فلسطين أون لاين

​لإدارة بيوتهن في الظروف الصعبة

التأقلم.. مهارةٌ أتقنتها نساء غزة

...
غزة - نسمة حمتو

قالوا قديمًا إن "الحاجة أم الاختراع"، وعلى هذا الحال تعيش نساء غزة اليوم، بفعل الظروف الصعبة الناتجة عن الحصار المفروض على غزة منذ أكثر من عشر سنوات، ويفعلن ذلك في محاولة منهن لعيش حياة طبيعية في هذا الواقع..

نساء حاولن قدر الإمكان التعامل مع الأزمة بوسائل شتّى كي يدبرن أمور بيوتهن دون مشاكل تذكر، فأحسنّ صنعًا...

كميات أقل

نداء المصري (35 عاما) قالت: "أصبحت حياتي تعتمد بشكل كلّي على جدول الكهرباء، في النهار أقضي يومي غالبًا خارج المنزل، في زيارة الأهل والأصدقاء، أما في فترة وصل الكهرباء أقوم بجميع أعمال المنزل التي تحتاج لكهرباء كالغسيل والخبز وإعداد الطعام في فرن الكهرباء".

وأضافت لـ"فلسطين": "كل أموري تسير وفق جدول معين، وبسبب تكرار انقطاع المياه، أصبحت أستهلك كميات أقل بكثير من السابقة كي تكفي المياه لليوم التالي، وهكذا".

وأشارت إلى أنه على الرغم من السلبيات التي تسبب بها الحصار لقطاع غزة إلا أنها استطاعت تدبير أمورها بإمكانيات قليلة تتلاءم مع ما هو موجود لديها.

وأوضحت: "الإنسان يعيش مرة واحدة، وهذا واقع فُرض علينا، ولو بكينا كل يوم على الأطلال لن نستفيد شيئا، لذا علينا تدبير أمورنا جيدا لنعيش حياة أكثر استقرارا".

وحاليا، تحاول كثير من العائلات استخدام طرق بديلة للكهرباء كالمولدات الكهربائية وغير من الوسائل التي تساعد في التخفيف من حدة الأزمة.

الرضا بالقليل

ولا يختلف الحال كثيراً عند عبير أبو الخير (39 عاما)، فهي الأخرى تضطر إلى التقنين من راتب زوجها كي يكفيها طيلة الشهر، وفي ذلك قالت: "كان زوجي يحصل على راتب 2500 شيكل من السلطة الفلسطينية، وبعد الخصومات تقلص راتبه إلى 1000 شيكل تقريباً، جلست مع زوجي وأبنائي واتفقنا على أننا سوف نستغني عن بعض الأشياء التي كنا نستخدمها سابقاً، إذ إنه لا يوجد لدينا دخل آخر".

وأضافت: "أصبحنا نأكل اللحم مرة واحدة في الأسبوع، بدلاً من ثلاث مرات، قصرت طهو الطعام على أيام معينة، وفي باقي الأيام نكتفي بما هو متبقي من الطعام، وهكذا صارت حياتنا طبيعية، ويكفيني الراتب تماماً، باستثناء بعض الالتزامات السابقة التي نحاول إنهاءها".

وتابعت: "الرضا بالقليل وبالأمر الواقع شيء جميل يجعلنا نتعود على الصبر، والحمد لله، كنت متخوفة جداً من هذا الأمر لدرجة كنت أبكي ليل نهار، خوفاً على أوضاعنا المادية، ولكن بفضل الله تمكنت من تدبير أموري".

بطريقة ذكية

سميرة خلف (45 عاما) هي الأخرى تحاول بأقل الإمكانيات التأقلم مع راتب زوجها الذي يعمل في الحكومة الفلسطينية في غزة، ويتقاضى راتب 1400 شيكل، يدفع نصفه مقابل استئجار المنزل، فلا يتبقى من راتبه سوى 800 شيكل، يشتري منها علاجًا لابنه المريض بالسكري، ثم تعيش العائلة بما تبقى من الراتب.

خلف قالت لـ"فلسطين": "نحاول قدر الإمكان التأقلم مع الواقع الذي نعيشه، الأمور في غزة تتجه نحو الأسوأ، وربة المنزل المدبرة تستطيع حل جميع أمورها حتى ولو بـ500 شيكل فقط، كثير من الأمور تُعدّ ثانوية بالنسبة لنا، وعلى هذا الأساس نمضي كل الشهر".

وأضافت: "هناك جزء مخصص من الأموال لمواصلات زوجي وجزء للطعام والشراب، وليس شرطًا أن نتناول اللحم كل يوم، يكفينا مرة واحدة في الأسبوع، وهكذا تسير الأمور".

دون ترفيه

أما ريهام الداية (29 عاما) قالت: "التأقلم الآن على صعيد الطعام والشراب، لا أشتري أشياء تحتاج إلى حفظ في الثلاجة، حتى الخضروات نحرص على شراء كميات بسيطة جداً كي لا تتعرض للتلف".

وأضافت: "عند وصل التيار الكهربائي، ندخل في حالة طوارئ، نشحن المروحة والجوالات والبطاريات ومولد المياه"، متابعة: "نضطر للتقنين في المصاريف أيضا، وذلك من باب إدارة الراتب بطريقة مثلى، لأننا لا نعرف إلى أين تتجه الأوضاع في بلدنا".

وتضطر بعض النساء لاستخدام بدائل للطعام والشراب في ظل زيادة عدد ساعات انقطاع التيار الكهربائي، كشراء الخبز الجاهز بدلاً من صنعه في المنزل، وعدم حفظ كميات من اللحوم لأنها تحتاج إلى كهرباء لحفظها في الثلاجة.

وقالت إيمان الريس (33 عاما): "بالنسبة للراتب، قلّصنا بعض المصاريف، فألغينا الترفيه، أما الطعام فلا يتعدى مصروف وجبة الغداء 20 شيكلا في اليوم الواحد".

وتابعت قولها: "نحرص دوما على توفير احتياجات الأبناء، إذ لا ذنب لهم فيما يحدث من أوضاع صعبة في غزة، أما بالنسبة للكهرباء فنعتمد على البطاريات ومصابيح "الليد"، واشتركنا في مولد كهربائي يعمل عدة ساعات في اليوم مقابل مبلغ مالي معين".