فلسطين أون لاين

​الاحتلال ادعى بأنه حاول تنفيذ عملية دهس

الشهيد جبرين حلمَ بالخطوبة فباغتته خمس رصاصات

...
مواطنون خلال تشييعهم جثمان الشهيد محمد جبرين في بيت لحم أمس
غزة - يحيى اليعقوبي

كان "الإثنين الماضي" يوماً عادياً في بلدة تقوع الواقعة شرقي بيت لحم، حين استيقظ الشاب محمد جبرين ( 23 عاما) واستقلَ سيارته الخاصة ذات اللون الرمادي متجهاً إلى محله الخاص بصيانة كهرباء السيارات داخل البلدة.

مكث فيه لبضع ساعات، وما أن أشارت عقارب الساعة إلى الحادية عشرة صباحا حتى تلقى اتصالاً هاتفياً من شخص يرغب في شراء سيارته؛ وعلى الفور أخبر آخر من تواجد معه أنه ذاهب لبيع سيارته.

هذا الشاب كان يستعد للتقدم لخطبة فتاة خلال شهر أو اثنين، ولكن أحلامه انتهت حين توجه إلى مدخل بلدة تقوع لينقلب نهار البلدة إلى ليل ويتغير الحال في لحظات.

فعلى مدخلها الذي خلا من شهود عيان وأثناء مرور محمد من الحاجز الإسرائيلي خرجت خمس رصاصات من فوهة بنادق جنود الاحتلال مخترقة صدره؛ ليلقى حتفه؛ بذريعة محاولة تنفيذ عملية دهس.

وبعد توارد اسم الشهيد وصورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي استدعت قوات الاحتلال شقيق الشهيد وليد جبريل للقدوم إلى معسكر "عتصيون" جنوب بيت لحم للتحقيق والتعرف على صورة الشهيد، وجرى استجوابه لعدة ساعات.

صبري جبرين وهو ابن خالة الشهيد يسرد لصحيفة "فلسطين" تفاصيل ما جرى، قائلا: "إن مفترق تقوع منطقة سهلية، وهو مفترق طرق بعيد عن المناطق السكنية شرقي بيت لحم، وأقرب منطقة سكنية تبعد عنه نحو 700 متر، وهو خاضع بشكل شبه كامل لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي".

وبنبرة صوت غاضبة وحزينة، قال: "حسب المؤشرات نظن أن ما جرى مع محمد كان حادث سير ربما نتيجة سرعة معينة، إلا أن الاحتلال تعمد إعدامه خاصة أن المفترق يشهد حالة توتر بين الاحتلال وأهالي البلدة".

ووفق ابن خالة الشهيد، فإن العائلة أقامت العزاء في إحدى المدارس القريبة من منزل الشهيد، بحضور المئات من أبناء البلدة، كما أغلق الاحتلال المدخل الغربي لبدة تقوع التي شهدت جريمة الإعدام.

الصدمة المدوية منعت والده وإخوته من الحديث لـــ "مراسل فلسطين"؛ ليوجز ابن الخالة أبرز صفات الشهيد: " محمد أصغر أفراد أسرته كان يستعد للخطوبة، وهو شاب خلوق توفيت أمه قبل عدة أشهر، وصاحب محل معروف لتصليح كهرباء السيارات يملكه داخل بلدة تقوع، ومشهود له بأخلاقه وابتسامته ومحافظته على صلاته".

ويتذكر اللقاء الذي جمعه بمحمد في عيد الفطر: "كان سعيدا ومبتسما، مازحته "بدكاش تخطب " ، فرد بابتسامة سبقت صوته " إن شاء الله قريبا".

وينقل ابن خالته عن شهود عيان شاهدوا سيارة محمد، وأخبر آخر من تحدث إليه أنه ذاهب ليبيع سيارته، إلا أنه بعد لحظات سمع دوي إطلاق النار على الحاجز والذي يعد نقطة عسكرية لجنود الاحتلال.

وقبل أشهر وعلى بعد عشرات الأمتار أعدمت قوات الاحتلال الشهيد الفتى قصي العمور ( 17 عاما)، وقامت بسحلِ جثمانه بطريقة همجية فيها انتهاك فاضح لحقوق الانسان، ولاقت تلك الجريمة إدانات واسعة حيث لا تزال تداعياتها عالقة في أذهان اهالي البلدة والفلسطينيين بشكل عام.

وتتعرض بلدة تقوع يومياً لاقتحامات ومداهمات من قبل قوات الاحتلال، كما أنها تشهد مواجهات شبه يومية.