ردت كييف على دعوة روسيا القوات الأوكرانية إلى إلقاء السلاح في ماريوبول المحاصرة، قائلة إن الاستسلام أمر غير وارد، فيما تزداد المخاوف من أن يعرقل الموقف في المدينة الساحلية المفاوضات بين الجارتين.

وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك، في ساعة مبكرة من صباح الإثنين، إن تخلي أوكرانيا عن مدينة ماريوبول وإلقاء السلاح أمر غير وارد. وأضافت "لقد أبلغنا الجانب الروسي بذلك بالفعل".

وتقول روسيا إن ماريوبول تشهد "كارثة إنسانية مروعة". وتقول: "كل من يلقون أسلحتهم نضمن لهم ممرا آمنا إلى خارج ماريوبول".

وتعرضت ماريوبول لبعض من أعنف موجات القصف منذ بدء الحرب في 24 فبراير. وما زال كثيرون من سكانها البالغ عددهم 400 ألف نسمة محاصرين في المدينة بدون غذاء أو ماء أو طاقة.

ووفقا للإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك، أصبحت ماريوبول "مدينة أشباح".

وتُعتبر المدينة الجنوبية هدفا رئيسا في الحرب، وهي تؤمن تواصلا بين القوات الروسية في شبه جزيرة القرم، في الجنوب الغربي، والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشمال والشرق.

وتساهم المعارك المحتدمة في ماريوبول، المطلة على بحر آزوف، في تعميق الخلافات وتعقيد المفاوضات بين الروس والأوكرانيين، وتزيد من قتامة المشهد على الساحة الأوكرانية، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست".

وكان المستشار الرئاسي الأوكراني ميخائيلو بودولياك قال إن المفاوضات معقدة. وتابع قائلا: "مواقف الطرفين مختلفة. بالنسبة لنا القضايا المحورية لا يمكن المساس بها".

وقال مسؤولون إن القتال العنيف امتد، الأحد، إلى جميع الأحياء في المدينة. واستعرت المعارك في وقت تحاول فيه موسكو "تحقيق أول انتصار استراتيجي لها"، مع استمرار توقف تقدمها في معظم المدن والمناطق الأخرى.

وخلال المعارك قصفت طائرات روسية مدرسة فنية كانت تؤوي 400 شخصا، وفقا لما ذكره رئيس بلدية ماريوبول، فاديم بويشينكو.

وقال المقدم سيرغي باتشينسكي، المتحدث باسم المستشفى العسكري في دنيبرو، وهي مدينة تبعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب ماريوبول، إن الاتصالات في المدينة قطعت إلى حد كبير، وأصبحت المناطق الصناعية المرتبطة بإنتاج الصلب في المدينة "ساحة معركة رئيسية".

وأفادت وكالة تاس الحكومية أن "المسؤولين الروس سيسمحون للأوكرانيين المسلحين بمغادرة ماريوبول، دون أن يصابوا بأذى، خلال ساعتين من يوم الاثنين".

وجدد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الأحد، موقفه بأنه مستعد للتفاوض مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. وقال زيلينسكي خلال مقابلة مع برنامج "فريد زكريا جي بي أس" على شبكة سي أن أن، إنه "بدون مفاوضات، لن يكون من الممكن إنهاء الحرب".