فلسطين أون لاين

​أحيانًا تعطي نتائج صحيحة

طرقٌ شعبية لمعرفة جنس الجنين مُحرّمة لعلاقتها بـ"التنجيم"

...
غزة - مريم الشوبكي

تُعد تجربة الحمل من أجمل التجارب التي تمر بها كل امرأة، تتحمل خلال رحلة حملها الآلام والإرهاق، وهي وجميع من حولها يتوقون لمعرفة جنس الجنين، ومع تطور التكنولوجيا والعلم أصبح هذا الأمر متاحا للجميع عن طريق التصوير بالموجات فوق الصوتية "السونار".

ورغم ذلك، إلا أن الكثيرات لا يزلن يستخدمن بعض الطرق الشعبية التراثية التي كانت تستخدمها الجدات في القدم، مثل حركة "السنسال الذهب" و"الدبلة" والمفتاح، وحديثا الجدول الصيني، وهذه الطرق قد تصيب أحيانا في تحديد نوع الجنين، ولكن مشكلتها أنها قد تتعارض مع الشرع، فما حكمها؟

تنجيم

قال الأستاذ المشارك بكلية الشريعة والقانون بالجامعة الإسلامية غزة د. ماهر السوسي: إن المختصين في الطب انقسموا في رأيهم باستخدام طريقة الجدول الصيني في معرفة جنس الجنين، واختلف رأيهم حول مدى صحة هذه الطريقة، فمنهم من قال إنها مجرد تنجيم وليست مبنية على أسس علمية، والبعض الآخر قال إنها تحقق بعض النتائج الصحيحة وإن كانت ضئيلة، ولا يؤخذ بنتائجها.

وأضاف السوسي لـ"فلسطين" أن الرأي الأرجح أنها طريقة لها علاقة بالتنجيم ومعرفة الغيب، وهذا الأمر غير جائز شرعا.

وطريقة الجدول الصيني تعتمد على أن تحسب فيها المرأة تاريخ ميلادها، والموعد المتوقع للولادة، وفي النهاية تحصل على النتيجة، إما جنس المولود ذكر أو أنثى.

وهناك طرق قديمة كانت تستخدمها الجدات والأمهات قبل التطور العلمي الحالي، مثل طريقة السنسال (القلادة) وتعلق به "تعليقة" أو دبلة، ويُرفع على يد المرأة بطريقة محددة، ثم يُنظر لطريقة تحرك المفتاح، أو دبلة الزوج المعلقة بالسنسال، فإذا تحركت هذه القطعة بطريق دائرية فإن المرأة حاملا بذكر، وإذا تحركت يمينا ويسارا مثل "بندول الساعة" فإن المولودة أنثى.

وأكد السوسي أن استخدام الطرق آنفة الذكر غير جائز شرعا، وما هي إلا خرافة، وهي تتعلق بحركة لا إرادية وحركة غير مضمونة بعض الأجسام، دون أن تكون مبنية أسس علمية، مذكرا بقول الله تعالى: "وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ"، مما يؤكد أن كل ما في الأمر أنه ضرب من ضروب الحظ.

وشدد السوسي على أن الإسلام أمرنا باتباع العقل والطرق العلمية الصحيحة، بينما الطرق السابقة هي نوع من المقامرة، وليست محسوبة ولا مبنية على قاعدة علمية، وهي غير جائزة شرعا وخارج نطاق العقل البشري، وتُعدّ من طرق الدجالين، ونوع من السحر.

طرق مشروعة

وفي سياق متصل، لفت إلى أن بعض الأزواج يستخدمون طرقًا معنية لإنجاب الذكور أو الإناث كتناول طعام معين، وهو أمر جيد يأتي ببعض النتائج، أو من خلال معالجة مهبل المرأة ببعض المواد الحمضية أو القلوية، وهذه طرق واضحة ومبنية على المنطق والعلم وإن كانت نتائجها ضعيفة.

ولفت د. السوسي إلى أن محاولة اختيار جنس المولود بالطرق العلمية والمشروعة والتي تتوفر فيها الشروط التي تبيحها، أمر جائز، خاصة إن كان الزوجان لا فرص أمامهما للإنجاب، لمرض أو كبر.