فلسطين أون لاين

حوار "أبو رمضان": التمسُّك بالأرض محور الصراع مع الاحتلال.. ويجب السّعي لإنهاء الانقسام

...
محسن أبو رمضان رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل (أرشيف)
غزة/ نور الدين صالح:

أكد رئيس الهيئة الوطنية لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني في الداخل المحتل محسن أبو رمضان، أنّ التمسك بالأرض وتعزيز صمود الفلسطينيين عليها، يُشكِّل محور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنّ تشكيل الهيئة "إثبات لوحدة كلّ مكونات الشعب الفلسطيني في مُختلف أماكن وجوده".

وقال أبو رمضان في حوارٍ خاصٍّ مع صحيفة "فلسطين": "يجب أن يكون الخيار الرئيس للفلسطينيين مهما اختلفت توجُّهاتهم السياسية هو التمسُّك بالأرض ومقاومة كلّ محاولات الطرد والتهجير".

ووجّه رسالة بذكرى إحياء يوم الأرض الفلسطينية السادسة والأربعين، بضرورة بذل الجهود باتجاه إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني على قاعدة ديمقراطية وتشارُكيّة، بحيث تصبح الجبهة الوطنية العريضة المُكوّنة لكل مُكوّنات الفلسطينيين البالغ عددهم 14 مليونًا في كل ّالأماكن.

وشدّد على ضرورة "مقاومة محاولات الأسرلة والاستيطان والتوطين والتهجير بالوسائل القانونية والحقوقية والشعبية والمدنية بالاستناد إلى حقوق الإنسان".

وأكد ضرورة إعادة صياغة وتأصيل الرواية الفلسطينية لشعب هُجّر من أرضه عام 1948 بأدوات القهر والقوَّة عبر المجموعات الصهيونية، ثمّ جيش الاحتلال، مُضيفًا: "يجب استعادة الرواية في يوم الأرض تأكيدًا لجذور القضية الوطنية ووحدة الأرض بهوية وطنية في مواجهة سياسة التفتيت".


VP3A0244.jpg

تشكيل الهيئة

وحول تشكيل الهيئة، أفاد أبو رمضان، أنها انبثقت عن لجنة القوى الوطنية والإسلامية التي تتمسك بها جميع فصائل العمل الوطني، تعبيرًا عن إرادة وطنية فلسطينية شاملة، إضافة إلى ضم شخصيات فاعلة من منظمات المجتمع المدني وممثلين عن الوجهاء والعشائر.

وبيَّن أن الهيئة تعبر عن الكل الوطني الفلسطيني في مختلف القطاعات السياسية والاجتماعية.

ولفت إلى أن تشكيل الهيئة يحمل رسالة بأن "الشعب الفلسطيني موحد في مختلف أماكن وجوده، وأن سياسة التفتيت والتجزئة الممارسة من الاحتلال ستفشل وفق وعي الشعب الفلسطيني".

وتابع أن "الشعب الفلسطيني يدرك أن مصيره واحد لأن الاحتلال يريد أن يستفرد بكل قطاع جغرافي وسياسي بشكل منفصل عن الآخر، وتطبيق قوانين هنا وهناك بهدف فرض منظومة من المعازل ضده".

وبيّن أن الاحتلال اعتقد أن الفلسطينيين في مناطق الداخل المحتل تم أسرلتهم وأصبحوا جزءًا من المكون السياسي والقانوني الإسرائيلي، "لذلك جاءت الهيئة لتقول إن الشعب الفلسطيني موحد".

وبحسب أبو رمضان، فإن وقوف فلسطينيي الداخل مع الفلسطينيين في معركة سيف القدس والكرامة والقيام بالانتفاضات الشعبية أربك حسابات الاحتلال الذي ظن أنه جرى خلطهم بالمكون السياسي والاجتماعي الإسرائيلي بعد مرور 74 سنة على النكبة.

وأشار إلى أن كل معتقدات الاحتلال تحطمت على صخرة العديد من المناسبات الكفاحية أبرزها يوم الأرض وسلسلة الهبات دفاعًا عن القرى المهجرة وعملية الاستيطان ومحاولة جلب مستوطنين جدد خاصة في المرحلة الأخيرة من استغلال العملية العسكرية الروسية الأوكرانية.

ونبه إلى أن الهيئة تمارس العمل الشعبي والسلمي والمدني وتستند لمنظومة حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أنها نظمت مهرجانين بالتزامن بين غزة والداخل المحتل إحياء لذكرى يوم الأرض في 26-30 مارس الجاري.

