تحدثت مصادر عبرية عن تقرير إخباري يفيد بأن ضباطًا ومسؤولين كبارًا في المؤسسة العسكرية الإسرائيلية عقدوا مؤخرًا لقاء موسعًا في إحدى القواعد العسكرية للبحث في كيفية الإجهاز على حركة المقاومة الإسلامية حماس في الحرب القادمة، واعتبر ما يسمى بالخبير العسكري عمير ربابورت أن ذلك يمثل تحولا في الاستراتيجية الإسرائيلية واعتماد "الضربة القاضية" بدلا من الاكتفاء بردع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
بموازاة التقرير الإسرائيلي تحدث محللون سياسيون عرب عن سعي أطراف عربية لكتم صوت فضائية الجزيرة تمهيدا لضرب غزة من جانب العدو الإسرائيلي وشطح بعضهم أكثر فأكثر مدعيا أن مئات الآلاف من الخيام تجهز داخل سيناء لاستقبال "المهجرين الجدد" من الفلسطينيين.
(إسرائيل) لديها القدرة على توجيه ضربات قاسية لقطاع غزة ولكن ليس لديها القدرة على توجيه ضربة قاضية للمقاومة الفلسطينية وكتائب عز الدين القسام. ضرباتها القاسية لغزة تم الرد عليها بضربات من جانب المقاومة وهي التي اعتبرها الإسرائيليون جحيما لا يطاق ولم يحتملوها والمعركة الأخيرة عام 2014 خير شاهد على ذلك، فالعدو الإسرائيلي أراد لها أن تكون المعركة الأخيرة وأن تكون هي القاضية ولذلك طالت مدتها حتى تخطت الخمسين يوما، ثم انتهت كما شاهدنا دون أن يحقق العدو الإسرائيلي أيًا من أهدافه ثم اضطر إلى وقف
إطلاق نار من جانب واحد كما في الحروب السابقة وأكدت المقاومة قدرتها على ردع العدو وليس العكس.
العدو الإسرائيلي من خلال تقاريره عن الحرب والضربات القاضية وما شابه ذلك يحاول "تخويف" المقاومة في غزة وتوجيه رسائل "إرهاب" إلى أهلها لا أكثر، لأنه يعلم جيدا أن حصاره وجرائمه وصلت إلى حد لا يطاق ويمكن أن تنفجر غزة في وجهه في أية لحظة، ولكن الحل لا يكمن في الغباء الإعلامي أو السياسي، وكذلك فإن الغباء العسكري سيكون أشد وطأة إذا ما فكر في حرب جديدة، وكل ما في الأمر إن أرادوا الأمن والهدوء وهدنة طويلة الأمد فعليهم أن يتركوا غزة وشأنها ويرفعوا الحصار عنها وكذلك عليهم وقف جرائمهم في الضفة الغربية وأن يوافقوا على حل سياسي مؤقت توافقت عليه الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة حماس.
أما للذين يربطون بين ضرب غزة وإسكات الإعلام فإننا نرد عليهم بأن (إسرائيل) لا يردعها سوى المقاومة الفلسطينية، فهي لا تخجل من فضحها ولا تتأثر بالتضامن العالمي مع قضيتنا، ولو أنها كانت قادرة على القضاء على المقاومة الفلسطينية لاستمرت في حربها الأخيرة وعملت على ترميم سمعتها فيما بعد، أما بالنسبة للمقاومة فقوتها بعقيدتها وسلاحها وثباتها وعدالة قضيتها وكذلك هي قوية بقوة أهل غزة وصمودهم ورفضهم التنازل عن أرضهم وعزتهم وكرامتهم.