حذرت شخصيات وهيئات فلسطينية من المساس بالمقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة، وقالت إن انتهاكات الاحتلال بحقها ستشكل شرارة تشعل الأرض تحت أقدامه، يتحمل وحده نتائجها.
وأكدت الشخصيات والهيئات أن القدس المحتلة والمسجد الأقصى وقف ومقدس إسلامي خالص، كفلسطين المحتلة، ليس لليهود أي حق تاريخي أو ديني أو ثقافي فيها.
وأكدت لجنة القدس والأقصى في المجلس التشريعي أن القدس المحتلة والمسجد الأقصى وقف ومقدس إسلامي خالص، كفلسطين المحتلة، وهو ما تضمنته قرارات الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة وخاصة منظمة "يونسكو" الراعية للآثار.
وذكرت اللجنة في بيان لها أمس، أن أهل فلسطين من بحرها إلى نهرها ومقاومتها المسلحة يقفون خلف أهل حي الشيخ جراح بالقدس، في قرارهم الرافض لخيار التسوية الذي عرضته ما تسمى محكمة العدل الظالمة التابعة للاحتلال.
وحذرت من أن مواصلة الاحتلال انتهاكاته وإجراءاته التعسفية بحق المسجد الأقصى والقدس وأهلها ومقدساتها، سيشكل شرارة تشعل الأرض تحت أقدامه، يتحمل وحده نتائجها.
ولفتت إلى مواصلة الاحتلال إجرامه وعدوانه بحق مدينة القدس وأهلها ومعالمها الإسلامية، إذ إنه بعد اعتداءاته على "المقبرة اليوسفية" وتحويل جزء منها إلى "حديقة توراتية" ومحطة للقطار الهوائي، وبعد التصعيد مع أهالي حي الشيخ جراح وإخطار بعض العائلات بإخلاء منازلهم لهدمها، خرج ناعق من حاخاماته بإعلان خاص بتقديم مقترحات لكيفية إزالة ونقل قبة الصخرة إلى خارج المسجد الأقصى.
وأوضحت أن حديث الحاخام يعطي دلالة واضحة على مخططات الاحتلال الرامية لهدم المسجد الأقصى وإقامة "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.
تغيير الوضع الديني
وحذر مفتي السلطة الفلسطينية الشيخ محمد حسين، من المساس بالمقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، وقبة الصخرة المشرفة.
جاء ذلك في بيان صحفي، للمفتي، تلقت "فلسطين" نسخة منه، أمس، تعقيبا على دعوات جماعات يمينية إسرائيلية، لهدم المقدسات الإسلامية، بما فيها قبة الصخرة المشرفة، ونقلها إلى خارج باحات الأقصى لبناء "الهيكل المزعوم".
وقال حسين: "تكشف تلك الدعوات الإسرائيلية، نية الاحتلال والجماعات المتطرفة لهدم قبة الصخرة، وتغيير الوضع الديني، والتاريخي، والقانوني، القائم في المسجد الأقصى".
وأكد أن المسجد الأقصى جزء من عقيدة المسلمين، وهو أولى القبلتين، وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال.
وشدد على أن المسجد الأقصى "بمبانيه ومساطبه وساحاته وما تحت الأرض وفوقها ملك للمسلمين وحدهم، رغم أنف الكارهين والمتربصين" وفق قوله.
وكانت جماعات يهودية، نشرت صورة لقبة الصخرة، في إطار إعلان الحاجة لمتخصص في هدم المنشآت والمباني، وتقديم مقترح لكيفية إزالة ونقل قبة الصخرة إلى خارج باحات الأقصى.
وفي سياق متصل، استنكر المفتي، ما وصفه هدم سلطات الاحتلال مسجدًا في قرية "دوما" جنوبي نابلس (شمال الضفة الغربية المحتلة)، مطالبا الدول والمؤسسات المعنية بحرية الإنسان والأديان بالوقوف في وجه الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة.
وناشد الأمتين العربية والإسلامية "تحمل مسؤولياتهم تجاه القدس وفلسطين، والدفاع عنها وحماية مقدساتها وشعبها من اعتداءات المستوطنين الذين يعيثون فساداً في الأرض الفلسطينية، بحماية سلطات الاحتلال ومؤازرتها، على مختلف مستوياتها".
وأقدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس الماضي، على هدم مسجد قائم ويؤمه المصلون دون انقطاع، في منطقة "أبو صيفي" شرقي بلدة "دوما" جنوبي نابلس، في سياق تعدياته المستمرة على المقدسات الإسلامية وسعيه للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين.
تحريض ممنهج
فيما حذَّر مركز الإنسان للديمقراطية والحقوق-غزة، من نشر الحاخام اليهودي "يعقوب هيمن"، عبر موقع "فيس بوك" صورة لقبة الصخرة مع إعلان الحاجة لمهندس مختص في هدم المباني والمنشآت، مع مقترح لكيفية إزالتها ونقلها إلى خارج المسجد الأقصى، عادًا إياها "دعوة واضحة منه للاعتداء على معلم من معالم التراث العالمي".
وقال المركز في بيان صحفي، أمس: إن تغريدة الحاخام تأتي تأكيدًا على منهجية التحريض التي تتبعها حكومة الاحتلال ضد الفلسطينيين ومقدساتهم، منذ احتلالها للأراضي الفلسطينية، وتبرز الوجه الحقيقي لعنصرية الاحتلال.
واستنكر ردة فعل إدارة "فيس بوك" والتي لم تتعامل مع المنشور والذي يدعو إلى العنصرية، ويخالف معايير النشر، كما يتم التعامل مع منشورات الفلسطينيين والتي توضح انتهاكات وعنصرية الاحتلال.
وتساءل: "ماذا لو كانت هناك دعوة مماثلة من أي فلسطيني، هل كانت إدارة "فيس بوك" ستسمح بنشرها وعدم محاربة محتواه بحجة مخالفة سياسات فيسبوك؟".
وأشار إلى أن هذه الدعوة العنصرية، تخالف نص المادة "53" من بروتوكول اتفاقية جنيف الأول لسنة 1977 والتي حظرت الأعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة، التي تشكل التراث الثقافي والروحي للشعوب وأكدت على ضرورة حماية الأعيان الثقافية وأماكن العبادة، وكذلك اتفاقية لاهاي المتعلقة بحماية الأعيان الثقافية في حالة النزاع المسلح المعقودة بتاريخ 14 آيار/مايو 1954.
وطالب المركز الحقوقي، السلطة في رام الله بفضح جرائم الاحتلال في القدس المحتلة، وممارساته العنصرية التي تدعو للتحريض ضد الفلسطينيين وطردهم وهدم منازلهم وأماكنهم الدينية.
ودعا "حماية"، الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو للتدخل لوضع حد لممارسات الاحتلال التي تمس قدسية المدينة وتراثها العالمي، وأن تقوم إدارة "فيس بوك" بحذف التغريدة والتعامل بمهنية مع ما ينشر دون تفرقة.