يترقب مربي النحل محمد الكحلوت من سكان مدينة غزة، خروج النحل من داخل خلاياه المتعددة إلى الفضاء، للحصول على رحيق الأزهار وأشجار الحمضيات تحضيرًا لصنع العسل الذي يعد مصدر دخل لأسرته.
فعملية وضع البيض والتفقيس التي بدأت ملكات النحل بها منتصف يناير الماضي انتهت، وأصبحت الخلايا جاهزة لإطلاق جيوش من النحل للانتشار بين الحقول الواسعة للحصول على رحيق الزهور، فهطول الأمطار بمعدلات جيدة الموسم الحالي وفر مساحات كبيرة من المراعي.
ويُعول الكحلوت في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن يحقق هذا الموسم إنتاجًا أفضل من العام السابق، مبينًا أنه يمتلك أكثر من 200 خلية نحل.
ويُصنف الكحلوت عسله من أفضل الأصناف "لأنه لا يدخل السكر على غذاء النحل" كما يقول.
وأشار إلى أن كيلو العسل الطبيعي الخالي من السكر يتراوح بين 80 و120 شيقلًا في قطاع غزة.
وتطرق الكحلوت إلى معاناة مربي النحل الموسمية مع رش الاحتلال الإسرائيلي للمبيدات شرق المناطق الحدودية، التي يتطاير رذاذها إلى خلايا النحل الموجودة بالقرب من الحدود ما يتسبب في تلفها وحدوث نفوق.
كما أشار الكحلوت إلى حشرة "الفاروا" التي تؤرق مربي النحل، إلى جانب تقلبات الطقس وتداعياتها على إنتاجية الخلية.
وحشرة "الفاروا" مدمرة، تتغدى على النحلة بإحداث جرح في جسم النحلة وامتصاص دمها، واكتشفت "الفاروا" في جزيرة جاوة الإندونيسية عام 1904.
فيما قال مربي النحل خالد أبو سعيد، إن إنتاج القطاع من العسل تقلص كثيرًا مقارنة بالسنوات الماضية بسبب اعتداءات الاحتلال الإسرائيلية على أراضي المواطنين في الاجتياحات والحروب وتدميره بساتين الحمضيات التي تعد مصدر غذاء مهمًّا.
وأضاف أبو سعيد لصحيفة" فلسطين" أن عددا كبيرا من النحالين عزفوا عن هذه المهنة بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية وعدم إعطائهم اهتماما من جانب الجهات الرسمية.
ودعا أبو سعيد إلى صرف التعويضات لمربي النحل عن الأضرار التي تعرضوا لها في الحروب السابقة، وإعطاء المنتج المحلي فرصة تسويقية.
من جهته رجح مدير دائرة الإنتاج الحيواني بوزارة الزراعة طاهر أبو حمد، أن يُسجل الموسم الحالي من إنتاج العسل نحو (200) طن وهي كمية تغطي نسبة (80%) من الاحتياج.
وقال أبو حمد لصحيفة "فلسطين" إن المؤشرات إيجابية لإنتاج الموسم الحالي، إذ إن سقوط كميات وفيرة من الأمطار أسهم في زيادة حجم المراعي وتنوعها.
وأضاف: إن إنتاج العسل الموسم الحالي مرجح أن يزيد 50 طنًّا عن الموسم الماضي الذي سجل إنتاج 150 طنًا.
وأوضح أبو حمد أن متوسط إنتاج الخلية من العسل سجل (8) كيلوجرامات العام الماضي، والمتوقع أن يرتفع المتوسط الموسم الحالي إلى (14) كيلو جرامًا.
وبين أبو حمد أنه يتوفر في قطاع غزة (18) ألف خلية، ويعمل في هذا المجال (450) نحالًا.
وأوضح أبو حمد أن موسم جني العسل يبدأ في 20 إبريل من كل عام، وهي تسمى بالقطفة الربيعية، كما يقطف النحالون قطفة خريفية مع بداية أكتوبر وكمياتها أقل بكثير من القطفة الأولى.
ولفت أبو حمد إلى أن سعر العسل في السوق المحلي، متفاوت حسب الجودة، مشيرا إلى أن الكيلو الواحد من (40-120) شيقلًا، منبهًا إلى تعاونهم مع وزارة الاقتصاد الوطني في متابعة جودة العسل، وفحصه قبل ترويجه في الأسواق للمستهلكين.
وأهاب أبو حمد بالنحالين التقيد بالإرشادات والتعليمات الصادرة عن وزارة الزراعة لضمان موسم إنتاج جيد، والتبليغ عن أي أمراض تصيب مناحلهم.