فلسطين أون لاين

غزة بين رفع الحصار أو كسره

قال منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية والتنمية في فلسطين المحتلة لرويترز: إن قطاع غزة لا يصلح للعيش فعليا بسبب الحصار الإسرائيلي الذي أدى إلى تضاؤل دخول سكان غزة وما يتاح لهم من خدمات الرعاية الصحية والتعليم والكهرباء ومياه الشرب، كما يرى في الحصار الاسرائيلي لغزة عملية لا إنسانية وظالمة بشكل غير عادي تخنق بالتدريج مليوني مدني في غزة لا يشكلون فعلا تهديدًا لأحد.


هذه شهادة من مسؤول أجنبي مطلع على واقع غزة ولا علاقة له بالأحزاب الفلسطينية ولا بالحسابات العربية، يخلص إلى أن حصار غزة جريمة إنسانية يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد مليوني فلسطيني دون مبرر فضلًا عن عدم وجود أي تهديد لأحد، ورؤيته بضرورة إنهاء الحصار يعني أن قطاع غزة خالٍ من أسباب الخوف من الارهاب، وهذا اعتراف صريح منه بأنه لا يوجد فصائل إرهابية في غزة أي أن حركة حماس ليست حركة إرهابية. هذا الكلام يجب أن يسمعه سفير السعودية في الجزائر الذي اتهم حماس بالإرهاب رغم أنه عربي مسلم وليس محتلًا لفلسطين حتى يخشى على نفسه من حماس أو المقاومة الفلسطينية على وجه العموم، وكذلك يجب أن يسمعه كل من يسكن خارج فلسطين من عرب وعجم، حيث معركة المقاومة الفلسطينية لا ولن تتجاوز حدود فلسطين _من البحر إلى النهر_ شبرًا واحدًا.


وبالعودة إلى تصريحات منسق الأمم المتحدة _وقبل أن يتبرأ منها_ نقول: من واجبه ألا يحصر شهادته بالإعلام بل عليه كمسؤول أن يتوجه بما صرح به إلى الجهة التي يعمل لديها وهي الأمم المتحدة، وهي بدورها لا بد من أن تقوم بواجبها نحو مليوني شخص يعيشون، حيث لم يعد العيش صالحًا بفعل الحصار الإسرائيلي، لا بد لمجلس الأمن أن يتحرك لرفع الحصار عن قطاع غزة، كما تحرك لصالح المحتل الإسرائيلي بمجرد سقوط بضع قذائف سورية في مناطق خالية في هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل، ونحن على يقين بأنه إذا لم يرفع الحصار طوعًا فسوف يكسر كرهًا ورغم أنف الجميع لأن الشعب لا يمكنه الاستسلام للموت لأن بلده منطقة لم تعد صالحة للحياة بسبب حصار مفروض عليه والانفجار في وجه المحاصرين في هذه الحالة سيكون أسهل وأقل تكلفة من الاستسلام للموت والإبادة الجماعية.