فلسطين أون لاين

الآن يفطنون للاحتلال الصهيوني وفلسطين!

مع الحرب الروسية الأوكرانية ومع مشاهد القصف والدمار يستيقظ العالم اليوم وكل حرّ من أحرار العالم على أن هناك مكانًا مشابهًا اسمه فلسطين يتعرض لمثل هذا منذ سبعة عقود أو يزيد، الأوكرانيون المستوطنون والمحتلون في دولة الاحتلال يتظاهرون ضدّ احتلال روسيا لبلدهم الأصليّ على حد توصيفهم، ماذا تفعلون إذًا هنا في فلسطين أيها المحتلّون؟ هل يوقظكم من بغيكم وعدوانكم ما وقع على شعبكم وبلدكم الأصليّ الذي تركتموه خلف ظهوركم وجئتم إلى هنا لممارسة الاحتلال والعدوان؟

ومن اللحظة الأولى لدخول الجيش الروسي إلى الأراضي الأوكرانية انطلقت العقوبات الغربية من كلّ صوب وحدب وبكل أصنافها وأشكالها. وكان أهمها وأشدّها ضراوة حرمانها من نظام سويفت المالي العالمي.

 دولة الاحتلال الأولى منذ اللحظة الأولى لقيامها بل وقبل ذلك انطلقت مثل هذه العقوبات على من يتهمه هذا الكيان بمعاداة السامية والوقوف ضدّ مشروعها، لقد حظيت دولة الاحتلال هنا بالتمويل والتسليح والدعم السياسي والعسكري وحتى إنه كلّما تصاعد غضب الضحيّة من استخدام القوّة المفرط لهذا الكيان ورُفع إلى مجلس الأمن كان الفيتو الأمريكي جاهزًا للانقضاض على آلام الفلسطينيين وإبطال أيّ قرار ممكن أن يصدر ضدّ هذا الاحتلال الجميل!

والسؤال ما الغرابة في الأمر والكيل بمكيالين قد بات معروفا منذ زمن طويل؟ هنا مصالحهم مع الاحتلال وهناك ضد الاحتلال! هنا قيمهم الإنسانية وفكرهم الحرّ وديمقراطيتهم الجميلة وحتى عقائدهم الدينية تتماهي وتنسجم مع الاحتلال والغزاة وهناك كلّها تقف وقفة واحدة في مواجهة ما اعتبروه احتلالا وغزوا وعدوانا غاشما.

لا بدّ هنا من أن نشير إلى أن القيم والأخلاق لا يمكن أن تتجزأ أو أن تُفعل حسب المزاج السياسي أو هوى الطبقة الحاكمة، هي لو كانت حقّا قيمًا وأخلاقًا أصيلة فإنها حتما لا تتجزأ ولا تُغيّب في مكان وتظهر في مكان آخر، ولكننا نصل ويوصلنا هذا الاعتلال الفظيع في الموازين إلى أنها ليست أصيلة وأن الأصيل فيهم ليست الأخلاق ولا القيم الإنسانية وإنما هي المصالح الجشعة لدول قائمة أصلا على الظلم والعدوان ونهب خيرات الآخرين والتوحّش في البغي وقهر الشعوب.

وتلكم واحدة واحدة فأمريكا مثلا قامت على إبادة السكان الأصليين فيها (الهنود الحمر) وبريطانيا شبعت استعمارا واستبدادا وقهرا للشعوب التي استعمرتها شرقا وغربا وما زالت معاناة الفلسطينيين قائمة وما زالوا يحتفلون بوعد بلفور، وفرنسا ما زالت تحتفي بجماجم ضحاياها من الجزائريين في متاحفهم وما زالت قائمة على نهب خيرات القارّة السوداء واسمعوا إن شئتم ما قاله رئيس وزراء إيطاليا فيهم أخيرا (ماريو دراغي). ولا حاجة للاستمرار في ذكر جرائمهم السوداء.