قائمة الموقع

خبز بنكهة بلدية يتحول إلى مشروع صغير في خان يونس

2022-03-26T09:32:00+03:00
السيدتان أمام فرن الطين (تصوير/ ربيع أبو نقيرة)

استثمرت السيدة رغدة قديح (38 عامًا) مهاراتها في إعداد الخبز البلدي على "فرن الطين"، لتبني مشروع خاص، تدر عن طريقه دخلًا على أسرتها.

ويشارك السيدة قديح في العمل بمشروعها زوجها محمد خضر قديح (39 عامًا) وزوجة أخيها سجود قديح (29 عامًا)، وأطلقت عليه اسم "خبز وصاج".

وتقوم فكرة المشروع على إعداد خبز الصاج والخبز البلدي على فرن الطين يدويًّا، في منزلها ببلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس، وتسويقه للزبائن، كلٌّ حسب طلبه.

رغدة أوضحت لصحيفة "فلسطين" أنها تعيل أربعة أطفال وزوجة أخيها مثلها، قائلة: "بعد تداول بعض الأفكار قررنا استثمار عملية إنتاج الخبز البلدي منزليًّا، لتكون مشروعًا صغيرًا يمكن الاعتماد عليه، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي ولدها الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة".

وأضافت: "البداية كانت صعبة، ولم تلقَ إقبالًا كبيرًا"، مشيرة إلى أنها استثمرت تخصص تسويق وإدارة منتجات، في تسويق منتجاتها محليا للجيران وعبر مواقع التواصل.

وأوضحت أنها أنشأت صفحات تحمل اسم المشروع على منصات التواصل الاجتماعي وبدأت في تعريف المواطنين بطبيعة مشروعها وتسويق منتجاتها، قائلة: "بحمد الله لقيت منتجاتنا قبول الزبائن واستحسانهم وأصبح مشروعنا معروفا في أرجاء محافظة خان يونس".

وتابعت قديح: "تركز الطلب بداية المشروع على خبز الصاج، ومع مرور الوقت زاد الطلب على الصنفين"، مشيرة إلى أن الخبز الذي تعده على النار يتميز بطعم خاص ونكهة يتوق كثير من الناس إليها.

وأضافت: "بعض زبائننا نساء لا يستطعن تجهيز الخبز على النار، خاصة الموظفات أو اللواتي يقطنّ في أماكن مُكتظة ولا يوجد مكان للفرن لديهنّ، وتفضل عائلاتهن خبزنا عن خبز المخابز الأوتوماتيكي".

وأوضحت أنها وشريكتها تعجنان كمية الطحين المطلوبة يدويا، فجر كل يوم، في المنزل، ليصبح جاهزا لتقطيعه ثم فرده على شكل دوائر بأدوات بدائية، ثم نقله في فرش خشبي إلى فناء المنزل حيث مكان الفرن المصنوع من الطين.

ويتولى زوجها محمد إشعال النار في الفرن، لتجلس هي ومن خلفها زوجة أخيها تساعدها في وضع العجين داخله ليخرج بعد ثوانٍ معدودة خبزا نكهة النار فيه واللون الأحمر يزينه، وفق حديثها.

أما محمد أوضح أنه يجمع الحطب والكرتون -ورق مقوى- وضلوع الصبر المجفف، ليقيد فيه نار الفرن، قائلا: "العمل شاق ومتعب، لكننا نريد أن نستر أنفسنا ونعيش بكرامة".

وأضاف: "الطاقة الاستيعابية التي يمكن أن نصل إليها يوميا هي إنتاج 300 رغيف من الخبز"، مشيرا إلى أنه يتم التعامل مع الزبائن كل وفق طلبه، فمنهم من يشتري الخبز جاهزا، ومنهم من يزودنا بالطحين، فنحوله إلى خبز ونتقاضى أجرا عليه.

ولفت قديح إلى أنه أخذ على عاتقه مهمة إيصال الطلبات إلى الزبائن في منازلهم في بلدته الريفية، وخارجها في نطاق حدود المدينة عبر دراجة نارية، مع تزايد الطلب على الخبز البلدي، خاصة لفئة الموظفين الذين لا تسعفهم أوقاتهم في إعداد الخبز منزليا.

ونبه إلى أن العمل الجديد يأخذ معظم وقتهم، ومع ذلك يحاولون قدر الإمكان التوفيق بين العمل وبين الأعمال المنزلية ورعاية أبنائهم، معربا عن أمله بتوسيع المشروع من خلال توفير عجانة ميكانيكية والتغلب على أزمة التيار الكهربائي، وتشغيل مزيد من العاملات من عائلته لتحسين دخلهن اليومي.










 

اخبار ذات صلة