فلسطين أون لاين

تقرير بهدم منزله.. الاحتلال يُبدِّد آمال الشاب المقدسي "عبيد" بالزواج

...
جرافات الاحتلال تهدم منزلا في القدس (أرشيف)
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

كانت ابتسامة عريضة مرسومة على وجه الشاب محمد عبيد من سكان قرية العيساوية في القدس المحتلة، إذ اقترب من الانتهاء من بناء منزله الذي سيتزوج فيه ويكون أسرة مقدسية جديدة.

لكن سرعان ما تلاشت هذه الابتسامة عن وجه محمد البالغ (20 عامًا)، وحل مكانها حزن يهيمن بقوة عليه وعائلته معًا.

وأجبرت سلطات الاحتلال، مساء الجمعة، المقدسي نسيب عبيد (45 عامًا)، والد محمد على هدم جزء من بيت العائلة في بلدة العيساوية بالقدس المحتلة.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لآلية جلبها صاحب المنزل لهدمه على نفقته الخاصة، حتى لا يتحمل تكاليف الهدم إذا نفذته آليات بلدية الاحتلال في القدس.

وحسب ما أفاد الأب نسيب لصحيفة "فلسطين"، فإن الجزء المهدوم من منزله تبلغ مساحته 40 مترًا مربعًا، ومكون من طابق أرضي، خصصه لنجله "محمد" ليتزوج ويبدأ حياته فيه.

وأضاف أنه قبل بضعة 4 أسابيع بدأ عملية البناء، وبعد أسبوع فقط من ذلك جاءت سلطات الاحتلال وأخطرته بضرورة الحصول على تصاريح.

وفي الأسبوع التالي أخطرته سلطات الاحتلال بوقف البناء، وعندها لم يترك مكانًا أو سلطة تتبع للاحتلال إلا ولجأ إليها محاولاً استصدار التصاريح اللازمة، وباءت جميعها بالفشل.

ولم يمضِ سوى أسبوع آخر حتى جاءت سلطات الاحتلال وأخطرته بالهدم، وعندها قرر أن يهدم ما بناه على نفقته الخاصة بتكلفة تصل إلى 3 آلاف شيقل وذلك لتجنب تكاليف الهدم العالية التي تفرضها سلطات الاحتلال إذا هدمت بآلياتها منزله، مشيرًا إلى أنها قد تصل لـ 80 ألف شيقل.

وأبدى المواطن المقدسي استهجانه الشديد لانتهاكات وإجراءات سلطات الاحتلال في القدس، خاصة عندما يتعلق الأمر بالهدم، مؤكدًا أن الهدف منها تهجير المقدسيين قسرًا وإجبارهم على ترك مدينتهم.

وقال عبيد إن عملية الهدم ألحقت أضرارًا مادية ونفسية واجتماعية بأفراد العائلة جميعهم وعلى وجه الخصوص "محمد" الذي كان يريد أن يجعل من الجزء الذي هدمه الاحتلال مكانًا يستقر فيه مستقبلاً مع عروسه، لكن الاحتلال حال دون ذلك.

وصعدت سلطات الاحتلال في الآونة الأخيرة من سياسة هدم منازل المواطنين المقدسيين في مختلف أحياء وقرى وبلدات القدس المحتلة، تزامنًا مع محاولات تهجير وتطهير عرقي في حي الشيخ جراح وبلدة سلوان وغيرها من مناطق القدس، لصالح مشاريع التوسع الاستيطاني.

لكن عبيد يبدو متفهمًا جدًا لسياسات الاحتلال هذه الهادفة إلى تغيير الواقع الديمغرافي في القدس، لصالح المستوطنين اليهود على حساب الموطن المقدسي الذي يملك الأرض وكل شيء بالقدس.

وأضاف: "الاحتلال إن هدم اليوم منزلنا سنبنيه غدًا، ولن نتراجع عن ذلك أو نتنازل عن أراضينا، ولن نترك القدس مهما ساءت الظروف".

وبينما يهدم الاحتلال منازل المقدسيين ويضع العراقيل والمعوقات لإصدار تراخيص البناء، فهو يصدق على تراخيص بناء آلاف الوحدات السكنية في مستوطناته المقامة على أراضي القدس، ضاربة عرض الحائط بالأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية الرافضة لهذه الانتهاكات.

وبحسب تقرير أممي صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، فإن معدل هدم ومصادرة منازل الفلسطينيين في أرضهم المحتلة تصاعد منذ 1967 بنسبة 21 بالمئة في الأشهر التسعة الأولى من السنة الماضية مقاربة بنفس الفترة من 2020.

وأشار نفس التقرير الصادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، إلى تزايد عدد المشردين الفلسطينيين بنسبة 28 بالمئة خلال نفس الفترة.

ويبدي المقدسي عبيد وعائلته تمسكهم الشديد بالبقاء في القدس رغم انتهاكات الاحتلال التي طالت جزءًا من منزلهم هذه المرة، وختم: لو هدم منزلنا كله سنقيم خيمة ونجلس تحتها لكننا لن نترك القدس.