الخطاب الأول للسيد إسماعيل هنية كرئيس للمكتب السياسي لحركة حماس بالأمس في غزة لم يتضمن أية مفاجآت لكثيرين، بالنسبة لي ذلك أمر يبعث على الارتياح فعدم وجود أي جديد هو مفاجأة كبيرة في ظل المتغيرات الداخلية والخارجية.
رغم الهجمة الشرسة على حركة المقاومة الإسلامية حماس والتحالف ضد الشقيقة قطر فلم يخش السيد هنية من ذكرها والثناء عليها لما قدمته من مساعدات لشعبنا الفلسطيني عامة وقطاع غزة على وجه الخصوص، وكذلك شكره لتركيا وإيران فضلًا عن تقديم شكره لكل من ساعد الشعب الفلسطيني كالمملكة العربية السعودية ومصر.
إسماعيل هنية أكد أن حماس ما زالت تمد يدها إلى حركة فتح من أجل إتمام المصالحة، ودعا حكومة الوفاق الوطني إلى ممارسة مهامها في قطاع غزة والتحضير لانتخابات عامة رغم التوتر الحاصل بين حماس والسلطة الفلسطينية. هنية لم يفرق بين فتح غزة وفتح الضفة ولم يقسمها وظل خطابه وحدويًا عند ذكره للفصائل ووحدويًا عن الحديث عن فتح ذاتها وهذا هو المطلوب في هذه المرحلة من أجل الخروج من الأزمة التي تكاد تعصف بشعبنا بسبب الانقسام.
ومن الأشياء المهمة التي وردت في خطاب هنية فيما يتعلق بالمصالحة الداخلية هو مطالبته أصحاب المبادرات والمعنيين بتقريب وجهات النظر الاهتمام بوضع برنامج سياسي مشترك وهو بذلك يؤكد أن سبب الخلاف ليس الصراع على المناصب والكراسي بل هو بسبب الاختلاف على البرنامج السياسي، ولذلك لا يجب أن تبنى المبادرات التي تتقدم بها الفصائل الأخرى أو الشخصيات المستقلة من إعلاميين وغيرهم على المفهوم الخاطئ للانقسام لأن ذلك سيؤدي إلى عدم تجاوب وفشل مبكر، وهذه نقطة مهمة إلى جانب نقاط كثيرة منها الموضوعية والشفافية وعدم الانحياز إلى طرف ضد آخر.
بالإجمال كان الخطاب شاملا فلسطينيا وعربيا ومتوازنا في ظل المتغيرات التي تعيشها المنطقة، دل على قوة حماس وثباتها على المبادئ _رغم الظروف الصعبة التي تواجهها_ مع مرونة سياسية تمكنها من التعامل مع الآخرين داخليا وخارجيا دون أي مساس بجوهر ما انطلقت منه وقامت لأجله.