فلسطين أون لاين

14 شهرًا على إصابته برصاص الاحتلال

تقرير "وين بلال؟".. صرخة عائلة "رواجبة" لمعرفة مصير ابنها المستشار في "الوقائي"

...
بلال رواجبة (أرشيف)
نابلس-غزة/ مريم الشوبكي:

"وين بلال؟" هل هو أسير جريح، أو شهيد؟ تساؤلات تبحث عائلة رواجبة من مدينة نابلس عن إجابات شافية لها، فابنهم مختفٍ منذ 14 شهرًا، بعد أن أطلق جنود الاحتلال الرصاص عليه وهو داخل سيارته على حاجز حوارة مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2020م.

قبلها طلب منه جنود الاحتلال أن يوقف سيارته على اليسار ثم أطلقوا عليه الرصاص، وما هي إلا لحظات حتى حطت طائرة هليكوبتر ونقلته من الموقع، هذه الروايات نقلها شهود عيان لعائلة رواجبة بعد أن قادوا حملة شخصية لجمع الأدلة علّها تقودهم إلى معرفة مصيره، إذ يرفض الاحتلال الإفصاح عن أي معلومة.

بلال (29 عامًا) يعمل مستشارًا قانونيًّا في جهاز الأمن الوقائي التابع للسلطة، وله طفلة.

قبل أربعة أشهر من الحادثة، اتصل ضابط مخابرات إسرائيلي ببلال قائلا: "بدنا إياك استدعاء"، رفض بلال مجيبًا: "ما باجي بشكل فردي، أنا ابن مؤسسة ارجعو إلها".

اشتكى بلال لجهازه بشأن التهديدات التي تصل إليه على هاتفه الشخصي، وأبلغه المسؤولون في "الوقائي" أنهم تعاملوا مع الأمر وبإمكانه التحرك بحرية. ظن أنهم منحوه الأمان، ولكن ما هي إلا أيام حتى أطلق الاحتلال الرصاص عليه.

شكوك كبيرة تساور والده عماد، الذي تساءل: "لماذا لم يُنشئ جهازه لجنة تحقيق للوقوف على الملابسات الحقيقية لما حدث مع بلال قبل إطلاق النار عليه، والشخص الذي أعطاه الأمان بالتحرك؟ هناك علامات استفهام كثيرة.. لا أعلم ما الذي يجري!".

يقول الوالد عماد لـ"فلسطين": "بعد الحادث، توجهتُ إلى مسؤولي الأمن الوقائي بنابلس وسألتهم عن سبب عدم تعاملهم مع التهديدات الإسرائيلية لبلال، فكان ردهم أنهم تعاملوا معها في ذلك الوقت".

يستدرك الوالد: "لكن ما حدث مع بلال يؤكد أنهم لم يبذلوا جهدًا لحمايته أو على الأقل الطلب منه ملازمة بيته، استهتارهم دفع بلال حياته ثمنًا له".

ويبين أن السلطة أبلغته بأن بلالًا شهيد وهي الرواية الإسرائيلية التي سمعتها العائلة عدة مرات، ولكن دون إثبات بورقة رسمية من الاحتلال تفيد بوجود جثة لديهم في الثلاجات أو حتى مقابر الأرقام.

طرقنا الأبواب.. بلا جواب

تعود أخته مها بذاكرتها إلى الوراء إذ كانت الساعة تشير إلى 10:06 دقائق صباح يوم الأربعاء، كان الجو ماطرًا جدًا، اتصل بها ضابط الاحتلال ليخبرها بأن بلالًا مصاب، وبعد أيام لم يرد أي خبر عن بلال.

تقول: "تواصلت مع الجهات الرسمية لمعرفة مصير أخي بلال، ولكن لا إجابة".

وتضيف مها لـ"فلسطين: "طرقنا كل الأبواب من مسؤولين ومؤسسات داخلية وخارجية تُعنى بالأسرى، وحتى تواصلنا مع جهاز الأمن الوقائي الذي يعمل لمصلحته، ولكن لا إجابة لديهم، فهل يعقل أن شابًّا فلسطينيًّا وابن جهاز أمني لا يعرفون مصيره؟".

تنتظر مها كل يوم أن يرن هاتفها المحمول، لعلها تتلقى خبرًا يشفي صدرها بمصير أخيها بلال، وتضع حدًّا للشائعات التي تفيد بأن بلالًا جريح مرة، وشهيد مرة أخرى.

وتفيد بأن "وين بلال؟" حملة أطلقتها العائلة في شهر يوليو/ تموز العام الماضي، وما علمته من المركز القانوني البريطاني بأن هناك 10 حالات تشبه حالة بلال مجهولة المصير.

في يوم الحادث كان بلال في غاية السعادة، فأصدقاؤه سيزورونه لتهنئته بمولودته، ووعد زوجته بأنه سيأتي بالأغراض اللازمة، وأخبر مها بأنه سيمر عليها لكي يُقِلَّها بسيارته إلى بيته بعد أن ينتهي دوامها.

14 شهرًا وعائلة بلال لم تجد إجابة تبرد قلبها عن سؤالها "وين بلال"، ما تزال تبحث عن طرف خيط يوصلها إلى حقيقة مصيره، هل هو شهيد؟ أو أسير؟ وتقصير متعمد من سلطة لديها تنسيق أمني عالٍ مع احتلال استباح دم بلال، ويستبيح دم الفلسطينيين كلَّ يوم، دون أن تهتز لها شعرة!