فلسطين أون لاين

خاص على ضريح "صانع النكبة".. أكاليل التطبيع العربي تُلبي "قمة محور الشر"

...
صورة أرشيفية
متابعة - فلسطين أون لاين:

من المقرر أن تصل بعد ظهر، اليوم الأحد، الوفود العربية المُطبعة والمشاركة في  اجتماع (قمة) يعقده الاحتلال الإسرائيلي بحضور حليفته الولايات المتحدة وغياب شريكته (الأمنية) السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

وبحسب مصادر مطلعة، لم تكتف دولة الاحتلال باستدعاء الدول العربية الأربع (الإمارات - البحرين- المغرب - مصر)، بل حددت مكان الاجتماع المرتقب في النقب الفلسطيني المحتل منذ عام 1948 والذي يشهد موجة شرسة من التهجير والطرد والقتل على يد قوات الاحتلال وميليشياته المسلحة.

بل تعدت ذلك - حسب المصادر ذاتها- إلى درجة تحديد مكان الاجتماع في مستوطنة (كيبوتس) التي سكنها أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال ديفيد بن غوريون المُلقب بـ"صانع النكبة"، صاحب اليدين المضرجتين بدماء آلاف الشهداء الفلسطينيين شيبة وشباباً وأطفالاً، وهو الذي فضل العيش بمستوطنة لتشجيع أتباعه على نهب الأرض الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها رغم أنف أصحابها الأصليين والقانون الدولي الذي جرّم الاستيطان في أكثر من مناسبة، ومشروع قرار، بل وقرار.

ويتضمن جدول الزيارة المقرر أن تستمر ليومي (الأحد والإثنين) زيارة ضريح قاتل الأطفال وناهب الأرض، ومُسعِّر الاستيطان "بن غوريون" ووضع الأكاليل العربية على قبره، (تيمناً) بنهجه ومثابرته (التي سخرها للاستيلاء على فلسطين).

وعلقت المصادر ذاتها على غياب السلطة عن اللقاء، بأن حضورها لن تكون له أهمية، فهي - السلطة- لا ترفض التطبيع مع الاحتلال، ولم ترفض لقاء الليلة المرتقب، ولم توجه له أي انتقاد، بل إنها تنتظر لقاء وزير الخارجية الأمريكي الذي سيزور غداً الاثنين المقاطعة في رام الله، ضمن جولته الشرق أوسطية، وسط تقديرات بأن زيارته لرام الله وحضوره اجتماع النقب لمنع أي تصعيد للمقاومة الفلسطينية خلال شهر رمضان المبارك.

وتوقعت أن يسفر الاجتماع المرتقب عن تشكيل حلف جديد في الشرق الأوسط يغطي غياب أو تراجع الدور الأمريكي في المنطقة ولا يسمح لغير الاحتلال الإسرائيلي بقيادة المنطقة في مواجهة مخاوفها المزعومة من التوصل لاتفاق نووي مع إيران، وسعي الاحتلال الحثيث لتسجيل الحرس الثوري والحوثيين وكل طرف تدعمه إيران على قائمة (الإرهاب) الأمريكية.

ولم تستبعد أن يتم مناقشة تداعيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وما يترتب على هذه العملية من تحديات (غذائية) و(نفطية) سيواجهها العالم كله بشكل عام، والدول العربية بشكل خاص.

وكان وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يائير لبيد، أعلن أمس، عن عقد (قمة تاريخية) حسب وصفه، اليوم الأحد 27 مارس 2022، في النقب الفلسطيني المحتل، تجمعه مع وزراء خارجية الولايات المتحدة ومصر والإمارات والبحرين والمغرب.

وتنطلق في المساء أعمال القمة المزعومة والتي تم التحضير لانعقادها في النقب المحتل جنوب دولة الاحتلال الإسرائيلي، لتتخذ اسمها من الموقع الجغرافي "قمة النقب" والتي سيشارك فيها لأول مرة وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، إلى جانب نظيره (الإسرائيلي) لابيد وأربعة وزراء خارجية دول عربية وقعت قبل عامين اتفاقية تطبيع، برعاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أطلق عليها اتفاقيات ابراهيم.

ويأتي التمثيل العربي بحضور القمة المقرر إجراؤها في مستوطنة (كيبوتسسديه بوكير) في النقب المحتل، بمشاركة وزير خارجية الإمارات الشيخ عبد الله بن زايد، ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، ووزيرة الخارجية المغربية ناصر بوريطة، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، وسط غياب وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، مع الحديث عن محاولات الاحتلال لإلحاقه بالقمة.

ومن الجدير ذكره، أنه عُقدت (قمة) في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر في مصر، الثلاثاء الماضي، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت.

وطبّعت الإمارات علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي في عام 2020 برعاية الولايات المتحدة، وسرعان ما تبعتها البحرين والمغرب، كما وافق السودان على تطبيع العلاقات معه، لكن لم تقم علاقات كاملة حتى الآن.

من جانبها، رفضت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مشاركة دولاً عربية في الاجتماع المرتقب، مؤكدةً  أنَّها سلوكٌ يتناقض مع مواقف ومصالح الأمَّة وشعوبها الرّافضة للتطبيع.

ودعت "حماس" الدّول العربية التي وقّعت على اتفاقيات تطبيعية مع الاحتلال إلى إعادة النظر فيها، انسجامًا مع مصالح شعوبها، ووقوفًا عند مسؤولياتها التاريخية في حماية القدس وفلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.

أما لجنة المتابعة للقوى الوطنية والاسلامية للمشاركة، عبرت هي الأخرى عن رفضها لما أسمته (قمة محور الشر) الذي تتزعمه الولايات المتحدة والتى ستنعقد في النقب المحتل مساء اليوم.