حذّر مدير مستشفى الرنتيسي التخصصي، د.محمد أبو سلمية، من "دخول مرحلة الخطر الشديد لمرضى الأورام"، مبينا أنه إذا استمر النقص الحاد في الأدوية ومنع سلطات الاحتلال المرضى من دخول فلسطين المحتلة سنة 1948 للعلاج، و"مماطلة" حكومة رامي الحمد الله في إصدار التحويلات العلاجية، فإن ذلك يعني وقوع حالات وفاة في صفوف هؤلاء المرضى.
وقال أبو سلمية لصحيفة "فلسطين"، أمس: "مرضى السرطان والأورام في قطاع غزة فعلا يدخلون مرحلة الخطر لأسباب عدة، أولها النقص الشديد والحاد في الأدوية لهؤلاء المرضى".
وأضاف: "السبب الثاني هو منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي دخول هؤلاء المرضى لاستكمال العلاج داخل المستشفيات الإسرائيلية ومستشفيات الضفة الغربية والقدس. والسبب الثالث هو مماطلة حكومة رام الله وتأخير التحويلات لهم من قبل وزارة الصحة في رام الله".
يأتي ذلك بعدما أعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس، استشهاد المريض جميل طافش (60 عاما) في مستشفى الرنتيسي التخصصي جراء عدم توفر العلاج ومماطلة سلطات الاحتلال في خروجه للعلاج في الداخل المحتل منذ 20 يومًا؛ لمعاناته من سرطان الكبد. كما أعلنت "الصحة" الجمعة الماضية، استشهاد الشاب بسام صابر العطار ( 20 عاما) في مستشفى الرنتيسي التخصصي جراء امتناع السلطة عن منحه تحويلة علاجية خارج القطاع.
واستشهد الأربعاء الماضي، الطفل يوسف الأغا المريض بالفشل الكلوي، نتيجة مرض نادر بعد عدم تمكنه من السفر للعلاج خارج قطاع غزة، فضلا عن استشهاد ثلاثة أطفال رضّع هم إبراهيم سمير طبيل، ومصعب بلال العرعير، وبراء محمد غبن، لعدم تمكنهم أيضًا من السفر لتلقي العلاج خارج القطاع.
وأوضح أبو سلمية، أن المريض بالسرطان يجب أن يحصل على العلاج الكيماوي بانتظام حسبما هو موضح في بروتوكولات العلاج الكيماوي. وقال: "فقدنا اثنين من هؤلاء المرضى هما: بسام العطار، وجميل طافش، وإذا استمر الوضع كما هو عليه نحن للأسف بانتظار المزيد من الموتى من هذه الشريحة؛ لأن الدواء غير متوفر في قطاع غزة ولا يسمح لهم باستكمال العلاج الكيماوي".
وتابع بأنه في ظل ذلك، يكون المريض أمام خيارين أولهما "أن يبقى في قطاع غزة وينتشر المرض وبعد ذلك لا سمح الله، تصعب السيطرة عليه، أو أنه يموت وهذا ما لا نتمناه".
وأكد حاجة مرضى السرطان للعلاج الإشعاعي وهو غير متوفر نهائيا في قطاع غزة بموجب اتفاقيات أوسلو.
وقال: "هؤلاء المرضى يحتاجون إلى مسح ذري وهذا غير متوفر في قطاع غزة"، مضيفا: "العلاج الكيماوي حاليا نتحدث عن نسبة 60% إلى 70% غير متوفر في قطاع غزة بسبب الحصار".
وأشار إلى أن ذلك يجعل هؤلاء المرضى بحاجة إلى العلاج خارج قطاع غزة، بسبب الحصار وقلة الإمكانيات والأدوية.
وأوضح أن الطواقم الطبية تعمل بما هو متوفر في قطاع غزة، مبينا أن "المتوفر شيء قليل".
وشدد على أن "العلاج الكيماوي لا يمكن استبداله بأي علاج آخر. يجب أن يأخذ المريض هذا العلاج ضمن البروتوكول العالمي الذي يعالج سرطان الكبد مثلا".
وحذر من أن "الأمور خطيرة وصعبة للغاية. مرضى بالعشرات بل بالمئات يحتاجون لاستكمال العلاج" خارج القطاع.
ولفت إلى أنه منذ نحو ثلاثة أشهر لم ترسل وزارة الصحة في رام الله أي شحنات أدوية لقطاع غزة، ووقف التحويلات العلاجية منذ نحو شهرين.
وفي وقت سابق، اتهم الناطق باسم وزارة الصحة في غزة د. أشرف القدرة في منشور عبر صفحته في موقع التواصل "فيسبوك"، السلطة في رام الله بالقيام بممارسات "مشوهة وطنيا ودورا لا أخلاقي ولا إنساني تؤديه مع الاحتلال الصهيوني وهما يتشاركان في معادلة الإجرام الممنهج بحق مرضى قطاع غزة بوقف توريد الأدوية وانقطاع التيار الكهربائي ومصادرة حق المرضى بالتحويلات العلاجية".
يشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس هدد في المؤتمر الثاني لسفراء السلطة لدى الدول العربية والإسلامية، الذي انعقد في العاصمة البحرينية المنامة، مؤخرًا، بـ"خطوات غير مسبوقة" تجاه قطاع غزة.