فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

لا حرب عالمية ثالثة ولا ما يحزنون

يزعم زيلنسكي الرئيس الأوكراني أن فشل المفاوضات مع روسيا يعني قيام حرب عالمية ثالثة، وهناك من يزعم أيضا أن فشل روسيا في أوكرانيا قد يعجل بحرب عالمية ثالثة، وهناك من يقول إن خطأ غير مقصود في الحرب مع أوكرانيا قد يؤدي لحرب عالمية ثالثة!

ما تقدم يعني أن أطرافا مختلفة تنبه العالم، أو تخوفه من حرب عالمية ثالثة، تكون هي أهم تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على العالم. فهل ثمة احتمالات حقيقية لحرب عالمية ثالثة، سواء فشلت روسيا، أو نجحت في الاستيلاء على أوكرانيا، أم أن هذه مزاعم وحرب إعلامية؟

الإجابة عن هذا السؤال يحتاج لدرجة عالية من الموضوعية، وحسن التقدير والتقييم، لأننا نتحدث عن قضية كبيرة تشغل العالم كله، ولا سيما فرقاء الحرب بالوكالة على الأرض الأوكرانية. يقال إن السلاح النووي بيد الدول التي تمتلكه هو سلاح ردع، لا سلاح هجوم لحيازة مكاسب على الأرض، لأنه مع السلاح النووي لا مكاسب لأحد، لا لمن بدأ بالهجوم، ولا لمن رد على الضربة الأولى. سلاح الردع يعني أن حربا نووية لن تقع لا بقرار روسي، ولا بقرار أميركي، لأن الحرب هذه تعني خروج الطرفين منها خاسرين.

هذه الحقيقة العسكرية يعلمها الشرق النووي، ويعلمها الغرب النووي، ومن ثمة فإن من يعلم الحقيقة ودرجة الخطر لن يغامر مغامرة يخسر فيها نفسه ودولته، لذا يمكن القول بأنه لن يجرؤ أحد على استخدام السلاح النووي، وستستمر الحرب في أوكرانيا بالأسلحة التقليدية، وبدون أسلحة كيمائية أيضا، لحين انتصار أحد الطرف، أو اتفاقهما على حل تفاوضي. وعليه نقول غياب خيار الحرب النووية يعني غياب الحرب العالمية الثالثة، لأنه لا حرب عالمية ثالثة بدون استخدام الأسلحة النووية.

أما فشل روسيا في السيطرة على أوكرانيا وإقامة نظام حليف، فهذا لا يدفع بشكل تلقائي وحتمي نحو حرب عالمية ثالثة، والقيادة الروسية فشلت أو نجحت لا تغامر بالذهاب لحرب عالمية ثالثة، تعمق خسارتها. وعليه فالفشل ليس عنوانا لحرب ثالثة، والنجاح أيضا ليس إرهاصا بها، ولن يغامر الغرب بحرب ثالثة لأنه فقد أوكرانيا، فأوكرانيا كانت منذ عقود من الحرب الباردة جزءا من الاتحاد السوفيتي، وسقوطها مرة ثانية بيد الروس لا يعني خسارة كبيرة للغرب، حتى يغامر بحرب ثالثة، ولقد سقطت جزيرة القرم في يد روسيا قبل ثماني سنوات ولم تقم حرب عالمية.

وأما أن حدوث خطأ عسكري قد يؤدي لحرب ثالثة، فهذا أيضا سيناريو مستبعد، ذلك أن الحرب العالمية الأولى والثانية لم تقوما بسبب خطأ عسكري، بل قامتا بناء على تخطيط وتعمد، وإرادة قتال واسع النطاق للسيطرة على العالم. هذا وكثير من الأخطاء العسكرية وقعت بين الدول ولم تحدث بسببها حروب محلية فضلا عن حرب عالمية، وروسيا تبدي حذرا كبيرا من الوقوع في شرك خطأ متعمد أو غير متعمد، لذا هي تنظر للتقارير عن حرب كيميائية محتملة على أنها تقارير شرك وخديعة.

بناء على ما تقدم أقول إنه لا حرب عالمية بسبب أوكرانيا، ولا بسبب النجاح أو الفشل، ولا حتى بسبب خطأ عسكري تقليدي، ومن يزعم بحرب عالمية ثالثة يتحدث عن رغبة، أو عن خوف، أو يستهدف هدفا آخر غير الحرب الثالثة. هذا وجل مقدمات الحرب الثالثة، وإرهاصاتها تكاد تكون غائبة أمام النظرة الموضوعية.