فلسطين أون لاين

​تقودها هيئة الحراك الوطني بمشاركة شبابية فاعلة

ما الرسائل التي تحملها مواجهات "نذير الغضب" للاحتلال؟

...
جانب من المواجهات الحدودية مع الاختلال شرق غزة
غزة- يحيى اليعقوبي

رسائل عدة تحملها المواجهات الشبابية الفلسطينية مع الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وفق مراقبين فلسطينيين، إذ تمثل تعبيراً عن حالة الغليان التي تعصف بالشارع الفلسطيني الغزي، ورسائل إنذار بأن السياسة الإسرائيلية التي تراكم أزمات القطاع مآلها الانفجار بوجه المحتل، وأن الوضع بات غير قابل للاحتمال. وتقود هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار والحراك الشبابي وفصائل المقاومة الفلسطينية فعاليات "نذير الغضب" على نقاط التماس مع الاحتلال وعلى طول حدود القطاع الشرقية، بمشاركة المئات من أبناء القطاع، شهدت سقوط شهداء وإصابات.

صفيح ساخن

ويرى الكاتب والمحلل السياسي إبراهم المدهون أن التحام الشباب الفلسطينيين بصدورهم العارية مع الاحتلال على الحدود الشرقية مع قطاع غزة، يحمل رسائل بأن الوضع في غزة على صفيح ساخن وغير قابل للاستمرار.

وقال المدهون لصحيفة "فلسطين": "تهدف هذه الفعاليات إلى كسر المعادلة التي يحاول الاحتلال تثبيتها مع غزة بحدوث تهدئة أو مواجهة شاملة، بإيجاد دور شعبي للشباب بعيدًا عن المواجهة العسكرية".

لكن تجنيب القطاع مواجهة عسكرية، وفق المدهون، لا يعني ألا يتحرك الشباب بطرق عفوية تجاه الاحتلال، مبينًا، أن هذا المواجهات تضع المقاومة في إطار شعبي يحمل الاحتلال نتائج الحصار.

ولفت إلى أن مواجهات "نذير الغضب" تحمل رسائل ساخنة للمجتمع الدولي وحكومة الاحتلال الإسرائيلي باعتبار تلك المواجهات "تعبيرًا عفويًا ورمزيًا عن غليان الشارع الغزي، وأنه لم يعد أمامه إلا المواجهة".

ويصف المدهون، الحراك على السياج الأمني الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة عام 48 بأنه "محدود حتى اللحظة، يبدو أنه في مرحلة إرسال الرسائل، بمعنى أن ما يجري لا يعبر عن الغضب بصورته الحقيقية بما في ذلك المشاركة الشعبية".

ويرى الكاتب السياسي، أن استمرار الواقع في غزة سيطور عنصر المشاركة بالدفع سياسياً لمشاركة عشرات الآلاف، باعتبار أن "الناس في غزة لم يعد لديهم طاقة لتحمل مزيداً من الأزمات".

الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، يوافق المدهون الرأي بأن المواجهات تحدد بوصلة ومسار المواجهة مع الاحتلال بوصفه المسؤول الأول عن أزمات غزة سواء من الناحية القانونية أو الأخلاقية أو الاقتصادية.

ويعتقد أن حراك "نذير الغضب" يعطي دلالات واضحة برفض الشباب للحصار المفروض على القطاع ورفض التضييق وخلق أزمات بتقليص كميات الكهرباء الإسرائيلية الواصلة للقطاع.

وقال الدجني لصحيفة "فلسطين": "المواجهات تؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يبقى صامتًا، وأن الأمور قد تتطور أكثر وعلى كل الأطراف التحرك"، عادًا هذا النوع من الحراك الشعبي "خطوة مهمة وفي توقيت بالغ الحساسية، لتؤكد أن مواجهة الاحتلال هو الطريق الصحيح لدى الشارع الفلسطيني".

وقال: "لربما تدفع هذه المواجهات المجتمع الدولي للتحرك لحل الأزمات الحياتية والإنسانية العاجلة كالكهرباء والركود الاقتصادي وما ترتب عليه من ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة"، مشيرا في هذا الإطار إلى زيارة منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف إلى قطاع غزة ولقائه برئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية.

نظرة الاحتلال

بدوره، يقول المختص في الشأن الإسرائيلي، عماد أبو عواد: إن "الاحتلال لم يعش أزمة قرار مثل التي يعيشها في الآونة الأخيرة خاصة فيما يتعلق بالنقاشات الأمنية والسياسية لدى مستوياتها القيادية بشأن التعامل مع قطاع غزة".

ورأى أبو عواد في حديثه لصحيفة "فلسطين" أنه لا يوجد رؤية تكتيكية ولا استراتيجية في تعامل الاحتلال مع غزة، مبيناً أن الاحتلال ليس معنيا بمواجهة عسكرية مع غزة، خشية من قيام المقاومة بالسيطرة على غلاف غزة، يتخلله سقوط مئات القتلى والأسرى.

وأوضح أن الاحتلال لا يرى خطورة كبيرة في موضوع المواجهة، ولكن في حال استمرار هذا الوضع الذي قد ينتج عنه ارتكاب الاحتلال لمجازر بحق المتظاهرين، الأمر الذي يدحرج الأمور لمواجهة مع غزة هو لا يريدها.

والمؤشر الثاني، بحسب أبو عواد، أن الاحتلال ما زال يعتقد أن حماس تحمله كل مسؤوليات الحصار، وتفضل مواجهته على تحميل أطراف أخرى مرتبطة بالحصار مسؤولية ذلك.