فلسطين أون لاين

​يحدث لأول مرة منذ عام 1969

غضب شعبي كبير إزاء إغلاق "الأقصى" أمام المصلين

...
القدس المحتلة- مصطفى صبري

سادت حالة من الغضب في صفوف المواطنين الفلسطينيين، بعد قرار سلطات الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه وإغلاق أبواب المسجد الأقصى ، والتعامل معه بهذا الأسلوب العنصري من خلال تدنيس ساحاته وزج مئات الجنود لمحاصرة من فيه.

واستشهد 3 شبان فلسطينيين وقتل شرطيان إسرائيليان خلال عملية اشتباك مسلح اندلعت داخل باحات المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم.

ولم يتوقع الوافد جمال قزمار من عزبة سلمان جنوب قلقيلية أن يتم التعامل مع المصلين المتوجهين للمسجد الأقصى بوحشية وانتقام متعمد نتيجة العملية البطولية.

يقول جمال قزمار الذي كان محتجزا مع المصلين في منطقة باب المطهرة في اتصال مع "فلسطين": "عند وصولنا الى باب المجلس سمعنا اطلاق نار ولم يكن هناك افراد من الشرطة الاسرائيلية على باب المجلس، وشاهدت انا شخصيا اطلاق النار على شاب فلسطيني من مسافة الصفر، وبعدها تم اقتيادنا الى باب المطهرة تحت تهديد السلاح وتم اغلاق الباب علينا وقمت مع اكثر من 40 رجلا وامرأة بإقامة صلاة الجمعة على عتبة احد المنازل في باب المطهرة، وجاء افراد الشرطة لطردنا الا اننا واصلنا الصلاة حتى النهاية".

واضاف قزمار الذي يحمل شهادة الماجستير في الشريعة الاسلامية: "لم اكن اتوقع اننا سنصلي الجمعة في باب المطهرة واكون انا الخطيب في 40 رجلا وامرأة، فنحن في المسجد الاقصى، وأن تقام الصلاة على مدخل باب المطهرة المخصص للوضوء فهذا ارهاب منظم بحق المسجد الاقصى والمصلين، واشارة سيئة لما هو قادم ، فالاحتلال سيتخذ من هذا الحدث ، مبررا للتغول بحق المسجد الاقصى والمصلين ، ونحن من واجبنا كمسلمين رفض أي تغول يعرض المسجد الأقصى للخطر".

اما الوافد عبدالرحمن ابو ذياب من قلقيلية، قال: "عشنا لحظات ارهاب وتهديد بالقتل، ما زالت حاضرة في مخيلتي ، فإخراجنا من المسجد الاقصى كان مرعبا، وكنا نتوقع الشهادة ، فالأصابع على الزناد والتعامل مع النساء وكبار السن بأسلوب كان وحشياً قذراً، مع شتائم وتهديد بالقتل، ويمكن وصف لحظات ما بعد العملية بأجواء حرب حقيقية".

تخطيط مسبق

الحارس في المسجد الأقصى حسام مرمش، قال لـ"فلسطين": "ما تم التعامل به من قبل شرطة الاحتلال بحق حراس المسجد الاقصى والمصلين يؤكد ان هناك تخطيطا مسبقا لهذا التعامل في حال وقوع حادث امني ، لأن الاحتلال على الفور اعتقل حراس المسجد الاقصى واغلق الابواب ومنع اقامة صلاة الجمعة في المسجد الاقصى واقيمت الصلاة على ابواب المسجد الاقصى وفي شوارع البلدة القديمة ، وهذا التعامل مع المسجد الاقصى وحراسه والمصلين له دوافع عنصرية وانتقامية مبيتة ".

اما خطيب المسجد الاقصى د. عكرمة صبري، قال لـ"فلسطين": "منذ 2/8/1969 أي في اليوم الذي حرق فيه المسجد الأقصى، لم يغلق المسجد أمام المصلين في يوم الجمعة، وقد اقيمت الخطبة والصلاة على ابواب المسجد الاقصى المغلقة، وهذا تطور خطير جداً".

واضاف :" على العالم العربي والاسلامي التحرك الفوري للجم تصرفات الاحتلال في المسجد الاقصى والدعوات التي تطالب بإغلاقه، والدعوة الى فتح ساحات المسجد الأقصى للجميع باعتباره من الأمكنة العامة حسب زعمهم وانه تابع لأملاك دولة الاحتلال، فهذه المخططات مبيتة من قبل المستوى الامني والسياسي في الدولة العبرية".

ضجة في مواقع التواصل

وفي ذات السياق، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنشورات والتغريدات الغاضبة لإغلاق المسجد الأقصى، ولاقى هشتاق #انزل_على_الأقصى تداولاً كبيراً بين نشطاء هذه المواقع، وهو دعوة لكل الفلسطينيين بعدم الرضوخ لإرادة الاحتلال بمنعهم من الصلاة في المسجد الأقصى.

الداعية محمد الجلاد عبر صفحته في فيسبوك، يقول: "علينا ان لا نمرر اغلاق المسجد الاقصى بسهولة، وعلى كل من يستطيع النزول للمسجد الاقصى فعل ذلك رفضا لقرار الاحتلال بإغلاق المسجد الاقصى ومنع اقامة صلاة الجمعة فيه ، فأقصانا يجب ان يكون عامرا بالمصلين ورفض سياسة الاغلاق التي سيكون ما بعدها اجراءات لا تحمد عقباها".

فيما قال خطيب الجمعة هيثم تيم: "كنت أنوي أن أخطب في مسجدي عن المخدرات، ولكن مع حدوث عملية القدس واغلاق المسجد الاقصى وعدم اقامة الصلاة فيه، غيرت خطبتي وجعلت حديثها حول المسجد الاقصى ونقلت للمصلين الاحداث الصباحية في المسجد وقرار اغلاقه الخطير، فإغلاق المسجد الاقصى مثل اغلاق المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة المنورة، فمكانة المسجد الاقصى تساوي ذات المكانة الدينية".

واضاف: "شاهدت في عيون المصلين الذهول والصدمة من قرار اغلاق المسجد الاقصى ، فقرار الاغلاق مصيبة حلت بالمسجد الاقصى وبكل المسلمين في العالم".

اما مدير دائرة البحوث في دار الافتاء الفلسطينية د. ياسر داود فقد كتب في فيسبوك: "خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي، كانت المشاركات والتعليقات تؤكد ان المسجد الاقصى هو عنوان هذه الأمة وما جرى له شكل صدمة نفسية ونكسة شعورية لكل اهل فلسطين قاطبة، وسيكون لهذا الاغلاق آثار لا يمكن تصورها".