فلسطين أون لاين

أكثر إنتاجية وتوفيرًا للماء من "التقليدية"

تقرير الزراعة المُركبة والمائية والمُعلقة والمعزولة.. أساليب حديثة بغزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ تامر قشطة:

أدخل مزارعون من قطاع غزة أساليب زراعية حديثة في الإنتاج النباتي، في محاولة للتغلب على عقبات محدودية المساحة الزراعية في القطاع المكدس سكانيًّا، وارتفاع درجة الملوحة في المياه والتربة، إلى جانب رغبتهم في توسيع معدلات الإنتاج، وتحقيق مكاسب مالية إضافية.

ومن هذه الأساليب الحديثة تركيب النباتات أو ما يعرف بالتطعيم، والزراعة المائية، والزراعة المعلقة، والزراعة في البيئة المعزولة، وجميعها حققت نتائج مرضية أكثر من غيرها.

تركيب النباتات

فتركيب النبات، أو التطعيم أو التهجين أسلوب زراعي يهدف إلى تقوية نبات بنبات من جنسه أو قريب منه.

وتقوم الفكرة على تركيب أشتال الطعوم المتعددة كالــشمام أو البطيخ أو البندورة على أشتال الأصول المكونة من نبات القرع واليقطين والكوسا، حسب إفادة بكر أبو حليمة، صاحب مشتل زراعي في غزة.

وأوضح أبو حليمة لصحيفة "فلسطين" أن الشتلات تُنقل بعد تطعيمها إلى ثلاجة لحفظها عند حرارة (23-25) درجة مئوية، ورطوبة (85%) مدة ثلاثة أيام، ثم تُرحل إلى حاضنات مدة عشرة أيام بهدف التحام الطعوم مع الأصول.

ولفت إلى ارتفاع معدل الطلب على الأشتال المطعمة بقطاع غزة في السنوات الأخيرة، بسبب نتائجها المُرضية، واتساع آفاق وعي المزارعين بدورها في تنمية العملية الزراعية.

وأكد أبو حليمة أن الأشتال المطعمة أكثر تغلبًا على أمراض الفطريات الموجودة في التربة، وتقلل من استخدام المبيدات، وتزيد في إنتاجية الدونم الواحد، مشيرًا إلى أن التطعيم بدأ يتسع استخدامه في قطاع غزة بعد عام 2016.

الزراعة المائية

ومن الأساليب الزراعية الحديثة التي عرفها مزارعو قطاع غزة "الزراعة المائية"، وتقوم فكرتها على ملء أحواض بلاستيكية بماء مخلوط بمحلول مغذٍّ يحتوي على عناصر غذائية متعددة كالأكسجين والكبريت والنتروجين، والكالسيوم والبوتاسيوم، ثم توضع ألواح من الفلين فوق الأحواض، وبألواح الفلين المثقوبة توضع الأشتال.

وأوضح المزارع إياد العطار أنه بدأ الزراعة المائية في عام 2012 على أرض مساحتها 200 متر مربع، ثم حصل بعد ذلك على مساعدة مالية من منظمة الأغذية والزراعة (فاو) لتطوير مشروعه.

وأفاد العطار في حديثه إلى صحيفة "فلسطين" أن معدل الإنتاج في الأحواض المائية ثلاثة أضعاف الإنتاج في الزراعة التقليدية، وأن تكلفة زراعة الدونم في الأحواض المائية 400 شيقل، في حين أن التكلفة ترتفع لـ600 شيقل في الزراعة التقليدية، مشيرًا إلى نجاحه في زراعة الخس والنعنع والريحان.

الفراولة المعلقة

أيضًا لجأ المزارع الغزي إلى أسلوب جديد في زراعة الفراولة، أحد المنتجات المفضلة للغزيين ومصدر كسب مهم.

وأوضح المزارع أيمن صبح أنه بدأ منذ 7 سنوات في زراعة "الفراولة المعلقة" داخل الدفيئات عوضًا عن الأسلوب التقليدي (الزراعة الأرضية)، لأنها توفر الماء، وتعطي إنتاجًا أكبر.

وبين صُبح لصحيفة "فلسطين" أن أشتال الفراولة في هذه الطريقة تزرع داخل أحواض بلاستيكية مُعلقة موضوع بداخلها تربة صناعية عضوية، وتروى الأشتال بطريقة التنقيط.

وذكر أن "الفراولة المُعلقة" أكثر إنتاجية وتوفيرًا للماء من الزراعة الأرضية، مبينًا أن الدونم في "الزراعة المعلقة" يستهلك 250 كوب ماء سنويًّا، في حين أن الدونم في "الزراعة الأرضية" يستهلك 1500 كوب ماء، والإنتاج في "الفراولة المعلقة" يراوح من 4 إلى 10 أطنان، في حين أن "الزراعة الأرضية" تعطي 4 أطنان.

البيئة المعزولة

لم تقتصر الحداثة الزراعية على هذا وحسب، إذ أدخل المزارعون فكرة "الزراعة في البيئة المعزولة"، وهي تخلق بيئة خالية من أمراض التربة.

وأوضح مدير مديرية زراعة خان يونس حسام أبو سعدة أن الزراعة في البيئة المعزولة تقوم على أساس حفر أخاديد بعمق 30-40 سم في الأرض، تأخذ الشكل المائل لتصريف المياه.

وأضاف أبو سعدة لصحيفة "فلسطين": "بعد حفر الأخاديد توضع طبقة من البلاستيك القوي (النايلون) في الأسفل، ثم توضع عليها التربة الطبيعية والصناعية، وتصبح حينئذ جاهزة للزراعة"، وأشار إلى أن النايلون يفيد في عزل التربة الجديدة عن الموبوءة بأمراض التربة مثل الفطريات والنيماتودا، ويحد من تصريف المياه إلى عمق الأرض.

وأوضح أنه يزرع في هذه البيئة المعزولة الخضار بكل أنواعها، وأن هذه الزراعة أثبتت نجاعتها في زيادة كمية الإنتاج وجودة المحصول.

ونبه أبو سعدة إلى أن "الزراعة في البيئة المعزولة" تصلح فوق أسطح المنازل والمنشآت، وفي الأراضي الرملية والفقيرة بالعناصر الغذائية.