واصلت روسيا تعزيز قدراتها في البحر الأسود من مختلف أساطيلها البحرية في ظل التوتر المتصاعد مع الغرب، في حين يؤكد مستشار الأمن القومي أن الغزو الروسي لأوكرانيا قد "يبدأ في أي يوم"، رغم إصرار موسكو على النفي.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إن العالم يجب أن يكون مستعدا لرؤية روسيا تختلق ذريعة للهجوم على أوكرانيا، وأضاف في مقابلة تلفزيونية اليوم، أنه يمكن لموسكو أن تختار المسار الدبلوماسي لكن الطريقة التي حشدت بها قواتها تدفع إلى أن هناك احتمالا واضحا بأن يكون هناك عمل عسكري كبير قريبا.
وأشار سوليفان إلى أنه لا يمكن التنبؤ باليوم الذي يمكن أن يحدث فيه غزو روسيا لأوكرانيا، وجدد استعداد بلاده لفرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية المحتملة التي ستضرب النخبة الروسية، حسب تعبيره.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن احتمال قيام روسيا بعمل عسكري ضد جارتها الغربية بات وشيكا وعاليا بما يكفي لسحب الكثير من موظفي سفارة بلاده بالعاصمة الأوكرانية، وهو ما أعلنته وزارته في وقت سابق.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي عقده في هاواي حيث التقى نظيريه الياباني والكوري الجنوبي، إن المسار الدبلوماسي مع روسيا بشأن قضية أوكرانيا لا يزال مفتوحا، وأوضح أن المطلوب هو أن تعمل موسكو على تهدئة الأوضاع.
وجاءت تلك التصريحات الأميركية بعد ساعات من تحذير الرئيس جو بايدن نظيره الروسي فلاديمير بوتين -خلال اتصال هاتفي بينهما أمس السبت- من أن واشنطن وحلفاءها سيكبّدون روسيا بشكل فوري كلفة باهظة إذا غزت أوكرانيا، وأن الغزو سيسفر عن معاناة إنسانية واسعة ويقلل من مكانة موسكو.
وقال البيت الأبيض في بيان إن بايدن بحث مع بوتين -خلال الاتصال الذي استمر ساعة- مستجدات الوضع بأوكرانيا، في خطوة لنزع فتيل التوتر بشأن هذا الملف.
التقديرات الأميركية
ومع توالي التحذيرات الغربية بشأن قرب الهجوم المحتمل، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن واشنطن أبلغت تل أبيب بأن الغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ بعد غد الثلاثاء، أو الأربعاء.
وقالت صحيفة "هآرتس" إن السلطات سرّعت جهودها لإجلاء الإسرائيليين من أوكرانيا، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية أبلغتها بأن الاجتياح الروسي قد يبدأ الثلاثاء على أقرب تقدير.
وكان مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان قد صرّح، الجمعة، بأن التقديرات تشير إلى أن القوات الروسية قد تجتاح أوكرانيا قبل انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين يوم 20 فبراير/شباط الجاري.
وتؤكد واشنطن وحلفاؤها أن روسيا نشرت نحو 130 ألف جندي حول أوكرانيا وفي بيلاروسيا، استعدادا لمهاجمة جارتها الغربية، وهو ما نفته موسكو مرارا.
في هذا السياق، واصلت روسيا تعزيز قدراتها في البحر الأسود من مختلف أساطيلها البحرية في بحر البلطيق وبحر الشمال والمحيط الهادي.
وعبرت الغواصة "روستوف نا دونو" (Rostov-na-Donu) من طراز "كيلو" (Kilo) -التي تعتبر من أخطر الغواصات غير النووية في العالم- مضيق الدردنيل اليوم، للانضمام إلى أكثر من 130 قطعة بحرية روسية، تشمل مدمرات وفرقاطات وكاسحات ألغام وسفن إنزال، لتنفيذ تدريبات واسعة النطاق للبحرية الروسية.
وحسب موسكو، ستقوم السفن والطائرات الحربية والقوات الساحلية التابعة للأسطول الروسي، خلال التدريبات، بتنفيذ عمليات رمي مدفعي وصاروخي على أهداف بحرية وساحلية وجوية.
في السياق ذاته، أجرت قوات روسية وبيلاروسية تدريبات عسكرية مشتركة في ميداني "بريست" و"غوميل" على مقربة من الحدود البيلاروسية الأوكرانية، في إطار المناورات الجارية بين البلدين والتي تحمل عنوان "عزيمة الاتحاد".