وأشار إلى أن الفعاليات عبَّرت عن لوحة كفاحية واحدة شعبية جماهيرية تؤكد وحدة الشعب والأرض والهوية، قائلًا: "قطاع غزة والضفة والقدس والشتات هو مكون سياسي وديموغرافي واحد في مواجهة سياسة التجزئة، التي يسعى الاحتلال من خلالها لعزلهما عن بعضها، ويريد أن يُغرق كل مكون جغرافي في مصيره الذاتي وفي همومه الخاصة".

ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لإشغال كل منطقة فلسطينية بهمومها الداخلية لتسهيل عملية الاستفراد والحلول الجزئية البعيدة عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والسيادة والعودة.

وبيّن رئيس هيئة إسناد الداخل أن التواصل مع اللجان الشعبية وقيادات الداخل مستمر، لافتًا إلى أن الأخير ثمن جهود قطاع غزة على إسناده لهم، وعدَّها شهامة أصيلة للشعب الفلسطيني.

وحول ربط الاحتلال تشكيل الهيئة بالعمليات البطولية التي وقعت في الداخل المحتل قبل أيام، قال: "الهيئة تتبع الوسائل السلمية والشعبية والمدنية وتستند في عملها لمنظومة حقوق الإنسان والقانون الدولي".

واستدرك: "لكن الهيئة تدرك أن لكل فعل ردة فعل، فعملية الخنق والطرد والحصار ستولد ردود أفعال معينة"، معتبرًا أن الاحتلال هو المصنع الذي يولد العنف لكونه يصادر الأراضي ويطرد السكان.

وحول مشاركة الضفة في الهيئة، قال إن "الضفة لديهم لجنة القوى الوطنية والإسلامية وفعاليات شعبية، وهم ينظمون هذه الفعاليات الشعبية مثل زراعة الزيتون وغيرها".

في سياق ذي صلة، أفاد الهيئة ستعكف على تنظيم لقاءات ثقافية ومعرفية من خلال استضافة بعض المفكرين والنشطاء والمناضلين من الداخل، بهدف خلق حالة من التعارف والنسيج السياسي والوطني الموحد الأمر الذي يبدد محاولات الاحتلال بعزل القطاع عن باقي المكونات الفلسطينية.

ووفق قوله، فإن هذه الوسائل المدنية والثقافية تعمل على إعادة صياغة وحدة الحالة الوطنية الفلسطينية في مواجهة سياسة التجزئة.

استهداف الكل الوطني

وأوضح أبو رمضان، أن الهيئة تتابع من كثب ما يجري في أراضي الداخل المحتل، ولا سيَّما (إسرائيل) تستهدف الكل الوطني الفلسطيني والتجمعات الفلسطينية.

ولفت إلى أن هناك 950 ألف مستوطن في الضفة الغربية بما في ذلك القدس المحتلة، التي يحتلها 350 ألف مستوطن، في حين يستمر الحصار المفروض على قطاع غزة ومنع دخول الأدوات له.

وأشار إلى أن الاحتلال يستهدف مناطق النقب عبر التهجير القسري ومحاولة طرد الفلسطينيين في النقب، وتوطين مستوطنين أوكرانيين فيها، إضافة للقرى غير المعترف بها التي لا تمد بالوسائل الحياتية.

وجدد التأكيد أن هناك هجمة على منطقة النقب باتجاه تهويدها وبناء الاف الوحدات الاستيطانية، "ونحن نتابع باهتمام ونساند جماهيرنا بمقاومتهم السلمية والشعبية والقانونية".

ودعا لأن يكون هناك تحركات من منظمات حقوق الإنسان ضمن ملف قانوني محدد على اعتبار أن ما يحدث أحد أشكال التمييز العنصري والتطهير العرقي، وفق ما ذكرت تقارير حقوقية.

سيناريو رمضان

وفيما يتعلق بسيناريوهات الأوضاع خلال شهر رمضان، رأى أن هناك عدة سيناريوهات أبرزها، أن الاحتلال قد يستغل أحداث روسيا وأوكرانيا باتجاه مزيد من الاستيطان والهجمات على الأقصى.

واستدرك: "لكن قد تعمل الولايات المتحدة على تبريد الصراع قدر الإمكان، إذ سيطلب من رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينيت، تهدئة الأمور بهدف التفرغ لتحشيد التكتل الدولي في مواجهة روسيا وبعد ذلك الصين".

ولفت إلى أن فلسطين والأقصى منطقة حساسة ومن الممكن أن تولد ردود فعل على المستوى الشعبي والعربي وهو ما لا تريده الولايات المتحدة.

والسيناريو الآخر، وفق أبو رمضان، أنه إذا رأت (إسرائيل) مصلحتها بالاستمرار في الهجوم وأن الأمور قد تمر دون ردود فعل تغضب الإدارة الأمريكية، قد يُقدم على تلك الخطوة.