بعد تخرجه في الجامعة حاصلًا على شهادة في التمريض، لم يتمكن من مزاولة مهنة التمريض في المستشفيات الخاصة في مدينة صيدا، جنوب لبنان، بسبب عدم حصوله على إذن مزاولة المهنة، ولم يتم له ذلك إلا بعد أن تولى وزارة الصحة في لبنان وزير آخر، سمح للفلسطيني بمزاولة مهنة التمريض.

أحمد حسن إسماعيل، ممرض فلسطيني، مولود في مخيم عين الحلوة عام 1995، من بلدة السميرية بفلسطين، ومقيم حاليًا في منطقة سيروب، على أطراف مدينة صيدا.

خلال دراسته للتمريض في جامعة الجنان التي كان يدرس فيها تخصصه بمنحة كاملة، عمل في مهن عديدة من أجل توفير مصاريفه الخاصة بالجامعة، من احتياجات للدراسة ومصاريف خاصة.

يقول أحمد: "بعد التحاقي بالجامعة حتى أدرس التمريض، حصلت على منحة 100%، لكن كان عليّ العمل حتى أوفر مصروفي الخاص وتأمين متطلبات الجامعة، عملت حرسًا حوالي سنة ونصف السنة، كما عملت في الألمنيوم".

يتابع: "بعد تخرجي في الجامعة صدمت بعد أن تقدمت بطلبات عمل في المستشفيات بأني لم أحصل على وظيفة، لأنني لم أكن حاصلًا على إذن مزاولة مهنة التمريض، وبقيت كذلك عامًا ونصف العام، حتى تغير وزير الصحة الذي لم يكن يسمح بمزاولة المهنة، علمًا أنني تخرجت عام 2017".

وبعد حصوله على إذن مزاولة مهنة التمريض، بعدما أصدرها وزير الصحة، عمل في مستشفى "النداء الإنساني" في مخيم عين الحلوة، لمدة سنتين، وبعد أن انتهى عقد العمل الذي كان مبرمًا بيني وبينهم تركت العمل، إذ إنني عملت في المستشفى من خلال الصليب الأحمر الدولي الذي كان قد عقد اتفاقية عمل مع المستشفى لمدة سنتين.

بعد ذلك انتقلت للعمل في مستشفى خاص في مدينة صيدا، عملت فيه مدة معينة، ثم تركت العمل هناك لأنني لم أكن أتقاضى راتبي، ومن ثم انتقلت للعمل في مستشفى سبلين الحكومي في أيام أزمة "كورونا"، وحاليا أعمل مندوبًا في مختبرات الكريم في المدينة ذاتها، كما أعمل مسؤولًا صحيًّا في شركة خاصة بالقرب من معمل الفرز في منطقة سينيق، وأنا مسؤول عن كل ما له علاقة بصحة العاملين.

وعن سبب تحوله من العمل في المستشفيات إلى العلاج بالحجامة، يقول: "الحجامة هي نوع من أنواع الطب التقليدي، الذي يستخدم للتخلص من بعض الأمراض المختلفة، ويعود تاريخها إلى الأزمنة القديمة، وكان الناس يتداوون بها".

ويوضح أن الحجامة عبارة عن أكواب معينة ساخنة توضع على الجلد لسحب الألم، وزيادة تدفق الدم في سائر أنحاء الجسم، "وبما أنها طبية وأقل تكلفة من العلاجات الأخرى، وأوفر لناحية الأدوية، فصار الناس يجنحون إليها كثيرًا".

ويضيف: "كنت مطلعًا بعض الشيء على الحجامة، لكن لا أستطيع العمل بها من دون أن أتعلمها، فالتحقت بمعهد في منطقة الطيونة ببيروت، فتعلمت الحجامة، ومن ثم العلاج بالإبر الصينية، والتدليك، وحصلت على شهادة بذلك، واقتطعت غرفة من منزلنا وخصصتها للعلاج بالحجامة والإبر الصينية".

"أنا سيد نفسي"

وعن سبب اختياره لهذا العمل، يلفت أحمد إلى أن عمله في عيادة خاصة به يساعده على أن يكون حرًا، "فالعمل في المستشفى يحتاج إلى وقت كبير، حوالي 12 ساعة في اليوم تقريبًا، هذا عدا عن الأجر المتدني الذي تقدمه المستشفيات الخاصة، مقارنة مع ارتفاع سعر صرف الدولار، وانهيار العملة اللبنانية، ومن ثم ارتفاع الأسعار، ففي عملي أوفر الوقت والجهد وأكون سيد نفسي".

ويمضي إلى القول: "صار عندي زبائن كثر، ولم يعد يقتصر الأمر على الأصدقاء والمعارف، بل صار يزورني للعلاج أشخاص لا أعرفهم، وذلك بسبب شهادات من تعالجوا عندي، لكن عملي يزداد في أوقات معينة".

ويعزو تفاوت الإقبال على الحجامة إلى انقسام العلاج إلى نوعين: علاجي ووقائي، فالعلاجي هو الذي يقوم به من يشعر بالوجع ويريد أن يتعالج، وليس لديه وقت معين، أما الوقائي ويقوم به المريض كل ثلاثة أشهر، ويكون ذلك في الأيام البيض، وهي في 17، 19، 21، من كل شهر هجري.

ويقول أحمد: أفكر بتطوير عملي في المستقبل وتوسعته، واستئجار مكان آخر غير بيتي، على أن يكون في المدينة، في مكان عام ومعروف، يستطيع كل من يريد الوصول إليه أن يصل بسهولة، وعندها أستطيع استخدام الماكينات المتطورة وكل ما هو حديث، وكذلك فتح مختبر لإجراء الفحوصات اللازمة للمرضى، وهذا بالطبع يحتاج إلى كادر يعمل في هذا المجال".

وعن إمكانية استطاعته فتح عيادة خاصة به، لكونه لاجئا فلسطينيا، يبدو ذلك خيارًا صعبًا ولكنه ليس مستحيلًا، "فقد سألت عن هذا الأمر وأُخبرت بأنه يمكنني ذلك، على أن يكون المكان المستأجر ورخصة العمل وفتح العيادة باسم شخص لبناني الجنسية، وأنا سأعمل على ذلك حتى أحقق ما أريده".