فلسطين أون لاين

الموتُ خطف أُمّ الأسيرةِ إيمان الأعور قبل تحرُّرها

10 أُمهاتٍ فلسطينياتٍ يقبعنَ داخلَ سجونِ الاحتلال

...
أسيرات في سجون الاحتلال (أرشيف)

تُحيي 10 أُمّهاتٍ فلسطينياتٍ يوم الأمّ الذي يُوافق 21 مارس من كلّ عام، داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وسط ظروفِ اعتقالٍ صعبةٍ وانتهاكاتٍ مُتصاعدةٍ من إدارة السجون الإسرائيلية.

والأسيرات الأمّهات هنّ: إسراء الجعابيص، فدوى حمادة، وأماني الحشيم، ختام السعافين، وشذى عودة، وعطاف جرادات، وسعدية فرج الله، وفاطمة عليّان، وشروق البدن، وياسمين شعبان.

وتقول الأسيرة المقدسية إيمان الأعور التي تحرّرت قبل أسبوعٍ بعد قضائها 22 شهرًا، إنّ "الأسيرات الأمهات كغيرهنّ من المُعتقلات يعشن ظروفَ اعتقالٍ صعبةٍ في ظلّ التفكير المُستمر بأبنائهن، خاصّة وأنّ نجلها محمد تمّ اعتقاله في فترة اعتقالها، فكانت قلقةً عليه وتُفكّر به وبمصيرِه باستمرار".

ولفتت الأعور إلى اشتياق الأسيرات إلى أمهاتهنّ كذلك في هذه المناسبة، مُوضّحةً أنّهنّ يصنعنَ في يومِ الأُمّ العديد من المشغولات اليدويّة التي تُعبّر عن شوقهنّ لهن، ويرسلنها لهنّ خلالَ الزيارات إذا سمحت إدارةُ سجونِ الاحتلال بذلك.

فاجعة الرحيل قبل الإفراج

وفُجعت الأسيرة الأعور برحيلِ أمّها التي كانت تنتظر تحرُّرها بشوق، وذلك قبل أسابيع من الإفراجِ عنها، وتصف شعورها بالقول: "أصعب من الوصف والألم لا يندمل".

وذكرت أنها توجّهت عقب الإفراج عنها مباشرة إلى المقبرة التي ضمّت والدتها، وودّعت قبرَها دونَ أو تودّع جسدها، وانهمرت الدموع من مُقلتَيها وهي تناديها في مشهدٍ بكى له كل الحاضرين.

وفي تقرير له، أفاد نادي الأسير الفلسطيني بأن الاحتلال الإسرائيلي يواصل اعتقال عشرة أمّهات، وهنّ من بين (31) أسيرة يقبعنّ في سجن "الدامون".

وأوضح التقرير أن إدارة سجون الاحتلال، تحرم أطفال وأبناء الأسيرات الأمّهات من الزيارات المفتوحة، ومن تمكينهن من احتضانهم، عدا عن حرمان البعض منهن من الزيارة، أو عرقلتها في كثير من الأحيان، يرافق ذلك استمرار رفض إدارة السّجون توفير هاتف عمومي لهنّ، رغم المطالبات المستمرة منذ سنوات.

وتقضي مجموعة من الأمّهات أحكامًا بالسّجن لسنوات، منهن، الأسيرة جعابيص المحكومة بالسّجن (11) عامًا، وفدوى حمادة وأماني الحشيم اللتين تقضيان حُكماً بالسّجن لمدة عشر سنوات، ومن بين الأّمهات أسيرة معتقلة إداريًا وهي الأسيرة البدن من بيت لحم.

وسيلة للضغط على المعتقلين

وتواجه الأسيرات كافة أنواع التّنكيل والتّعذيب التي تنتهجها سلطات الاحتلال بحق المعتقلين الفلسطينيين، بدءًا من عمليات الاعتقال من المنازل فجرًا وحتى النقل إلى مراكز التوقيف والتحقيق، ولاحقًا احتجازهن في السّجون وإبعادهنّ عن أبناءهنّ وبناتهنّ لمدّة طويلة، ولاحقًا تستمر مواجهتهن لجملة من السياسات الممنهجة التي ترافقهن طول فترة الاعتقال كعمليات القمع والتًنكيل، والإهمال الطبيّ، ومحاولة إدارة السّجون المستمرة سلب حقوقهنّ.

وتُشكّل إحدى أبرز السّياسات التي يستخدمها الاحتلال بحقّ الأمّهات هي، اعتقالهنّ كوسيلة للضغط على أبنائهن المعتقلين أو أحد أفراد العائلة، وإيقاع أكبر قدر من الإيذاء النفسي كما جرى مع الأسيرة عطاف جرادات مؤخرًا، وهي والدة الأسرى (عمر وغيث، ومنتصر) جرادات، حيث لم يكتف الاحتلال باعتقالها وأبنائها بل أقدم على هدم منزلها.

وسعى الاحتلال عبر ماكنة القمع ومحاولته لكسر إرادة الفلسطينيين وعوائلهم باستهداف الأمّهات الفلسطينيات، فنجد مئات الروايات من الأسرى، التي توضح كيف استخدم الاحتلال الأمّهات، لنيل من أبنائهن المعتقلين، عدا عن أن الآلاف من أمّهات الأسرى اللواتي حُرمنّ من أبنائهنّ على مدار سنوات وسلب حقهن بالزيارة.

وفقد المئات من الأسرى أمهاتهم خلال سنوات أسرهم دون السماح لهم بإلقاء نظرة الوداع، وكذلك تواجه زوجات الأسرى تحديات كبيرة وعلى مستويات مختلفة، في ظل استمرار الاحتلال باعتقال أزواجهن، ويُضاف إلى ذلك معاناة وقهر الأمّهات والزوجات اللواتي استشهد أبنائهن وأزواجهن في السّجون، فقد عاشوا حرمان الأسر والفقدان لاحقًا.

الأمل بالتحرير

وكانت الناشطة فادية البرغوثي المرشحة عن قائمة "القدس موعدنا أكدت، أن نصرة الأسيرات يكون بتحريرهن، وليس بالشعارات.

وبيّنت البرغوثي أن الأمل بالتحرير لا يفارق أسيراتنا وعائلاتهن وشعبنا الفلسطيني، وأنّ الجميع يضع ثقته بصدق المقاومة التي ما نكثت وعدًا ولا خانت عهدًا ولا صمتت عن عنجهية مُحتل، مشددة على أنّ الأسيرات الفلسطينيات بحاجة ماسة للمناصرة بكل السبل على الأرض وفي الفضاء الالكتروني وفي المحافل الدولية.

وأضافت أنه ومع تجدد الألم يتجدد الأمل بأن يكون التحرير لحرائرنا قريباً بصفقة مشرفة تنفذها مقاومتنا الباسلة، لتكون شفاءً للصدور وتمحو مرارة الفراق وتعيد أسيراتنا لذويهنّ مُحرّراتٍ مُنتصراتٍ على السجون والاحتلال.

يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي أفرج عن 20 أسيرة فلسطينية عام 2009، مقابل فيديو يظهر الحالة الصحية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والذي كانت تأسره آنذاك كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وذلك ضمن المرحلة الأولى للصفقة الشاملة والتي استطاعت تحرير أكثر من 1000 أسير فلسطيني عام 2011.

المصدر / فلسطين أون لاين