في مؤشر يعكس تراجع شعبية حركة "فتح" في الضفة الغربية المحتلة، وحاجة الجماهير للتغيير ومحاسبة المسؤولين عن الفساد، أظهرت نتائج انتخابات جامعة بيت لحم أول من أمس هزيمة "الشبيبة الفتحاوية"، وفوز كتلة "صوت الطلبة" التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وفازت كتلة "صوت الطلبة" بـ17 مقعدًا من أصل 31، هي مقاعد مؤتمر مجلس اتحاد الطلبة في جامعة بيت لحم، في حين حصلت كتلة حركة فتح على 14 مقعدًا.
وعدَّ الناشط السياسي فايز سويطي هزيمة حركة فتح في جامعة بيت لحم يعني بداية التغيير في الضفة الغربية، ومحاسبة السلطة القائمة بعد سنوات من الاستبداد، متوقعا أن تشهد الانتخابات القروية المجتزأة المقبلة سقوط حركة "فتح" كما فشلت في انتخابات جامعة بيت لحم.
وأضاف سويطي في حديث لصحيفة "فلسطين" أن فوز كتلة "صوت الطلبة" يثبت أن الجمهور الفلسطيني قادر على مواجهة الفساد والفاسدين، ومحاسبتهم ومساءلتهم عبر صناديق الاقتراع في حالة تم إعلان أي انتخابات، مردفا أن "الناس في الضفة تستيقظ كل يوم على قضية فساد، خاصة فيما يعرف بتوظيف عظام الرقبة، وقضية اللقاحات الفاسدة، وتوزيع الأراضي في أريحا".
وأوضح أن شعبنا في الضفة الغربية لديه قرار واضح بالتغيير، وعدم استمرار قبول الوضع الحالي والتفرد من "المتنفذين" بكل مفاصل السلطة، مشيرا إلى أن الشارع الفلسطيني بات قريبًا من الانفجار بسبب الأوضاع السياسية والاجتماعية التي تمر بها الضفة، خاصة فيما يتعلق بقضايا الفساد.
وتوقع سويطي أن تشهد الانتخابات المجتزأة اليوم في الضفة الغربية نتائج صادمة لحركة "فتح"، معتبرا ما جرى في جامعة بيت لحم صورةً مصغرة عما سيحدث في تلك الانتخابات.
وعدّ الناشط السياسي جهاد عبدو سقوط الشبيبة الفتحاوية في جامعة بيت لحم محاكاةً لما هو قادم في أي انتخابات ستجرى في محافظات ومدن وقرى الضفة الغربية.
وقال عبدو لصحيفة "فلسطين" إن نتائج انتخابات جامعة بيت لحم وهزيمة حركة فتح هي البداية، وهي دليل على رغبة المواطنين في محاسبة الفاسدين، خاصة مع كثرة القضايا التي يتم الكشف عنها باستمرار.
وأضاف أن الجمهور قرر إزاحة الفاسدين، ولو أتيح إجراء انتخابات بكل أشكالها ستسقط هذه السلطة والحزب الحاكم، خاصة مع استمرار قضايا الفساد، منوها إلى أن نتائج انتخابات جامعة بيت لحم أثبتت أن تحالف القوى الفلسطينية مع بعضها يسهم في إحداث التغيير المطلوب، وهو ما ستبني عليه مختلف الجهات خلال الفترة القادمة.

