فلسطين أون لاين

"بيتا" تصعد مقاومتها حفاظا على جبلها

...

تسعة شهور من العمل المقاوم، و"حراس الجبل" في بلدة بيتا إلى الجنوب من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة في حالة مواجهة دائمة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ويقول "حراس الجبل" كما يسمون أنفسهم، في إشارة إلى جبل "صَبيح"، إنهم لن يستكينوا حتى تفكيك البؤرة الاستيطانية وتحرير الجبل.

وكان مستوطنون، أقاموا قبل 9 أشهر بؤرة استيطانية على أراضي المواطنين في جبل صبيح.

ومنذ إقامة البؤرة ينظم أصحاب الأراضي المقامة عليها في "بيتا" احتجاجات - تشتد يوم الجمعة- للمطالبة بإخلاء المستوطنين أسفرت عن استشهاد 9 فلسطينيين (8 من بيتا، وشهيد من بلدة يتما القريبة) برصاص جيش الاحتلال وإصابة المئات.

 إنشاء "أفيتار"

والأسبوع الماضي صادق المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، أفيخاي ماندلبليت، على مخطط إنشاء مستوطنة "أفيتار" على "جبل صبيح".

وقالت القناة العبرية الرابعة إن الخطوة المقبلة ستكون إنشاء مدرسة تلمودية، من خلال إعلان أراضي البؤرة أراضيَ دولة، وهي خطوة روّج لها وزير جيش الاحتلال بيني غانتس، وسيصدر لاحقاً تعليماته بشأن تنفيذها.

تصعيد المقاومة

وردا على قرار المستشار القضائي لحكومة الاحتلال، صعد "الحراس" من عمليات الإرباك الليلي، وتعهدوا بمواصلة النضال حتى تحرير الجبل.

ومنذ القرار الإسرائيلي تشهد بتيا تصعيدا للمقاومة الشعبية، ويقول شبان مقاومون إنهم سيواصلون المقاومة.

نائب رئيس بلدية بيتا، موسى حمايل، قال للأناضول "هذه الأرض فلسطينية، نملك بها أوراق ملكية خاصة منذ العهد العثماني، لا حق لأحد سوانا فيها، ولا يملك لا رئيس الحكومة الإسرائيلية ولا غيره حقا بالتصرف فيها".

وأضاف "منذ قرار إخلاء البؤرة كان القرار هنا الاستمرار بالمسيرات والمقاومة حتى تفكيك البؤرة، ونحن اليوم مستعدون لإكمال المسيرة من أجل ذلك".

ووصف حمايل كافة القرارات الإسرائيلية بـ"التحايل على أهالي بيتا، وجس نبض للسكان، وتلاعب بالمصطلحات لخداع المجتمع الدولي".

وتابع "هذه ليست أراضي دولة، أرضنا محتلة وباعتراف الشرعية الدولية لا يحق لـ(إسرائيل) التصرف بها أو تغيير طابعها".

وشدد على استراتيجية موقع جبل "صَبيح"، وقال "إذا أقيمت مستوطنة على الجبل ستمنع أي تواصل جغرافي بين شمالي الضفة ووسطها".

تمسك بالأرض

حذيفة البيتاوي (37عاما)، يملك أرضا على قمة جبل صَبيح، قال إنه "لن يبقى مكتوف الأيدي، ولن يسمح للمستوطنين بالسيطرة عليها".

وأضاف في حديث مع الأناضول "ورثت الأرض من والدي وجدي، لن أتنازل عنها، وسأورثها لأبنائي من بعدي، رويناها بدماء شهدائنا".

وقال "أي قرار إسرائيلي لا يمثل لي شيئا، أنا سلطان هذه الأرض، وكل فلسطيني في بلدة بيتا سلطان على أرضه، الدنيا كلها لن تقف أمام السلطان ونحن مستعدون أن نقدم أنفسنا وعائلاتنا فداء للأرض".

وتابع "نحن لم نذهب إلى الاحتلال، ولم نشكل عليهم خطر، هم من يأتون إلى أرضنا ويشكلون علينا الخطر، يصادرون الأرض ويقتلون أولادنا".

وخاطب حكومة الاحتلال قائلاً "ليس أمامكم سوى خيار وحيد فككوا البؤرة الاستيطانية وأعيدوا الأرض لأصحابها".

وتُقدر مساحة جبل "صَبيح" بـ 840 دونماً، ويعود لفلسطينيين من بلدات "بيتا"، و"قبلان"، و"يتما"، جنوبي نابلس، ويسيطر المستوطنون على نحو 20 دونماً من أراضيه.

وعلى مدى سنوات منذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، ظلّت بلدة "بيتا"، التي يقطنها نحو 16 ألف فلسطيني، صامدة في وجه الاستيطان الإسرائيلي، الذي لم يتمكن من أيّ جزء منها.

المصدر / الأناضول