فلسطين أون لاين

​بعد أن ضحّى بــــ "زهرة شبابه"

زوجة الأسير شلش: يا من قررت قطع الراتب أحقًا أنت "فلسطيني"؟

...
غزة - يحيى اليعقوبي

قضى جُل حياته وراء القضبان، وشهدت على بطولته ثلاثة وعشرون عامًا أمضاها في سجون الاحتلال وما زال معتقلاً حتى الآن، فقد أعيد اعتقاله بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م.

إنه الأسير إبراهيم شلش الذي حكمت (إسرائيل) عام 1995عليه بالسجن المؤبد و35 سنة؛ وذلك بتهمة محاسبته للعملاء والانتماء لكتائب القسام، أمضى منها 17 عاما متواصلة؛ وتعود أصوله إلى قرية شقبا غرب محافظة رام الله.

تقول زوجته أم زيد شلش لصحيفة "فلسطين": " تزوجنا منذ 27 عاما؛ أمضى زوجي منها 23 عاما في السجون، وأربعة أعوام فقط خارجها بشكل متقطع، وتخللتها اعتقالات متفرقة".

بصوت خافت ممزوج بالحسرة على واقع الحال، تتحدث: "حياة إبراهيم حافلة بالاعتقالات التي سرقت زهرة شبابه، فتحملت أعباء غيابه في سجون الاحتلال بإدارة شؤون البيت؛ إلى أن أصبح أطفاله الأربعة شباباً (زيد 24 عاما والتوأم مالك ومصعب 22 عاما وإيمان 20 عاما).

مثَّل الاعتقال الثاني بعد الإفراج عن زوجها بصفقة وفاء الأحرار بعامين، أصعب الاعتقالات، فكان، حسبما تصفه، اعتقالاً قاسياً جاء بعد أن بلغ أبو زيد 48 عاما.

وتتذكر يوم استقبالها لزوجها بعد خروجه في صفقة وفاء الأحرار، قائلة: "رأيته وكأنه مولودٌ للتو، انتقلنا لبيتنا الجديد معاً ولأول مرة ننعم بالاستقرار والإحساس بمشاعر الفرح؛ فكل ما سبق من مناسبات لم نهنأ بها نتيجة غياب أبي زيد وفراغ البيت من حنان الأبوة التي يريد أن يحياها كل ابن، ثم أعاد الاحتلال اعتقاله عام 2014م لنعيش الألم من جديد".

لكن كل ما سبق لم يشفع للأسير شلش بأن تتريث حكومة رام الله قليلاً قبل أن تتخذ قراراً بقطع راتبه هو وأقرانه من الأسرى والمحررين. تعلق زوجته على ذلك بالقول: "ليس للسلطة حق بأن تكافئ الأسرى على تضحياتهم بقطع رواتبهم، كان يجب أن تُقدر تضحياتهم بطريقةٍ أخرى".

وبنبرةٍ غاضبة تضيف: "يمكننا أن نستوعب لو كان من الاحتلال، لكن من غير الإنساني أن تقوم السلطة بهذا الإجراء".

كيف أمضت العائلة عيد الفطر؟.. وهل كان "سعيداً"؟ سؤال تبدو إجابته واضحة، فرب الأسرة يقبع في سجون الاحتلال، والظروف الاقتصادية متعثرة؛ وفرص عمل قليلة، وأبناء لا يعملون إلا بفترات متقطعة أحيانا.

وتتطرق شلش إلى تلك المعاناة: "أمضينا شهر رمضان وعيد الفطر بصعوبة، وتوقفنا عن استكمال بناء بيتنا؛ والله أعلم بالحال".

وتتساءل: "هل من قام بذلك حقاً فلسطيني؟ ومن الذي سمح له بقطع رواتب أسرى أمضوا جل أعمارهم في سجون الاحتلال؟، أليس في قلبه ضمير حتى يقدم على خطوة بهذه القسوة؟"، وهل حقدهم الذي جاء بسبب مناكفات سياسية يبرر لهم حرمان أبناء الأسرى وزوجاتهم من احتياجاتهم".. تواصل الزوجة طرح الأسئلة وهي موقنة بأن لا إجابة عنها لدى المسؤولين عن هذا القرار.

وتشير شلش، إلى أن السلطة استمرت في خصم نصف راتب زوجها لمدة ستة أشهر بعد الإفراج عنه في صفقة وفاء الأحرار، فيما أقدمت قبل شهر رمضان بأسبوع على قطع راتبه كُلياً.