فلسطين أون لاين

"الخنق والجرب والتنكيل".. الاحتلال ينتهج أساليب تعذيب خطيرة بحقِّ الأسرى في سجونه

...
"الخنق والجرب والتَّعذيب".. الاحتلال ينتهج أساليب تعذيب خطيرة بحقِّ الأسرى في سجونه
وكالات/ فلسطين أون لاين

كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء، عن تصعيد خطير ينتهجه جنود الاحتلال في التعامل مع المعتقلين الفلسطينيين، من اتباع أساليب تعذيب وتنكيل جديدة تهدف إلى إلحاق الضرر الجسدي والنفسي بهم.

وأوضحت الهيئة، في شهادات نقلها محامو الأسرى، أنه يتم إحضار المعتقلين للزيارة وهم مقيدو الأيدي والأرجل ومعصوبو الأعين، بالإضافة إلى وضع أكياس بلاستيكية تغطي رؤوسهم بالكامل، وفي ذلك تذكير بمشاهد التحقيق القاسية التي استخدمت في بداية الانتفاضتين الأولى والثانية.

وبين التقرير أن الكيس البلاستيكي الذي يغطي وجه المعتقل، يلف رأسه بالكامل، ويكون مشدودا ومربوطا للخلف، وضاغط على الفم والأنف، ما يخلق صعوبة بالتنفس، وهذا كان واضحا خلال زيارة المعتقلين جميعهم دون استثناء، كما بدا عليهم التأثر النفسي من هذا الأسلوب الجديد في التعذيب والاهانة.

وأوضحت محامية الهيئة حيثيات الزيارة الأخيرة، مبينة أنه كان يتم إحضار المعتقلين للزيارة ولا يوجد كرسي يجلسون عليه.

وأضافت أن عملية اقتياد المعتقلين إلى غرفة الزيارة "فيها الكثير من الرعب"، من حيث كيفية نقلهم وإحاطتهم بهم، بالإضافة إلى محاولات كثيرة للتشويش على الزيارة من خلال تفتيش الدفتر الذي كان بحوزتها، أو بمطالبتها بإنهاء الزيارة.

وأشارت محامية الهيئة في تقريرها، إلى أن كافة الأسرى الذين قامت بزيارتهم تعرضوا للضرب والتعذيب، وأن الكدمات تظهر بوضوح على أجسادهم، حيث تعرضت غرفهم خلال الأيام الماضية لأربعة اقتحامات، دون أي أسباب تبرر ذلك.

يذكر أن مركز توقيف عتصيون يقع بين محافظتي الخليل وبيت لحم، ويتولى إدارته والإشراف عليه وحدة من جيش الاحتلال، ويحتجز فيه اليوم ما يقارب ١٢٠ أسيراً، غالبيتهم موقوفون أو ممن صدرت بحقهم قرارات اعتقال إداري.

وفي الإطار، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، إن سياسة الإهمال الطبي المتعمد بحق المعتقلين المصابين والمرضى في سجون الاحتلال تفاقمت بعد بدء العدوان على شعبنا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأوضحت الهيئة، صدر اليوم الثلاثاء، أن إدارة السجون تستخدم الإهمال الطبي سلاحا انتقاميا ضد معتقلينا، بحرمانهم من الرعاية الطبية والعلاج، حتى الذين يعانون منهم أمراضا مزمنة، وإصابات خطيرة قد تودي بحياتهم، إلى جانب ما يتعرضون له من ضرب وتنكيل دون مراعاة لحساسية وضعهم، ما أدى إلى استشهاد عدد منهم، وهذا مرشح للازدياد مع استمرار الانتهاكات الإسرائيلية أثناء الاعتقال، وداخل السجون.

وفي السياق، زار محامو الهيئة عدة سجون، وتفقدوا أحوال المعتقلين المرضى، وما يواجهونه من إهمال طبي، وسوء تغذية، وعنف جسدي، انعكست سلبا على أجسادهم التي فقدت الكثير من وزنها، وباتت هزيلة غير قادرة على مقاومة الأمراض.

فالمعتقل حسام زهدي زحايقة "شاهين" (52 عاما) من بلدة السواحرة/ القدس، نُقل بشكل مفاجئ إلى المستشفى، وخضع لعملية جراحية، نتيجة الالتهابات الحادة التي أصابت قدميه، بسبب مرض السكايبوس، وإهمال علاجه لفترة تزيد على الشهرين، ما أدى إلى فقدانه القدرة على الوقوف، فأصبح يتنقل على كرسي متحرك.

ويقول المعتقل: "بتاريخ 30/9/2024، وخلال العدد، طلب مني السجان الوقوف، لكني أبلغته بأنني لا أستطيع بسبب الألم الشديد في قدمي، فهجم علي وداس على مكان الالتهاب بحذائه العسكري، وبعدها بعدة أيام تعرضت لاعتداء آخر، فازداد الوضع سوءا، ما أدى إلى تدهور كبير على صحتي، فنُقلت على إثره إلى عيادة السجن، وحولوني مباشرة إلى العمليات لتنظيف الالتهاب، دون إعطائي تخديرا، فتعذبت كثيرا نتيجة الألم القاتل الذي شعرت به".

ويضيف شاهين: "شهر واحد في الاعتقال بعد الحرب على قطاع غزة، يعادل 20 سنة اعتقال".     

علما أن المعتقل يقبع في سجن نفحة، وكان قد اعتُقل بتاريخ 28/01/2004، وصدر بحقه حكم بالسجن 22 عاما.

أما المعتقل محمد أبو عادي (50 عاما) من رام الله، الموجود في سجن "النقب"، فحالته الصحية صعبة جدا، إذ يعاني مجموعة أمراض (السكري، والقلب، والضغط، والفتاق، وقرحة المعدة،  والسكابيوس)، فضلا عن تعرضه للضرب بداية فترة اعتقاله، ما أدى إلى إصابته بكسور في العمود الفقري وأضلاع الصدر، إلى جانب نقصان شديد وسريع في الوزن بسبب سوء التغذية.

يُذكر أنه اعتُقل بتاريخ 20/10/2023، وصدر بحقه حكم بالسجن الإداري 6 أشهر، تم تجديده مرتين، ومن المتوقع الإفراج عنه يوم 19/12/2024، وهو متزوج وأب لـ5 أبناء.

وفيما يتعلق بالمعتقل جواد اشتية (50 عاما) من نابلس، فقد لاحظ محامي الهيئة أثناء زيارته، أنه بالكاد يستطيع الرؤية وقد تمكن من الوصول إلى الغرفة بصعوبة بالغة، وبمساعدة معتقل آخر، فهو يعاني ضعفا شديدا في النظر ولا يرى أمامه سوى بضع سنتيمترات، وهذا يشكل خطرا كبيرا على حياته.     

علما أن اشتية محكوم بالسجن لمدة 30 عاما، وكان قد اعتُقل سنة 2003، وهو يحمل شهادة الماجستير في الشؤون الإسرائيلية.

ومن ضمن الحالات الصعبة، حالة المعتقل ع.ص (72 عاما) من مدينة جنين، القابع في سجن النقب، الذي يعاني فقدانا جزئيا للذاكرة، ومشكلة في النظر، إلى جانب وجود كيس بول مركب على جسده بشكل دائم لقضاء حاجته، وقد تدهور وضعه بشكل كبير مؤخرا بعد إصابته بمرض "السكابيوس".

ويتعرض الأسرى الفلسطينيون لعمليات تعذيب وتنكيل وقمع واسعة في مختلف سجون الاحتلال، منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.