فلسطين أون لاين

حوار زحالقة: مشروع إسرائيلي لمحاصرة الوجود (العربي) بالنقب ومصادرة نصف مليون دونم

...
جمال زحالقة رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالداخل المحتل (أرشيف)
كفر قرع- غزة/ يحيى اليعقوبي:

أكد رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي بالداخل المحتل جمال زحالقة أن هناك مشروعًا إسرائيليًا لمحاصرة الوجود العربي بالنقب والسيطرة على أراضيهم يهدف لمصادرة نصف مليون دونم.

وقال زحالقة وهو نائب عربي سابق في الكنيست الإسرائيلي في حوارٍ خاص مع صحيفة "فلسطين": إن الشعب الفلسطيني بالنقب يواجه المخطط الإسرائيلي ويسانده في ذلك حالة التضامن الواسعة من أهالي الجليل والمثلث وحيفا، رغم كل محاولات الاحتلال لتقسيم الشعب الفلسطيني بالداخل إلى نقب، وجليل، ومثلث على مبدأ "فرق تسد"، مؤكدًا، أن العمل المشترك بالدفاع عن الأرض سيفشل مخططات الاحتلال.

وأضاف أن الشعب الفلسطيني ورغم سياسة الاحتلال بمصادرة الأراضي يتمسك بأرضه ووجوده ويتمرد على السياسة الإسرائيلية، متممًا "نحن لا خيار لنا بالمعركة إلا الانتصار، ولن نخرج من قرانا في النقب فإما أن نعيش فوقها كرماءً وإما أن ندفن تحت الأرض شهداءً".

وكشف أن مخطط الاحتلال الإسرائيلي في النقب يتمثل في إخلاء الناس من القرى غير المعترف بها وتجميعهم في تجمعات سكنية بلا أراضٍ، وأن الاحتلال يهدف لمصادرة قرابة نصف مليون دونم في تلك القرى التي يرفض الاعتراف بها ويسكنها نحو 60-70 ألف فلسطيني يريد الاحتلال تهجيرهم.

كما أكد زحالقة، أن سياسة الاحتلال بتدجين عرب الداخل المحتل لم تحقق هدفها في سلخ الفلسطينيين عن قضيتهم، لكن هذا لا يعني أن المعركة حُسمت فهي ما زالت مستمرة بمجالات متعددة وأشكال قديمة وأخرى جديدة تمثل بانضمام حزب عربي إلى الحكومة اليمينية الإسرائيلية.

وأضاف، نحن أمام دولة لديها مقدرات للإغراء والاحتواء ولها سطوة اجتماعية، بالتالي المعركة ضد التدجين والأسرلة مستمرة تلعب حالة التفكك الفلسطيني دورًا سلبيًا في ذلك، إضافة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعمل بكل ما تستطيع للهيمنة على فلسطينيي الداخل.

وجدد تأكيده أن عرب الداخل جزء من الشعب والنضال الفلسطيني، وهذه المعركة التي يخوضها ليست من أجل حقوقه المدنية وإنما هي قضية وطنية ندافع فيها عن أرض عربية فلسطينية.
وحول الفعاليات الجماهيرية بيوم الأرض، قال، إن المشاركة الجماهيرية في إحياء يوم الأرض كانت كبيرة وواسعة منذ عشرات السنين، لكن "هناك قسم كبير من الناس يقعون ضحية للحركات والأحزاب التي ربطت نفسها بالحركة الصهيونية كالقائمة الموحدة برئاسة منصور عباس".

وذكر أن الفعاليات الجماهيرية في يوم الأرض تبعث رسائل للاحتلال، أن قضية الأرض قضية مركزية وأنه لا يوجد حل اقتصادي لها رغم وجود حديث عن إغراءات اقتصادية، لأن الشعب الفلسطيني مرتبط ارتباطًا عميقًا بأرضه، مؤكدًا أن قضية الأرض مركزية لكونها مرتبطة بالإنسان الفلسطيني بالتالي هناك محاولة إسرائيلية لفك الارتباط بين الشعب وأرضه، وهذا ما لن يستطيع الاحتلال تحقيقه.

ميليشيا "بارئيل"

وعن تشكيل الاحتلال ميليشيا متطرفة تحمل اسم وحدة "بارئيل"، قال زحالقة: إن النقب هو المكان الوحيد الذي ما زالت المعركة تدور فيه على الأرض، فلم يستطع الاحتلال مصادرة الأراضي التي تبلغ مئات آلاف الدونمات، لأن الاحتلال يدعي أنه لا ملكية للفلسطينيين بالنقب، وأنها لم تدخل في السجلات العثمانية بخلاف طريقة مصادرته للأراضي في الجليل والمثلث بوجود ملكية حسب ادعاءات الاحتلال.

وحذر النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، من خطورة وحدة "بارئيل" والتي من غير الواضح كيف ستعمل في النقب، مستدركًا، "لكن جيش وشرطة الاحتلال لا يقلون خطورة عنها، وكلها أذرع مختلفة لنفس الأخطبوط".

