فلسطين أون لاين

أحدهما شهيد والآخر جريح

تقرير الشقيقان "حمايل".. نموذجٌ مشرف للمقاومة الشعبية في "جبل صبيح"

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ جمال غيث:

على الرغم من إصابته بكسور في يده اليمنى وقفصه الصدري على إثر ملاحقته من جنود الاحتلال الإسرائيلي على جبل صبيح ببلدة بيتا شمالي الضفة الغربية المحتلة، أول من أمس، يصر ثائر حمايل (39 عامًا) مواصلة مشاركته في الفعاليات الاحتجاجية الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية أعلى الجبل.

والشاب ثائر، شقيق الشهيد زكريا (28 عامًا) الذي ارتقى في 28 مايو/ أيار الماضي، إثر إصابته بطلق ناري في صدره من جنود الاحتلال خلال مشاركته في فعالية المقاومة الشعبية الرافضة لإقامة بؤرة استيطانية على جبل صبيح، يسير ببطء شديد بسبب إصابته محاولًا الوصول إلى الجبل والمشاركة في الفعاليات المقامة هناك.

ولم تفلح محاولات زوجة ثائر وأطفالها الستة في منعه من الخروج من المنزل والمشاركة في الفعاليات المقامة على جبل صبيح، بسبب تعبه الشديد جرّاء إصابته.

ويقع جبل صبيح بين ثلاث بلدات هي "قبلان، يتما، بيتا" جنوبي نابلس، ويملكها أبناء تلك البلدات، وفق وثائق تثبت أحقيتهم في الأرض المحتلة.

ويُنظّم سكان البلدات الثلاث فعاليات ومسيرات شبه يومية للدفاع عن الجبل الذي تهدده أطماع قديمة متجددة للمستوطنين بالاستيلاء عليه وتحويله إلى مستوطنة.

يقول حمايل لصحيفة "فلسطين": "مهما فعل الاحتلال من جرائمَ بحقّ شعبنا كإطلاق النار عليهم لقتلهم وإصابتهم، لن نترك الجبل وسنواصل الدفاع عنه حتى استرداده وإفشال مخططاته"، مشددًا على أنّ "هذه الأرض أرض أجدادنا، ولن نتركها مهما كلّفَنا ذلك من ثمن".

وبدا الإعياء والحزن ظاهرًا على صوت حمايل وهو يضيف "استشهد أخي زكريا في أثناء مشاركته في الفعاليات الرافضة والمنددة بوجود الاحتلال على الجبل، ولم يكن يُشكّل خطرًا على الجنود والمستوطنين، ولم يحمل أسلحة بل كان يعتصم بشكل سلمي".

وتابع "لن نتوانى عن المشاركة في الفعاليات المطالبة باسترداد الجبل برفقة أهالي البلدة، فهو ملك لنا ولن نتنازل عنه، ولن تمنعني إصابتي من الاعتصام إلى جانب الأهالي. قدمنا عشرات الشهداء والجرحى لاسترداده وسنستره عاجلًا أم أجلا".

وخلال الأسابيع الأخيرة، استشهد 10 مواطنين وأصيب نحو 200 آخرين غالبيتهم بالرصاص الحي في مواجهات مع قوات الاحتلال، خلال مشاركتهم بالفعاليات الشعبية الرافضة لإقامة بؤرة "أفيتار" الاستيطانية على قمة الجبل.

وسرعان ما علت نبرة صمود وتحدّي حمايل وهو في طريقه إلى الجبل، ليكمل: "بصدورنا العارية وبالحجارة سندافع عن أرضنا ولن نتركها لأطماع الاحتلال ومستوطنيه".

وذكر أنه أُصيب خلال تواجده عصر أول من أمس برفقة سكان البلدة أعلى الجبل، إذ تفاجؤوا باعتداء جنود الاحتلال عليهم بإطلاق الرصاص الحيّ نحوهم بشكلٍ كثيف، في محاولة لقتلهم، وعند محاولته الاحتماء من الرصاص وقع من على الجبل وأُصيب بكسورٍ في يده وصدره ورضوض بمختلف أنحاء جسده.

ويبقى ثائر وشقيقه الشهيد زكريا، نموذجا مُشرّفا بدمائهما للمقاومة الشعبية الحقيقية الرافضة لتواجد الاحتلال ومستوطنيه في الأرض المحتلة، والمستمرة لاقتلاع البؤرة الاستيطانية من قمة جبل صبيح.