فلسطين أون لاين

تقرير المحرر "السايس".. حكاية مطارد من السلطة والاحتلال

...
صورة أرشيفية
جنين-غزة/ نور الدين صالح:

دون سابق إنذار حاصرت قوة من أجهزة أمن السلطة يفوق تعدادها الثلاثين عنصرا منزل الشاب فادي السايس (22 عاما) من جميع أركانه في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة، والمنازل المجاورة أيضا، عصر السبت الماضي.

و"السايس" الذي حُرر من سجون الاحتلال عام 2020 كان مُستعدا لهذا المشهد، إذ لم يمر سوى يومين على عودته إلى أحضان عائلته بعد شهرين متواصلين من المطاردة والملاحقة من أجهزة أمن السلطة، كما يقول لصحيفة "فلسطين".

قلق وتوتر وأفكار تتزاحم في ذهن "السايس" جعلته يصول ويجول في ساحة المنزل، فيتفاجأ بحدوث ما جال بخاطره، أكثر من 30 عنصرا نزلوا من جيباتهم العسكرية، وانتشروا في منطقة سكنه من جميع الاتجاهات.

لم يكن سبيلا أمام الشاب العشريني المعروف بحزمه وصلابته إلا الهروب من تلك القوّة المدججة بالسلاح والعتاد، فألقى بنفسه من سطح منزله المكون من ثلاثة طوابق، حسب ما يروي.

ارتطم بالأرض فسالت الدماء من أسفل قدميه، ليتفاجأ بعناصر القوة الأمنية، فاضطر لتسلق جدران المنزل المجاور له، ثم ألقى بنفسه من الطابق الأول لذلك المنزل، ما أصابه برضوض وجروح في كلتا يديه، في حين استمرت القوة بملاحقته تلاحقه إلى أن اختفى عن أنظارهم واختبأ في مكان آمن بعيدا عنهم.

يضيف "الآن أعاني من رضوض وجروح في القدمين واليدين، ومع ذلك لم أستطع الذهاب إلى طبيب خشية الملاحقة مرة أخرى وأنا في المستشفى"، متسائلا بغرابة: "لا أعلم ما هي أسباب ملاحقتي من السلطة، فهل مقاومتي الاحتلال أصبحت تُهمة بالنسبة لها؟".

وأكد السايس الذي أمضى عامين في سجون الاحتلال أن السلطة تسعى للقضاء على المقاومين في سياق التنسيق الأمني مع المحتل، واصفاً ممارساتها بـ"الخيانة الكبرى لنضال الشعب الفلسطيني والمقاومين".

ويتابع "السايس" الذي تعرض للملاحقة من السلطة مرتين قبل هذه المرة "أصبحت الآن مطاردا من الاحتلال والسلطة، لكن الجرح الأكبر هو الملاحقة من أبناء بلدنا الذين يدوسون حرمة بيتي وبيوت المقاومين في مخيم جنين ومختلف مدن الضفة الغربية".

ووجه رسالة غاضبة للسلطة: "إذا لم تعاونوا المقاومين والمناضلين فاتركوهم يقاومون الاحتلال حتى كنسه عن أرضنا، ولا تواصلون إثبات ولائكم له على حساب دمائنا".

وبحسب قوله، فإن مقاومي ومناضلي مخيم جنين يعاونون من مطاردتهم وملاحقتهم من الاحتلال والسلطة، منذ أكثر من ثمانية أشهر، في أعقاب منع الأخيرة من دخول المخيم.

وأظهرت لقطات مصورة للشاب "السايس" وحشية أجهزة أمن السلطة أثناء ملاحقته، قبل نجاحه في الفرار منها واختبائه في أحد منازل المواطنين.

وأثارت جريمة الملاحقة حالة غضب في أوساط الشارع الفلسطيني الذي لم يستغرب مما حدث، كون الجريمة باتت معتادة على تلك الأجهزة بحق المواطنين في أنحاء الضفة الغربية.

المصدر / فلسطين أون لاين