجهات، إذ لم تكن المواجهة تحلو له إن لم تكن من نقطة صفر.

ولا يبعد بيت الشهيد عن إحدى البؤر الاستيطانية في الخليل سوى بضعة أمتار، لكنه رغم سنوات الاحتلال الطويلة لم يستطع قبول المستوطنين وجنود الاحتلال كأمر واقع أو شيء روتيني، وكان يُحدث عائلته دومًا عن أنه سيتصدى لهم، بحسب شقيقه.

وكان محمد حريصًا جدًا على أداء الصلاة وخاصة الفجر في الحرم الإبراهيمي القريب من بيته، الذي يسيطر عليه المستوطنون ويؤدون طقوسهم التلمودية بحراسة شديدة من جنود الاحتلال، إلا أن ذلك لا يجعله يترك الحرم أو يدخل الخوف إلى قلبه.

ويؤكد لصحيفة "فلسطين" الصحفي لؤي اسعيد، شاهد العيان الذي تواجد في شارع الشلالة لحظة إصابة أحمد بالرصاص، أن الأخير كان يتواجد بين جموع المواطنين الذين تجمعوا في شارع الشلالة، في وقت كان جنود الاحتلال يطلقون قنابل الغاز والرصاص المعدني.

وأشار إلى أن ذلك استفز المواطنين، وتحول التجمع إلى تظاهرة تخللها هتافات ومواجهات بينما كانوا يكثفون من إطلاق الغاز والرصاص المعدني.

وسط كل هذا انطلقت أربع أو خمس رصاصات من فوهة سلاح أحد جنود الاحتلال في ذات المكان وأصابت أحمد في منطقة الصدر وأردته أرضًا على الفور.

وفي مستشفى عالية الحكومي أعلن رسميًا عن استشهاد أحمد وسط حالة غضب شديد، وهتافات دوت في أرجاء المشفى الواقع في مدينة الخليل، فداءً لروحه وحزنًا عليه.

ولم تلبث عائلته ساعات حتى جهزت لتشييع جثمانه في نفس يوم استشهاده وانطلق موكب التشييع من مستشفى عالية إلى منزل عائلته لإلقاء نظرة الوداع قبل أن يوارى الثرى في مقبرة الشهداء بالخليل.