فلسطين أون لاين

​أثبت أن حماس لا تتبع لدول معينة

مراقبون: خطاب هنية رسالة متوازنة للانفتاح أمام دول العالم

...
جانب من خطاب إسماعيل هنية بغزة أمس (تصوير/ ياسر فتحي)
غزة - أحمد اللبابيدي

أجمع مراقبون سياسيون على أن خطاب إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، أمس، رسّخ دور حماس كحركة تحرر فلسطيني في وطنها المحتل، ومثل خارطة متوازنة للحركة أمام علاقاتها الخارجية مع الدول العربية والغربية.

واتفق هؤلاء، في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" على أن خطاب حماس الجديد، يأتي تتويجًا لوثيقتها السياسية الأخيرة، وأنه أصبح خطابًا ذا انفتاح ودبلوماسية، الأمر الذي سيكسب تعاونًا وتعاطيًا دوليًا معها؛ لصالح الدفاع عن القضية الفلسطينية.

وأكدوا أن خطاب "هنية" برهن للجميع على عدم تبيعة حركة حماس لأي من الدول، وهو ما أثبته بالانفتاح على جميع دول العالم، بما فيها السعودية وإيران على حد سواء.

خطاب شامل

ووصف أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي د. نشأت الأقطش، هنية، بـ"رجل الدولة، الحريص على سعي حركته إلى تمتين علاقاتها بالدول العربية والإسلامية على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتمسكها باستراتيجية حصر المعركة على أرض فلسطين المحتلة فقط".

وقال الأقطش، لصحيفة "فلسطين": إن هنية نجح في خطابه بترسيخ أهداف الوثيقة السياسية الجديدة للحركة وتسويقها من جديد للعالم عبر رسائل سياسية واضحة ومتزنة ستجد قبولًا لدى كل المراقبين لا سيما أنها حملت في طياتها الاستراتيجية السياسية لـ"حماس".

ورأى أن حماس نجحت مجددًا في مخاطبة العالم -بما فيه الدول العربية- بلغة سياسية تبرهن على قدرتها على قيادة المشروع الوطني الفلسطيني وعدم الاقتصار فقط على ممارسة دور سياسي محدود كتنظيم فلسطيني، معتقدًا أن انفتاح حماس سيسهِم في إبعادها عن دائرة الحظر والوصم بـ"الإرهاب"، ما يعني طي صفحة عزلتها السياسية.

وذكر الأقطش أن الخطاب أظهر فائدة الحركة من المتغيرات الدولية والإقليمية وهو ما ظهر جليًا في لغة التوزان التي خاطب فيها هنية العالم، وخاصة الدول العربية وكل من إيران وتركيا، مشيرًا إلى أن حماس خاطبت الصديق والخصم في لغة واحدة وعلى مسافة قريبة، وبعيدًا عن سياسة الاصطفاف.

تتويج لمراجعات

بينما رأى أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، والمحلل السياسي د. رائد نعيرات، أن خطاب هنية "جاء تتويجًا لمراجعات أجرتها الحركة على مواقفها ذات العلاقة بالسياسة الخارجية"، مشددًا على أن خطاب حماس السياسي أصبح أكثر انفتاحًا ودبلوماسية، وكفيلًا بمساعدتها على توطيد علاقتها مع عدد كبير من الدول بما فيها الأوروبية.

وقال نعيرات، لصحيفة "فلسطين": إن "السياسة الجديدة التي تحملها حماس هي أكثر انفتاحًا على العالم وخاصة الدول العربية، وهذا ما يضع الأخيرة تحت الاختبار الحقيقي في حقيقة نظرتها إلى الحركة وطريقة التعامل معها"، مشددًا على أن "هنية" برهن على عدم تبيعة حماس لأي من الدول وهو ما ظهر جليًا في دعوته للانفتاح على الجميع بما فيهم السعودية وإيران على حد سواء.

وتوقع نعيرات أن تشهد العلاقات الخارجية للحركة تطورات إيجابية على صعيد العلاقة مع الدول العربية خاصة في ظل الحديث عن صفحة جديدة مع القاهرة، مبينًا أن حماس أثبتت أنها رقم صعب يستحيل تجاوزه أو تجاهله سواء كان ذلك عربيًا أو عالميًا.

وأضاف أن دعوة هنية للتعامل مع حركته بلغة سياسية راقية، دليل على جدية الحركة في طرق أبواب دول العالم لإثبات الحق الفلسطيني، وهو ما قد يشهده المشهد السياسي في الفترة القادمة.

من جهته، قال المحلل السياسي محسن أبو رمضان: إن خطاب هنية حمل استراتيجية مهمة من رغبة بالانفتاح والخروج من العزلة السياسية.

وأضاف أبو رمضان، في حديث تلفزيوني، أن الخطاب تضمن معاني واضحة في الانفتاح لدى الحركة في المرحلة المقبلة، وضرورة خروجها من الانعزال السياسي.

وذكر أن الخطاب تطرق إلى الربط المُحكم بين تفكيك الأزمات الإنسانية المتلاحقة في غزة وربطها بتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وأشار إلى أنه لا توجد قيادة فلسطينية مُفوّضة عن الثوابت الفلسطينية وخيار التمسك بكامل تلك الثوابت، منبهًا إلى أن انخراط جهة فلسطينية إلى محور على حساب محور يضر بالقضية الوطنية.

ولفت إلى أن التنسيق الأمني يعرقل انعقاد المجلس التشريعي ويعقد شروط الوحدة الوطنية التي يجب أن تكون على قاعدة برنامج وطني واضح وعلى أرضية موحدة عنوانها التحرر من الاحتلال.

وقال أبو رمضان: "ما زلنا نمر بمرحلة تحرر وطني، فالبرنامج السياسي الموحد يجب أن يكون هو القاعدة الأساسية، وقرار الحرب والسلم يجب أن يؤخذ ضمن قرار قيادي موحد".

من جانبه، قال الباحث والمحلل السياسي حسام الدجني: إن حركة حماس مُقبلة على توطيد علاقتها الدولية كدول أمريكا اللاتينية.

وأضاف الدجني في حديث تلفزيوني، أمس، أن مصر تنظر إلى غزة اليوم بطريقة أخرى مغايرة؛ فالقرب المصري من غزة يعطي الأخيرة الكثير من الحصانة من أي مواجهة إسرائيلية قادمة.