وأشار زحالقة إلى أن الاحتلال دائمًا ما استعمل أذرعًا خاصة في النقب، منها "الدوريات الخضراء" في فترة السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي وهي وحدة خاصة لملاحقة أهل النقب ومحاولة منعهم من دخول أراضيهم ومن تربية الماعز الأسود.

ونبه إلى أن وحدة "بارئيل" هي مجموعة من غلاة المتطرفين الذين يريدون أن يقيموا ميليشيا ضد النقب "وهو أمر خطير سيؤدي لصدامات، لأن الشعب الفلسطيني لن يرفع يده ولن يستسلم للعصابات الإجرامية، وسيتحمل الاحتلال مسؤولية أي جريمة ترتكبها العصابات".

قمة التطبيع

وعلق زحالقة على قمة التطبيع التي عقدت بين الاحتلال ودول عربية، قائلاً، إن هناك أنظمة عربية انتقلت للمعسكر الإسرائيلي لاعتبارات كثيرة وتبريرات مختلفة، وباتت لا تقبل أن تغضب (إسرائيل) بأي شيء، وأول ضحية لهذه السياسة هي القضية الفلسطينية، معتبرًا، ذلك "خدمة مجانية للمشروع الإسرائيلي بالانتقال من الدفاع عن الضحية للتحالف مع المجرم".

وأضاف بأن هذه القمة ترتب للانتقال من الطقوس ولقاءات التطبيع التي اقتصرت على المؤتمرات إلى المشاريع العملية وبالأخص الملف الإيراني، إذ تريد دولة الاحتلال من العرب أن يكونوا حزام أمان لها بحيث تصبح الدول العربية مناطق تفصلها عن إيران، وتريد أن تضع قدمًا في الخليج العربي لمواجهة إيران، وبهذا تعرض الشعوب العربية للخطر.

وعقد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظراؤه من دولة الاحتلال و4 دول عربية وهي الإمارات والبحرين والمغرب ومصر، قمة وصفت بغير المسبوقة في صحراء النقب، وسط تنديد فلسطيني.

وشدد زحالقة بأنه يجب أن يكون هناك حوار عربي للحديث عن قضايا المنطقة بما فيها القضايا الأمنية والسياسية، وهذا مفتاح لحل المشكلات في اليمن ولبنان والعراق وفلسطين وهي مصلحة عربية صرفة، عادًا لقاءات التطبيع العربية مع الاحتلال في النقب طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.

معركة مفتوحة

وعن إعلان الاحتلال أنه سيستأنف التحريش، وسيقيم عشر مستوطنات بالنقب، وصف زحالقة ما يجري بأنه "معركة مفتوحة ومستمرة منذ عشرات السنين ولن تحسم قريبًا"، الأهم فيها أن يحافظ الفلسطينيون على وحدتهم الوطنية وأن يناضلوا ويتحدّوا سياسة المصادرة، وهذا قادر على إفشال الخطط الإسرائيلية، مشيرًا إلى مشروع "برافر" الذي اضطر الاحتلال لإلغائه بعد تلاحم النقب والجليل والمثلث في التصدي له ولم ينجح في تمريره.

ومشروع برافر أو مخطط "برافر – بيغن" قانون إسرائيلي أقره كنيست الاحتلال يوم 24 حزيران/ يونيو 2013، بناء على توصيات لجنة حكومية برئاسة نائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق إيوهد برافر عام 2011 لتهجير سكان عشرات القرى الفلسطينية من صحراء النقب جنوب فلسطين، وتجميعهم فيما يسمى "بلديات التركيز".

ولدى سؤاله عن أخطر ما يواجهه الفلسطينيون في الداخل المحتل، يعتقد زحالقة، أن أخطر شيء هو سلوك الحركة الجنوبية (القائمة الموحدة) برئاسة منصور عباس الذي انتقل للمعسكر الصهيوني ويقدم نموذجًا مختلفًا عما قدمته القيادات العربية في الكنيست، ويصف عباس الأسرى الفلسطينيين بالمخربين، ولا يذكر كلمة احتلال.

وعن تشكيل "هيئة وطنية لدعم ومساندة فلسطينيي الداخل المحتل" في قطاع غزة، عبر زحالقة عن فخره بهذه الخطوة، معتبرها خطوة "شهامة ومروءة" الأهم فيها أنها بمثابة إعلان أن الشعب الفلسطيني هو شعب واحد لا يقبل القسمة إلا على واحد، وأننا في نفس المعركة من أجل التحرر والعدالة، وهذا ليس تضامنا من الخارج وإنما التحام بين أبناء الشعب الفلسطيني، لغرس روح الوحدة والتمرد على التقسيم والتجزئة.

ونبه زحالقة لوجود تحريض غير مسبوق من قبل وسائل الإعلام الإسرائيلية على فلسطينيي الداخل المحتل خلال الأيام الماضية، ما جعل الناس يخشون الذهاب للأعمال وقضاء حاجاتهم في المناطق التي يسكنها الإسرائيليون، وهذا التحريض قدي يؤدي لاعتداءات من عصابات الاحتلال الفاشية.